الخميس، 1 يوليو 2010

الاستخبارات العسكرية الأميركية تدعو إلى حوار مع «حزب الله» و«حماس»... «الانتهازيين»

واشنطن - من حسين عبد الحسين

انضمت الاستخبارات العسكرية التابعة لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي، الى مجموعة مؤيدي مباشرة الحوار مع «حزب الله» وحركة «حماس»، حسب تقرير صادر اخيرا عن هذه الاستخبارات.

وعملت اخيرا مصادر في العاصمة الاميركية على تسريب اجزاء من التقرير السري، الذي تم اعداده في 7 مايو الماضي، تحت عنوان «ادارة (ملف) حزب الله وحماس»، بعد ايام على تصريح نائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لـ «وكالة اسوشيتد برس للانباء» بان حزبه لن يباشر اي حوار مع واشنطن قبل ان تغير من تصرفاتها.

وكانت «الراي» اوردت في عددها الصادر في 3 يونيو، ان جهات اميركية عمدت الى «تدارس سيناريوات الحوار مع حزب الله في اجتماعات عقدتها مع مواطنين اميركيين مقربين من الحزب». تلى ذلك جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، لتدارس الموضوع، ودعا فيها ديبلوماسيون سابقون الى مباشرة هكذا حوار، فيما استند باحثون ادلوا بشهادتهم الى تقارير «الراي»، للاشارة الى مقدرات الحزب العسكرية.

في تقرير الاستخبارات العسكرية ورد، ان «دور الولايات المتحدة في تقديم المساعدة الى قوة دفاع لبنانية يكون من ضمنها حزب الله، والتدريب المستمر لقوات الامن الفلسطينية في كيان فلسطيني تكون حركة حماس (مشاركة) في حكومته، سيكون اكثر فعالية من تقديم المساعدة الى جهات مثل حكومة لبنان وفتح اللتين تمثلان جزءا فقط من اللبنانيين والفلسطينيين». واضاف انه «رغم تبني حزب الله وحماس سياسات متشددة في رفض اسرائيل»، الا ان المجموعتين «عملانيتان وانتهازيتان» ويمكن الحوار معهما.

واقتبس التقرير من كتاب للباحث آرون دايفيد ميلر، وهو من مجموعة من الغربيين ممن يتمتعون بعلاقة ممتازة مع «حزب الله» على غرار عميل الاستخبارات البريطانية السابق المقيم في بيروت اليستير كروك، وجاء في الاقتباس ان «حزب الله وحماس اصبحا لاعبين سياسيين يتمتعان باحترام في شوارع العواصم العربية، وفي المنطقة ككل»، وان «تدميرهما لم يكن يوما خيارا، وتجاهلهما قد لا يكون خيارا كذلك».

التقرير يعارض التوجه الاسرائيلي القائل بتشابه «حزب الله» و«حماس»، والداعي الى مواجهتهما بالعنف، ويعتبر ان «الفشل في الاعتراف بالمظالم والاهداف المختلفة لدى كل منهما، سيؤدي الى استمرار في الفشل في دفع تصرفاتهما الى الاعتدال».

وكان مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الارهاب جون برينان، الذي لفت الانظار بحضوره لقاء باراك اوباما ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في واشنطن في مايو الماضي، اعتبر في وقت سابق ان على بلاده المساهمة في دفع العناصر المعتدلة في «حزب الله» الى الواجهة من اجل مباشرة الحوار معها.

التقرير حاول التقليل من اهمية ارتباط «حزب الله» بايران، واستند الى خطاب قال فيه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، انه اذا حدث ان تضاربت مصالح ايران ولبنان في يوم من الايام، فان الحزب سيختار المصلحة اللبنانية، وتابع «ان نشاطات حزب الله تعكس في شكل متزايد حاجاته وطموحاته في لبنان، في مواجهة مصالح داعميه الايرانيين».

كما انتقد التقرير، حرب يوليو العام 2006 بين اسرائيل والحزب، وذكر ان الحرب قد تكون ادت الى نتائج عكسية وساهمت في توثيق الاواصر بين «حزب الله» وايران.

وحاول التقرير الاشارة الى اوجه شبه بين الحزب «والجيش الجمهوري الايرلندي، الذي شارك في نهاية الامر في عملية السلام في ايرلندا الشمالية، وهو ما قد يشكل نموذجا لاستراتيجية تعامل الولايات المتحدة مع حزب الله».

كما اشار الى القرار البريطاني بمباشرة الحوار مع «حزب الله» في العام 2009.

واردف: «بالطريقة نفسها التي لعبت فيها الولايات المتحدة دورا قياديا في محادثات السلام مع ايرلندا الشمالية، يمكن للبريطانيين ان يقودوا حوارا للاندماج بين الجيش اللبناني وحزب الله في لبنان».

مع انضمام الاستخبارات العسكرية الى فريق «شؤون الارهاب» التابع للرئيس الاميركي، والى اعضاء في الكونغرس وديبلوماسيين متقاعدين، من امثال السفير السابق لدى العراق ريان كروكر، في الدعوة الى مباشرة حوار مع «حزب الله»، تقف وزارة الخارجية وحيدة في معارضتها لهكذا حوار.

ويعزز من موقف الخارجية انها الوحيدة المخولة في تصنيف التنظيمات الارهابية، وهو موقف زاد صلابة بعد ما اصدرت المحكمة الفيديرالية العليا قرارا، الشهر الماضي، شمل حتى الجمعيات الاميركية غير الحكومية، وحظر الاتصال او تقديم اي نوع من المساعدة «حتى المدنية» منها، الى التنظيمات المصنفة ارهابية مثل «حزب الله» و«حماس». الا ان الالتفاف حول الخارجية وقرار المحكمة العليا، ومباشرة الحوار مع «حزب الله» و«حماس»، صار يبدو ممكنا من خلال حلفاء اميركا، البريطانيين، وهو ما يبدو ان الاستخبارات العسكرية الاميركية صارت تدركه، وتدعو اليه في تقاريرها السرية.

يساند الدائرة المؤيدة للحوار مع التنظيمين، والآخذة بالاتساع، مجموعة كبيرة ومقربة جدا من «حزب الله»، فيها امثال عميل الاستخبارات البريطاني السابق كروك، واميركيين من امثال ميلر، والباحث العسكري مارك بيري، ونجله مراسل شبكة «سي ان ان» المقيم في بيروت كال بيري، وعدد كبير غيرهم من المقربين من الحزب او من طهران، او من الاثنين معا، المقيمين في بيروت او في واشنطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق