السبت، 12 ديسمبر 2009

مصادر أميركية: سليمان سيبالغ في الدفاع عن سلاح «حزب الله» وضرورة الانفتاح على دمشق

واشنطن - من حسين عبد الحسين

تأتي زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى واشنطن ولقاؤه نظيره الاميركي باراك اوباما، غدا، في غير سياق الاحداث في لبنان، اذ بعيدا عن الشكليات، لا تتوقع مصادر اميركية ان يكون في جعبة سليمان ما يقدمه «غير تكرار الخطاب العمومي المعروف والمحدد بما يسمى بسقف التوافق» اللبناني.

«حتى التوافق»، تقول المصادر، يحترم سليمان جزءا منه.

وتتحدث المصادر عن تناقض في مواقف سليمان، وتقول: «على سبيل المثال، كتل القوات اللبنانية والكتائب وبعض النواب، هاجموا سلاح حزب الله بوضوح اثناء جلسات الثقة بالحكومة، لكن سليمان لا يأخذ رأي هؤلاء في الاعتبار، ويدافع عن المقاومة، مع انه يشدد على التوافق، وهو طبعا غير موجود في لبنان حول السلاح».

ولاحظت المصادر «الهجوم الذي تعرض له سليمان من بعض السياسيين الموالين لسورية في بيروت، حتى ان بعضهم دعاه الى الغاء الزيارة لواشنطن». وفسرت هذا الهجوم على انه «رسالة الى سليمان على ان التوافق في لبنان يعني الانحياز لحزب الله وسورية، واي شيء آخر مرفوض». لذا، ترى ان «سليمان سيبالغ في الدفاع عن سلاح حزب الله، وعن ضرورة الانفتاح الاميركي على دمشق»، اثناء اجتماعاته الاميركية.

ومن المقرر ان يلتقي سليمان، اضافة الى اوباما، نائبه جو بيدن ورئيسة الكونغرس نانسي بيلوسي، ووزيري الدفاع والخارجية روبرت غيتس وهيلاري كلينتون، ومستشار الامن القومي جيمس جونز.

الا ان في المقابل، «قد يسمع سليمان تصريحات اميركية، قد لا تطرب لها الآذان السورية، مثل استكمال تطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة، واولها القرار 1559 والقرار 1701». كذلك قد تتضمن التصريحات العلنية للمسؤولين الاميركيين «ابداء الدعم للمحكمة الدولية الخاضة بلبنان ودعم شؤون لبنانية اخرى».

وتعتبر المصادر ان «توجيه الدعوة الاميركية الى سليمان جاءت من باب دعم واشنطن لسيادة بيروت». وتضيف: «نحن نفعل ما علينا باحترام السيادة اللبنانية ومحاولة دعم القوى الامنية، اما ممارسة هذه السيادة داخليا وخارجيا والبحث عن مصالح لبنان، في الولايات المتحدة وغير الولايات المتحدة، هو شأن لبناني بحت».

وسألت «الراي» كبار المسؤولين الاميركيين عن مرحلة ترقب يعيشها لبنان والمنطقة، ريثما تتوضح الصورة الاقليمية خصوصا في الموضوع النووي الايراني، فردوا: «هناك مواضيع اقليمية متعددة، منها الملف النووي الايراني، والانتخابات البرلمانية العراقية التي تشهد صراعا اقليميا محموما سياسيا وامنيا، وملف السلام الاسرائيلي - العربي».

ويضيف هؤلاء: «كل تأزيم او انفراج في هذه الشؤون الاقليمية قد يأتي على حساب لبنان، لان بعض قادته فوضوا امرهم الى مجموعات داخلية وخارجية، وقد تكون القرارات المتماهية مع هذه القوة الاقليمية او تلك، ليست في مصلحة لبنان بالضرورة».

اما في السياسة الاميركية تجاه لبنان، فهي «واضحة وثابتة، وتقضي بالتعامل مع حكومة لبنان المنتخبة ورئيس لبنان كاصحاب سيادة». وتضيف المصادر ان «التغييرات في السياسة الاميركية تجاه لبنان وسورية معظمها في الاسلوب، وليس في المضمون».

وفي هذا السياق، تكشف المصادر عن تغييرات «اميركية ديبلوماسية اقترب موعدها». في لبنان، من المرتقب ان تنهي السفيرة ميشيل سيسون خدمتها في المستقبل القريب، وقد يحل محلها ديبلوماسي مخضرم يعرف لبنان جيدا، وسبق له ان خدم فيه.

اما في سورية، «فاقترب موعد تعيين السفير هناك، لكن غربلة الاسماء مازالت دائرة، ولم تتم عملية الاختيار حتى الان حتى داخل وزارة الخارجية نفسها».

بيد ان اعادة السفير الى سورية يختلف عن اعادة الحرارة الى العلاقات بين واشنطن ودمشق. ويعتبر مراقبون في العاصمة الاميركية ان مقياس تحسن العلاقات الثنائية بين اميركا وسورية هو العقوبات الاميركية المفروضة على سورية، «ورفع هذه العقوبات ما زال بعيدا عن اي افق منظور»، حسب المصادر الاميركية.

لكن المصادر قالت لـ «الراي» ان واشنطن تعكف على تحضير «شروط للسوريين في مقابل رفع العقوبات، مثلا ترفع الولايات المتحدة هذا النوع من العقوبة او ذاك، في مقابل اتمام عملية ترسيم الحدود بين لبنان وسورية، وما شابه ذلك».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق