الأربعاء، 10 مارس 2010

روف: جنبلاط اعتبر أن التغيير في لبنان ما كان ليحصل لولا ما فعله بوش في العراق

واشنطن - من حسين عبد الحسين

نقل كبير مستشاري الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، عن النائب اللبناني وليد جنبلاط، ان انسحاب القوات السورية من لبنان في العام 2005، والتغيير الذي حصل في ذلك العام، لم يكن ممكنا لولا ما فعله بوش في العراق.

كارل روف، وهو مهندس فوز بوش بالرئاسة لولايتين، قال ان احداث لبنان في العام 2005 اعطت الادارة السابقة «جرعة من التفاؤل» حول مستقبل الديموقراطية في «الشرق الاوسط العربي».

وجاء في كتاب مذكراته الصادر، امس، بعنوان «شجاعة وعواقب»، ان مع حلول 2005، صار حتى اشد منتقدي بوش يتحدثون عن «ربيع العرب»، اي انتشار «الحريات في منطقة لم يطأها مد الحرية الذي اجتاح معظم دول العالم اثناء ربع القرن الاخير».

ونقل روف عن الصحافي في «نيويورك تايمز» توماس فريدمان قوله آنذاك، ان العالم العربي كان يشهد «نقطة تحول»، وان ما كنا «نراه (كان) يوازي في اهميته انهيار جدار برلين»، في اشارة الى انهيار الجدار الذي قسم العاصمة الالمانية، في العام 1989، مؤذنا بانهيار الشيوعية.

التفاؤل في العام 2005، حسب روف، «عززته الاحداث في لبنان».

ويستعيد المستشار الرئـــاســــي الـــســابق تلك الاحـــداث، فيقـــــول: «بعد ما كاد يتم تدميره اثر حرب اهلية قاسية، امضى لبنان ثلاثة عقود تحت الاحتلال الســـــوري، وكان الظاهر ان المقدر له هو البقاء تحت ابهام السوريين». «

ولكن»، يضيف روف، «بعد سنتين من ازاحتنا لصدام حسين، وبعد عملية الاغتيال التي تعرض لها رئيس الحكومة (اللبناني) السابق رفيق الحريري، وهو سياسي معارض بارز لسورية، اجبر الشعب اللبناني القوات السورية على الانسحاب من بلاده».

روف كتب انه «في ما صار يطلق عليه البعض اسم ثورة الارز، انتجت الانتخابات حكومة اكثر استقلالية من اي الحكومات التي عرفها اللبنانيون منذ زمن طويل». واضاف: «احد الزعماء المفاتيح في الحركة الديموقراطية اللبنانية، اعتبر ان بلده الصغير كاد الا يشهد التغيير لولا ما فعله بوش في العراق... وليد جنبلاط، زعيم الدروز اللبنانيين (قال): كنت متشائما بخصوص العراق، لكني عندما رأيت الشعب العراقي يدلي باصواته (في يناير 2005)، 8 ملايين منهم، كانت تلك بداية عالم عربي جديد... الشعب السوري، الشعب المصري، الجميع يقولون ان شيئا ما يتغير».

وختم جنبلاط، حسب روف، بالقول: «لقد انهار جدار برلين، يمكننا ان نرى ذلك».

وباستثناء دفاعه عن قرار الحرب في العراق، واستعادته باختصار للاحداث التي رافقت الانسحاب السوري من لبنان في 2005، حصر روف كتابه بذكرياته الشخصية وبشؤون اميركا الداخلية.

ومما جاء في الكتاب، ان روف اكتشف في وقت لاحق من حياته، ان والده هو فعليا زوج امه، وان زوج امه هذا كان من مثليي الجنس. كذلك تطرق الى واقعة انتحار والدته، وشؤون عائلية اخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق