الثلاثاء، 2 مارس 2010

مهندسة قانون الانتخابات: العراقيون ضاقوا ذرعا بالاحزاب الدينية

واشنطن – حسين عبد الحسين

تشهد العاصمة الاميركية نقاشا محتدما حول الانتخابات العراقية المقررة الاحد المقبل، وفي هذا السياق عقد مركز ابحاث “اميركان انتبرايز انستيتيوت”، امس الاول، ندوة حضرتها “العالم” توقع فيها خبراء ان يفرز الاقتراع المقبل نتائج مشابهة لانتخابات مجالس المحافظات السابقة، قائلين ان العديد من المؤشرات تفيد بأن العراقيين “ضاقوا ذرعا” بالاحزاب الدينية.

وشاركت في الندوة العضو السابق في بعثة السابقة الامم المتحدة في العراق، واحدى مهندسات قانون الانتخاب عام 2005، الايطالية كارينا بيريللي، الى جانب الباحث في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى” سكوت كاربنتر، كما حضرها حشد من الشخصيات العراقية تصدرهم سفير العراق في واشنطن سمير الصميدعي، ووجوه من الجالية العراقية بينهم رئيسة “المجلس الاميركي الاسلامي” زينب السويج.

وقللت بيريللي من اهمية التجاذبات المتصاعدة في العراق، وقالت ان مصدرها رجال السياسة “فالسياسيون في العراق يتصرفون كالسياسيين في كل مكان، ويفتعلون ازمات احيانا لحساباتهم الخاصة، ولكن المشكلة ليست بالقدر الذي يصفه بعضهم”.

واضافت ان “هناك مجازفة، اثر عملية الاجتثاث، ان لا تقبل بعض الاطراف بالنتائج”، ولكنها اعتبرت ان “الشعور الشعبي العراقي مؤيد للانتخابات، حتى (النائب المجتث صالح) المطلك، تراجع عن مقاطعته عندما شعر ان قاعدته ستشارك في كل الاحوال”.

بيريللي توقعت ان تأتي نتائج الانتخابات البرلمانية مشابهة الى حد كبير لنتائج انتخابات المحافظات، التي اجريت في كانون الثاني من العام 2009.

وقالت انه يبدو ان الناخبين “ضاقوا ذرعا بالاحزاب العقائدية والدينية، ويبحثون عن اصحاب برامج ممن يمكنهم تحسين الوضع العام في البلاد”.

بدوره، اعتبر كاربنتر ان الانتخابات المقبلة تتمحور حول نقاط ثلاثة “الاولى هي انها تتعلق بمستقبل العراق لا بماضيه، والثانية ان نتائج هذه الانتخابات ستحدد التيارات السياسية، واحجامها، وتحالفاتها لمدة طويلة من الزمن، والثالثة ان تشكيل ائتلاف حكومي بعد صدور النتائج سيكون عملية معقدة وستأخذ الكثير من الوقت”.

وقال كاربنتر انه كما ظهر من نتائج انتخابات المحافظات، فان “معظم الناخبين صوتوا لمصلحة حكومة مركزية وقوية، وضد الفيدرالية التي يطالب بها الكرد وحزب (المرشح عمار) الحكيم الشيعي”.

ولفت الباحث الاميركي الى ان “فوز يوسف الحبوبي، وهو من الناشطين في ايام النظام السابق، بكمية قياسية من الاصوات، وفي عقر الطائفة الشيعية في كربلاء، يظهر ان الشيعة انفسهم لا يؤيدون طروحات الحكيم، بل يفضلون الحكومة المركزية”. وزاد “لقد استهلكتنا جميعا تلك المشاجرة حول لجنة العدالة والمساءلة، ولكن علينا ان لا نعطي الموضوع اكثر مما يستحق... كل ما في القصة ان جماعة المجلس الاعلى الاسلامي حاولوا قلب هزيمتهم في انتخابات المحافظات باظهار انفسهم بمظهر المعادي للبعثيين من اجل كسب اصوات، الا انه كما اتضح لاحقا، فان اغلبية العراقيين يعارضون عودة البعثيين الى الحكم، والموضوع لم يعد باي فوائد سياسية انتخابية على الحكيم”.

كاربنتر قال ان “الاتجاه الرئيسي لدى معظم القوائم كان البحث عن مرشحين ذوي شعبية محلية، وضمهم، وهذا سببه انه على عكس قانون 2005، الذي اعطى زعماء القوائم سلطة تسمية من يصل الى مجلس النواب ومن لا يصل، امنت اللائحة المفتوحة هذه المرة تمثيلا ادق لشعبيات المرشحين”.

وضرب مثالا على قائمة الحدباء في نينوي، وقال انها ستفوز بمقاعد كثيرة وهي جزء من “قائمة العراقية”، “ولكن لا يوجد اي ضمانات ان كتلة الحدباء ستلتزم مع كتلة العراقية، وربما تقرر دخول الائتلاف الحكومي مع العراقية او من دونها”.

واستغرب الخبير الاميركي ان نسبة 30 في المئة من العراقيين لم يحددوا لاي قائمة سيصوتوا حتى الان، “على الرغم من كل الفرز السياسي والعرقي والمذهبي في البلاد”.

كاربنتر اضاف ان عملية تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل ستكون معقدة وطويلة، وعلى الرغم من ان الدستور يحدد مهلة اربعة اشهر لتشكيله، الا انه توقع ان تأخذ العملية ستة اشهر على الاقل.

وختم بالقول ان الكتلة الكردية ستلعب دور “صانعة الملوك”، وان “الكرد سيحاولون الحصول على اكبر عدد من التنازلات من الحكومة الفيدرالية من اجل منح الائتلاف المقبل اصواتهم”، الا انه حذر من ان “هناك خطرا في ان يرفع الكرد من سقف مطالبهم، فيتشكل ائتلاف حكومي من دونهم، وربما موجه ضدهم، وهذا من شأنه تأزيم الوضع في البلاد”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق