واشنطن – حسين عبد الحسين
العراق هو احد سبعة دول «فاشلة» تسعى الولايات المتحدة الى مساعدة حكوماتها على بسط سلطاتها على اراضيها، لمواجهة العنف الذي يتهددها، كجزء من حماية الامن القومي الاميركي، حسب وزير الدفاع روبرت غيتس.
الوزير الاميركي كتب في مقالة بعنوان «مساعدة الاخرين في الدفاع عن انفسهم»، من المتوقع صدورها اليوم الاربعاء، في دورية «فورين افيرز» الشهيرة، حصلت «العالم» على نسخة مبكرة منها، ان «التهديد القاتل لسلامة وامن الولايات المتحدة – على شكل مدينة اميركية ملوثة تحولت ركاما اثر هجوم ارهابي – ينبع على الارجح من دول لا تقدر على حكم نفسها على نحو كاف، او تعجز عن تثبيت امن اراضيها».
ومع ان غيتس لم يوجه اصابع الاتهام الى بغداد بشكل خاص، الا ان العراق كان واحدا من الدول السبعة التي ورد ذكرها في المقالة، كدول حليفة تحاول الولايات المتحدة مساعدتها، بالاضافة الى كل من لبنان، وافغانستان، وباكستان، واندونيسيا وماليزيا والفيليبين.
وكتب غيتس «يبقى التعامل مع دول منقسمة او فاشلة كهذه التحدي الامني الابرز، في وقتنا الحالي». واضاف «من المستبعد ان تكرر الولايات المتحدة، في اي وقت قريب، مهمات على حجم ما فعلت في افغانستان والعراق، اي فرض تغيير للنظام، يليه بناء الدولة في وسط النار».
لكن غيتس لم يستبعد ان تواجه اميركا سيناريوهات حول العالم تتطلب تدخلا اميركيا، وان «على مقياس اصغر». في حالات كهذه، يقول الوزير الاميركي، «تصبح فعالية الولايات المتحدة ومصداقيتها من فعالية ومصداقية واستمرارية شركائها المحليين».
ويتابع غيتس ان «هذه الحقيقة الاستراتيجية تتطلب ان تصبح الولايات المتحدة افضل في ما يسمى بناء مقدرات الشركاء، اي مساعدة دول اخرى في الدفاع عن نفسها، او – ان تطلب الامر – القتال الى جانب القوات الاميركية»، وهذا حسب غيتس، يحتاج الى تزويد اميركا لحلفائها بـ «المعدات والتدريب، او اشكال اخرى من المساعدات الامنية».
ويقول غيتس ان بلاده لطالما قدمت الدعم الامني لدول مختلفة على مدى الخمسة وسبعين عاما الماضية، بدءا بتسليح بريطانيا والاتحاد السوفياتي اثناء الحرب العالمية الثانية في المواجهة مع دول المحور بقيادة المانيا النازية. وذكر غيتس ان اميركا قدمت في الاربعينات اكثر من 31 بليون دولار لبريطانيا و11 بليونا للاتحاد السوفياتي، ولاحقا قامت بدعم دول في مواجهة السوفيات وحلفائهم اثناء «الحرب الباردة».
واعتبر انه منذ «الحرب الباردة، تغيرت بيئة الامن العالمي بشكل راديكالي، واصبحت اكثر تعقيدا اليوم، ويصعب التكهن بها، وحتى مع غياب قوة عظمى منافسة (لاميركا)، اصبح العالم اكثر خطورة».
واضاف انه بشكل عام، «يستمر الصراع على الشرعية والولاء والقوة عبر العالم الاسلامي بين القوى التحديثية المعتدلة، ومنظمات العنف المتطرفة مثل القاعدة والطالبان».
هكذا، حسب غيتس، «يصبح بناء الحكومات والمقدرات الامنية لدى الدول الاخرى من العناصر الحساسة في استراتيجية الامن القومي للولايات المتحدة».
لكن غيتس يعترف ان «ادوات القوة الاميركية – العسكرية والمدنية – تم بناؤها في عصر مختلف لمجابهة تهديدات مختلفة جدا». ويقول ان «الجيش الاميركي تم تصميمه لهزيمة جيوش وقوى بحرية وجوية اخرى، لا تقديم النصائح وتدريب وتسليح هذه القوى».
كذلك الامر، يعتبر غيتس ان ادوات اميركا المدنية تم تصميمها لادارة علاقات اميركا مع الدول الاخرى، «لا المساعدة في بناء الدول الاخرى من داخلها».
ويقول لان تدريب قوات نظامية في دول اخرى لا يسهم في الترقيات داخل الجيش الاميركي، قام الجيش – في المرحلة الاولى – بالاستعانة بضباط متقاعدين وشركات امنية خاصة للقيام بالمهمة.
غيتس يكشف انه نظرا للحاجة الملحة للمساعدة في بناء جيوش لدى شركاء اميركا، قام الجيش الاميركي بانشاء وحدات متخصصة حملت اسم «الوية للاستشارات والمساعدات».
وختم بالقول ان «مساعدة الدول الاخرى على التعامل الافضل مع امنها سيشكل اختبارا اساسيا للقيادة العالمية للولايات المتحدة، وجزءا ساسيا من حماية اميركا كذلك، لذلك، يجب ان يكون تحسين الطرق التي تقوم الحكومة الاميركية من خلالها بتطبيق هذه المهمة من الاولويات القومية الهامة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق