الجمعة، 12 مارس 2010

واشنطن حائرة في كيفية تحسين صورتها

واشنطن - من حسين عبد الحسين

تنفق واشنطن اكثر من نصف مليار دولار سنويا على برنامج «الديبلوماسية العامة الهادفة الى التواصل مع جماهير اجنبية، والحصول على تأييدها لاهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة»، حسب ما ورد في بند الموازنة التي قدمتها وزارة الخارجية الى الكونغرس.

ورغم الركود الذي يمر به الاقتصاد الاميركي، فإن الكونغرس وافق على زيادة المبالغ المخصصة «للديبلوماسية العامة» من 520 مليون دولار في العام 2010، الى 568 مليونا للعام 2011.

والى جانب كل المبالغ الطائلة التي تنفقها، ما زالت الولايات المتحدة تعاني من صورة هي الاسوأ من بين دول العالم. ويعلل بعض المحللين الفشل في تحسين صورة اميركا بالاشارة الى سياساتها الخارجية، ويعتبر ان الصورة لن تتغير ما لم تتغير هذه السياسات.

ولكن الواقع قد يشي بعكس ذلك. ايران، مثلا، تتمتع بسياسة دعائية متفوقة، مع ان الانتخابات البرلمانية في لبنان، العام الماضي، وفي العراق، قبل اقل من اسبوع، عكست تراجع حلفاء ايران، وفندت مقولة ان شعوب المنطقة تتعاطف مع ايران وسياساتها في المنطقة.

الصين، يقول خبراء آخرون: «تحتل التيبيت، وتهدد تايوان، ولديها خلافات عميقة مع جيرانها، مثل اليابان والهند، وتتمتع بعلاقة مميزة مع اسرائيل، ومع ذلك يميل العرب الى تأييدها ضد اميركا».

هذا الاختلال دفع واشنطن الى انشاء مكتب للديبلوماسية العامة في العام 1999، يديره سفير، برتبة وكيل وزارة الخارجية، وتم رصد اموال طائلة له. ومع ذلك، يستمر فشل الاميركيين في تلميع صورة بلادهم.

في هذا الاطار، عقدت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، اول من امس، جلسة استماع ترأسها السناتور الديموقراطي عن ولاية ديلاوير تد كوفمان، وحضرها اربعة سفراء تعاقبوا على منصب وكيل وزارة الخارجية للديبلوماسية العامة هم ايفلين ليبرمان، وكارين هيوز، وجايمس غلاسمان، وجوديث ماكهايل، وهي تسلمت المنصب في مايو الماضي.

وافتتح كوفمان الجلسة بالاشارة الى تصريحات سابقة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وقال: «علينا ان نستخدم كل الادوات في صندوق العدة الذي في حوزتنا - كالديبلوماسية والانماء والدفاع - لتعزيز مصالح الولايات المتحدة حول العالم، عن طريق القوة الناعمة».

واعتبر السناتور الاميركي ان 3 عناوين تتصدر الديبلوماسية العامة، هي «التبادلات الثقافية، وشرح السياسات الاميركية عن طريق برامج للمعلومات، والبث الخارجي».

عن البث الخارجي، الذي يتضمن فضائية الحرة وراديو سوا، قال كوفمان ان هدفه «تقديم الاخبار في المجتمعات المفتوحة والمغلقة»، كذلك «تقديم نموذج لكيفية تقديم الاخبار بحرية». وتابع ان هدف الجلسة هو «ادخال نجاحات الماضي في التخطيط للمستقبل».

بدورهم، تعاقب وكلاء الخارجية على الادلاء بشهاداتهم، فاشادت هيوز بانجازاتها التي تلخصت بتمويل صفوف تعليم اللغة الانكليزية حول العالم، ثم تباهى غلاسمان بأن قناة «الحرة» وراديو «سوا» يصلان الى 35 مليون مشاهد ومستمع عربي في الاسبوع، اما ماكهايل، فتحدثت عن خطة لدى الادارة الحالية لاستحداث مناصب جديدة في مكتب «الديبلوماسية العامة»، فضلا عن نية اميركية بانشاء «مراكز ثقافية اميركية» حول العالم، على غرار المراكز البريطانية والفرنسية والالمانية والروسية.

لكن اهتمام الشيوخ انصب على وصول الصوت الاميركي مباشرة الى المشاهد العربي، فتوجه السناتور الجمهوري عن ولاية ميسيسيبي روجر ويكر بالسؤال الى هيوز حول ان كانت تعتقد انه على الديبلوماسيين الاميركيين المتحدثين العربية قبول دعوات من قنوات «معادية للولايات المتحدة» مثل قناة «الجزيرة» القطرية.

واجابت هيوز ان «10 دقائق يمضيها موظف حكومي اميركي على الهواء تأخذ 10 دقائق من نصيب ضيوف الجزيرة المعادين لاميركا». فسأل ويكر مجددا: «وهل تعتقدين انه لدينا عدد كاف من موظفي الخارجي الطليقين بالعربية»، فاجابت: «لدينا عدد منهم، ولكنه غير كاف بالتأكيد».

ووافقت ماكهايل على اهمية مشاركة ديبلوماسيين اميركيين في برامج «الجزيرة»، وقالت ان «الفضائية القطرية تصل الى 250 مليون مشاهد عربي اسبوعيا». كذلك ايدت ماكهايل اقوال هيوز بضرورة تدريب عدد اكبر من موظفي «الديبلوماسية العامة» في وزارة الخارجية على «العربية المحكية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق