الجمعة، 31 ديسمبر 2010

اختراق مفاجئ على المسار السلمي السوري - الإسرائيلي

| واشنطن من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

ماذا يحدث وراء الكواليس، ولماذا زار المبعوث السابق لعملية السلام دينيس روس دمشق الاسبوع الماضي والتقى كبار المسؤولين فيها؟ وهل تتوصل سورية واسرائيل الى توقيع اتفاقية سلام «في المستقبل القريب جدا» على حد تعبير احد المسؤولين الاميركيين؟

علمت «الراي» من مصادر واسعة الاطلاع، ان الاسابيع القليلة الماضية شهدت «تجاوبا سوريا غير مسبوق» في عملية السلام، ما دفع واشنطن الى فتح قناة خلفية سرية مع المسؤولين السوريين من اجل التوصل الى ابرام اتفاقية سلام شامل بين سورية واسرائيل.

وقالت المصادر ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي تربطه صداقة بروس منذ ان عمل المعلم سفيرا لبلاده في واشنطن في التسعينات، ارسل اشارات ايجابية الى الاميركيين قبل اسبوعين مفادها ان «السوريين مستعدون لاعادة مباشرة الحوار مع الاسرائيليين والتوصل الى سلام». واضافت المصادر ان ادارة الرئيس باراك اوباما، التي تواجه مصاعب في دفع العملية السلمية قدما بين الفلسطينيين والاسرائيليين، تعتقد ان سلاما بين سورية واسرائيل من شأنه ان «يحدث اختراقا في العملية السلمية ككل، ويمكن البناء عليه للتوصل الى سلام في الاراضي الفلسطينية».

المصادر ذكرت الى انه في الوقت الذي لم ترشح تفاصيل حول فحوى مفاوضات روس مع السوريين، الا ان روس ابلغ الادارة انه «لمس استعدادا سوريا غير مسبوق للابتعاد عن ايران وتخفيف العلاقات مع حزب الله وحماس، والتعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب». وفي المقابل، ابدت اسرائيل «استعداداً تاما لاعادة الجولان كاملا الى السوريين، والتوصل الى اتفاقات حول تقاسم المياه، والمباشرة بتطبيع العلاقات فورا».

على الجانب الاسرائيلي، حيث زار روس تل ابيب كذلك للحصول على الضوء الاخضر لمباشرة المفاوضات حسب الطلب السوري، تقول المصادر الاميركية ان واشنطن مارست ضغطا هائلا على الاسرائيليين من اجل «تقديم تنازلات في مكان ما، اما على المسار الفلسطيني او على المسار السوري اللبناني»، ما «دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الاشارة الى وزير دفاعه ايهود باراك، اكبر المؤيدين للتوصل الى سلام اسرائيلي مع سورية، الى متابعة الامر مع روس».

وتقول المصادر الاميركية ان نتنياهو يعتبر انه في حال توصلت المفاوضات الى اختراق، فيمكن تبنيه علنا، اما ان لم تتوصل الى جديد، فبامكانه الابتعاد عنه والقاء اللوم على باراك والاميركيين. هذا «الاختراق المفاجئ» هو الذي دفع الادارة الى ادراجها اسم السفير روبرت فورد في المرسوم الذي اصدره البيت الابيض، الاربعاء الماضي، متجاوزا مجلس الشيوخ لارسال فورد الى دمشق لمدة عام تأمل الادارة التوصل الى سلام بين اسرائيل وسورية قبل ان تنتهي ولاية فورد.

ختاما، اعتبرت اطراف «يمينية» في العاصمة الاميركية ان «الخناق يشتد حول عنق ايران اقتصاديا، ما يدفع (الرئيس السوري بشار) الاسد الى الالقاء بنفسه عن السفينة في تحالفه مع طهران، يضاف الى ذلك اعتقاد الاسد بان السلام مع اسرائيل يحمي نظامه من تداعيات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي ادرك الاسد بعد زيارته الاخيرة لباريس انه لا توجد وسيلة لايقافها». هذا، حسب الاطراف الاميركية اليمينية، يعني ان «الاسد كالعادة ليس جادا في التوصل الى سلام مع اسرائيل بل يستخدم هذه الورقة في محاولة للخروج من ورطاته الحالية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق