الأربعاء، 17 يونيو 2009

مع سمير قصير في تاريخ دمشق وبعلبك

لم اكتب قبل في ذكرى سمير قصير، لاني كنت اعلم ان مشاعر الحزن ستخبو يوما، وان الحماسة لاقامة ذكرى اغتياله او الكتابة بمناسبتها ستضعف سنة بعد سنة، وستصبح تكراراً مملا لطقوس وشعائر.

في ذكراه الرابعة، لا اكتب لقلة محبيه، وانا من القلائل من بينهم ممن لم يعرفوه شخصيا.

اكتب لان العزيز سمير كان واحدا من ضحايا "انتفاضة الاستقلال" والمعركة من اجل استعادة سيادة لبنان وحريته، من طغاة الخارج كما من طغاة الداخل.

واكتب لان العزيز سمير كان ضحية حلمه باعادة عقارب الزمن الى الوراء، الى ايام جمال الدين الافغاني ومحمد عبدو ورشيد رضا ومحمد كرد علي وعبد الرحمن الكواكبي وصدقي الزهاوي ومعروف الرصافي، الى الزمن الذي تساءل فيه هؤلاء عما جرى حتى تخلف العرب عن شعوب العالم.

كان العزيز سمير يعلم انه يسير عكس الزمن، وان كل لحظة تمر في دول العرب افضل من اللحظة التي تليها، وان مشكلة العرب ليست فقط في السياسة، انما في الاجتماع والثقافة كذلك، وان ملصقات افلام السينما المصرية التي عمل بجهد على جمعها، تؤرخ لتاريخ عربي اقل ما يقال فيه انه ذهبي بالنسبة لايام نعيشها يسميها بعضهم بالمجيدة، واي مجد...

كان العزيز الراحل يعلم ان زمن النهضة العربية تحول الى شعارات فارغة بين ايدي الاحزاب القومجية وفي اقبية المخابرات. كان يعلم ان كتاب معروف الرصافي، "الشخصية المحمدية"، الذي كتبه في الفلوجة في العام 1933، هو فلتة شوط يصعب تكرارها، وقد تحولت الفلوجة الى مجموعة بيوت متلاصقة افضل ما يمكن ان تقدمه هو "امارة العراق الاسلامية"، او ائتلاف العشائر الخارج للتو من كتب الجاهلية الى رحاب القرن الواحد والعشرين.

في ذكرى سمير قصير - نشرة الافق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق