الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

«جاي ستريت باك» المناهض لـ «ايباك» يدعو إلى تقسيم القدس

في الصورة اعلاه: باراك اوباما مجتمعا ورؤساء المنظمات اليهودية الاميركية في غرفة روزفلت في البيت الابيض في 16 يوليو 2009، وبدا الى يسار الرئيس الاميركي رام ايمانيويل، رئيس موظفي الابيض وهو يهودي اميركي، والثالث الى يسار اوباما جيريمي بن عامي، رئيس لوبي جاي ستريت باك المعارض للتوجه اليهودي العام في الولايات المتحدة.

واشنطن - من حسين عبد الحسين
اختتم، امس، لوبي «جاي ستريت باك» الاميركي - الاسرائيلي، المناهض لمنظمة «ايباك» المؤيدة لاسرائيل «من دون شروط»، مؤتمره السنوي الاول في العاصمة الاميركية بالتشديد على اهمية التوصل الى سلام، لكن من دون التخلي عن بعض «ثوابت اسرائيل».

وتصدر الحضور وزراء الخارجية والمال والدفاع الاسرائيليون السابقون شلومو بن عامي ومئير شتريت وعمير بيريتس، قائد حرب يوليو العام 2006، ونائب رئيس الحكومة السابق حاييم رامون، والرئيس السابق لـ«الشين بيت» عامي ايالون.

كذلك تضمن الحضور يهود اميركيون مناصرون للانفتاح غير المشروط على سورية من امثال مدير «ايباك» السابق توم داين، الذي زار سورية مرارا، وروب مالي، الذي يزور دمشق غالبا حيث يلتقي الرئيس بشار الاسد.

ومن العرب حضر السفير الاردني في واشنطن الامير زيد بن رعد، ووزير الاقتصاد الفلسطيني باسم خوري، ورئيس جمعية «اميريكان تاسك فورس فور بالستاين» زياد العسلي.

وبرز حضور باحثين وناشطين اسرائيليين اميركيين من مؤيدي الانفتاح على «حزب الله» و«حماس»، مثل دانيال ليفي، الذي نظم العام الماضي ندوة في واشنطن للباحث الاميركي المقيم في بيروت نك نو، والذي قدم بدوره دراسة الى الخارجية الاميركية دعت الى الانفتاح غير المشروط على «حزب الله» والتخلي عن حلفاء اميركا الحاليين في المنطقة.

ونو هو واحد من مجموعة من الاميركيين والاوروبيين المقربين من «حزب الله» في بيروت، من امثال عميل الاستخبارات البريطانية السابق اليستير كروك، الداعي دوما الى ابدال الغرب حلفاءه العرب الحاليين بايران. لكن اصدقاء سورية وايران و«حزب الله» و«حماس» من بين الحاضرين لم يتجاوزوا بعض الخطوط الحمر التي فرضها «جاي ستريت باك» على نفسه.

فاللوبي الحديث العهد يعارض سياسات الحكومات الاسرائيلية «المعرقلة للتوصل الى سلام بين اسرائيل وجيرانها»، مثل سياسات الاستيطان والدعم الاميركي غير المشروط للحكومات الاسرائيلية المتعاقبة. كذلك شدد رئيس اللوبي الجديد جيريمي بن عامي على ضرورة احترام اسرائيل لشروط السلام، فدعا الى تقسيم القدس الى اثنتين، تكون كل واحدة منها عاصمة لكل من الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية. وكان بن عامي اثار ازمة بين قياديي المنظمات اليهودية الاميركية، اذ حضر اجتماعهم الاخير مع الرئيس باراك اوباما في البيت الابيض، قبل ان يمنحه الرئيس الاميركي لقاء بينهما.

لكن مسؤولي «جاي ستريت باك»، الذين يتهمهم منافسوهم بالتخلي عن مصلحة اسرائيل، ابدوا اصرارا على الدفاع عن امن الدولة العبرية، وعلى رفضهم حيازة ايران للسلاح النووي الايراني، الذي «يهدد اسرائيل وجوديا»، حسب مسؤولي اللوبي. كذلك ادان معظم هؤلاء تقرير «غولدستون»، واعتبروه مقيدا لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها مستقبلا.

وفي اروقة اوتيل «غراند هايات» في وسط العاصمة الاميركية، حيث انعقد المؤتمر، توزعت مراكز الحملات الدعائية للجمعيات المؤيدة للسلام الاسرائيلي العربي، مثل جمعية «اميركيون من اجل السلام الآن»، وحزب «ميريتس» اليساري الاسرائيلي، و«مركز بيريس للسلام»، و«اسرائيل بوليس فوروم»، التي وجهت عريضة الى الادارة الحالية، ابان انتخابها، وصفت فيها الاسد على انه «انور السادات»، واعتبرت انه قادر على عقد سلام بين بلاده واسرائيل.

وفي الاروقة نفسها، توزع سياسيون وديبلوماسيون اميركيون واسرائيليون واوروبيون وعرب، وعقدوا حوارات فرعية على هامش المؤتمر طاولت مواضيع متعددة، فيما اكتفى ممثلو السفارة الاسرائيلية بتسجيل حضور بصفة مراقب، من دون الدخول في اي من هذه الحوارات.

اما الانطباع العام لدى بعض المشاركين من العرب والاميركيين ممن تحدثت اليهم «الراي»، فتلخص «بالاعجاب بالتنظيم الكبير والتأييد الذي حازه المؤتمر وموضوع السلام». الا ان هؤلاء اعتبروا ان «جاي ستريت باك ما زال طري العود، وانه في الوقت الذي حضر كل من اوباما ومنافسيه هيلاري كلينتون وجون ماكاين مؤتمر ايباك العام الماضي، لم يتميز مؤتمر جاي ستريت باي حضور اميركي او اسرائيلي رفيع المستوى».

ولاحظ مراقبون انه حتى رئيس لجنة الشؤون الخارجية السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساشوستس جون كيري، صديق دمشق حاليا، تراجع عن الادلاء بخطاب امام هذا اللوبي، حسب ما اوردت «الراي» قبل ايام، بعدما كان وعد بذلك، فيما لم توفد وزارة الخارجية اي مسؤول يذكر، واكتفت الادارة عموما بايفاد مستشار الامن القومي جيم جونز.

المقالة في جريدة "الراي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق