الأحد، 13 سبتمبر 2009

ديبورا جونز: لقد كان الله كريماً عندما خلق الكويت ... خلق حقل برقان النفطي فوق خزان من المياه الجوفية المالحة

واشنطن - من حسين عبد الحسين

فات السفيرة الاميركية في الكويت ديبورا جونز ان «فور كاتس» او «اربع قطط» هو اسم استعاره اصحاب الدعابة الكويتيون من فريق الغناء اللبناني، الذي يحمل هذا الاسم، للاشارة الى النائبات الاربع اللواتي دخلن البرلمان الكويتي في الانتخابات الاخيرة، فتساءلت عن سر اطلاق هذه التسمية عليهن، لتستنتج بسؤال على شكل دعابة هو ان كانت النائبات «قطط»، فهل النواب الذكور «كلاب»، على وقع ضحك الحاضرين من صحافيين وخبراء وديبلوماسيين كويتيين.

لكن ما بدا انه دعابة سمجة من جونز، لم يكن الا عبارة عن «سوء تفاهم ثقافي وحضاري»، حسب عدد من الديبلوماسيين في وزارة الخارجية الاميركية الذين عرضت عليهم «الراي» تصريحات زميلتهم جونز. فكلمة «كلب» التي غالبا ما تستخدم للتحقير والازدراء في الدول العربية، لا تستخدم كذلك في الولايات المتحدة، حيث تؤوي الغالبية الساحقة من سكانها كلابا وقططا في منازلها.

والمتابع لنص المحاضرة التي القتها السفيرة الاميركية في «معهد الشرق الاوسط» في واشنطن في 27 اغسطس، لا بد من ان يلاحظ ان النبرة الايجابية التي استخدمتها جونز في وصف الكويت وديموقراطيتها، على الرغم من ان السفيرة اعتبرت ان البلاد تعيش في زمن متأخر. وقالت: «الى طلبة التاريخ من بينكم... لا يحصل شيء في الكويت (اليوم) مما لم يكن يحصل في اوروبا في القرن التاسع عشر».

الا ان جونز اشادت بالديموقراطية الكويتية بشكل عام، ووصفتها بالـ «مذهلة»، واعتبرت انها نوع من الديموقراطية التي تتطور حسب الحاجة المحلية، مثل «ديموقراطية اثينا والديموقراطية داخل كنائس نيوانغلاند (اسم كان يطلق على مناطق المستوطنين الاوائل شمال شرقي الولايات المتحدة) في الماضي».

واشارت الى حرية الرأي في الكويت، حيث يوجد «اكثر من 17 جريدة»، وقالت ان في البلاد اكثر من الف ديوانية لعدد سكان يبلغ مليونا ومئة الف نسمة، «وهذه نسبة كبيرة». ووصفت الديوانيات على انها اماكن تنتشر فيها الحوارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما وصفت الكويتيين بالـ «راقين سياسيا».

واضافت: «هناك حوار داخل المجتمع الكويتي نفسه عما هو ضروري لابقاء النظام يعمل... لدى الناس نزعة الى الابتعاد عن تعديل الدستور... ولكن في الوقت نفسه كيف تتعامل مع التوتر الناتج عن وجود عائلة حاكمة، وحكومة منتخبة، ولا احزاب».

جونز لخصت العلاقة الاميركية الكويتية، التي وصفتها بالشراكة الاستراتيجية، في ثلاثة محاور هي الشراكة الامنية، وملف النفط، والشراكة التجارية.

عن الموضوع الامني، قالت السفيرة الاميركية ان الكويت تزود الجيش الاميركي فيها بنحو مليار و200 مليون دولار من الحاجات اللوجستية سنويا «لعملية حرية العراق... ولاشياء اخرى نفعلها في المنطقة». وقالت ان الشركات الكويتية التي تزود الجيش الاميركي حاجاته ستنتقل ربما مع هذا الجيش بعد انسحابه من العراق، «الى افغانستان وربما الى مقر القيادة الافريقية».

اما عن الشراكة التجارية، فقالت جونز ان مبيعات شركة جنرال موتورز في الكويت، خلال الثلاثين عاما الماضية، تجاوزت حجم المبيعات العسكرية الاميركية الى الكويت. ولفتت الى ان مركز صيانة جنرال موتورز في الكويت هو الاكبرفي العالم.

وتحدثت جونز عن نفط الكويت، ووصفته بالـ «ثروة الوطنية الوحيدة»، وصنفت الكويت على انها صاحبة رابع او خامس اكبر احتياطي نفط في العالم. وقالت: «انا غالبا ما ادعو العالم الى النظر الى الكويت على انها طفل ولد وفي رصيده المصرفي 100 الف دولار، ويقول له عمه انظر، هذا هو، لن يكون بامكانك العمل، عليك ان تسحب مالا من المصرف ومالهم هو نفطهم وعليك ان تستخدم الثروة ليس لك فقط، وانما لاولادك، واولاد اولادك».

واضافت ان العم يوصي الطفل: «لذا عليك ان تحرص على ما لديك لانه يوم تصرف اخر قرش من هذا الحساب، لن يعود لديك ما تنفقه».

كذلك تحدثت جونز عن صندوق الأجيال، ووصفته بالمحافظ، وقالت ان هذا منعه من تلقي ضربة كبيرة اثناء الازمة العالمية العام الماضي، وقدرت حجمه بـ 220 مليار دولار.

وتحدثت عن فشل الصفقة بين الكويت وشركة «داو جونز» للكيماويات، وقالت ان الاسف ليس على حجم الصفقة التي كانت مقررة بواقع 17 مليارا و200 مليون دولار، بل ان فشل الصفقة حرم الكويتيين من اقامة «مركز ابحاث» كان من الممكن ان يساهم في تطوير «الرأسمال البشري الكويتي، حيث نسبة التعليم تصل الى 97 في المئة».

واشارت جونز الى «صندوق التنمية الكويتي»، واشارت الى انه انفق منذ انشائه ما يقارب الـ 15 مليار دولار في مشاريع تنموية حول العالم، وهو دليل في «وجه من يتهمون الكويت بانهم بخلاء في حق العراق» وبقية دول العالم.

وختمت بالحديث عن السياسة الاقليمية، وقالت ان هدف بلادها هو الوصول الى «مصالحة» كويتية مع العراق. اما عن الموضوع الايراني، فاشادت جونز بالسياسة الكويتية وقالت انه «عندما تكون صغير الحجم في مدرستك، فانك عادة لا تستفز من هم اكبر حجما منك، وتصادق زملاء غيرهم كبيري الحجم».

المقالة في جريدة الراي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق