الجمعة، 31 ديسمبر 2010

اختراق مفاجئ على المسار السلمي السوري - الإسرائيلي

| واشنطن من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

ماذا يحدث وراء الكواليس، ولماذا زار المبعوث السابق لعملية السلام دينيس روس دمشق الاسبوع الماضي والتقى كبار المسؤولين فيها؟ وهل تتوصل سورية واسرائيل الى توقيع اتفاقية سلام «في المستقبل القريب جدا» على حد تعبير احد المسؤولين الاميركيين؟

علمت «الراي» من مصادر واسعة الاطلاع، ان الاسابيع القليلة الماضية شهدت «تجاوبا سوريا غير مسبوق» في عملية السلام، ما دفع واشنطن الى فتح قناة خلفية سرية مع المسؤولين السوريين من اجل التوصل الى ابرام اتفاقية سلام شامل بين سورية واسرائيل.

وقالت المصادر ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي تربطه صداقة بروس منذ ان عمل المعلم سفيرا لبلاده في واشنطن في التسعينات، ارسل اشارات ايجابية الى الاميركيين قبل اسبوعين مفادها ان «السوريين مستعدون لاعادة مباشرة الحوار مع الاسرائيليين والتوصل الى سلام». واضافت المصادر ان ادارة الرئيس باراك اوباما، التي تواجه مصاعب في دفع العملية السلمية قدما بين الفلسطينيين والاسرائيليين، تعتقد ان سلاما بين سورية واسرائيل من شأنه ان «يحدث اختراقا في العملية السلمية ككل، ويمكن البناء عليه للتوصل الى سلام في الاراضي الفلسطينية».

المصادر ذكرت الى انه في الوقت الذي لم ترشح تفاصيل حول فحوى مفاوضات روس مع السوريين، الا ان روس ابلغ الادارة انه «لمس استعدادا سوريا غير مسبوق للابتعاد عن ايران وتخفيف العلاقات مع حزب الله وحماس، والتعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب». وفي المقابل، ابدت اسرائيل «استعداداً تاما لاعادة الجولان كاملا الى السوريين، والتوصل الى اتفاقات حول تقاسم المياه، والمباشرة بتطبيع العلاقات فورا».

على الجانب الاسرائيلي، حيث زار روس تل ابيب كذلك للحصول على الضوء الاخضر لمباشرة المفاوضات حسب الطلب السوري، تقول المصادر الاميركية ان واشنطن مارست ضغطا هائلا على الاسرائيليين من اجل «تقديم تنازلات في مكان ما، اما على المسار الفلسطيني او على المسار السوري اللبناني»، ما «دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الاشارة الى وزير دفاعه ايهود باراك، اكبر المؤيدين للتوصل الى سلام اسرائيلي مع سورية، الى متابعة الامر مع روس».

وتقول المصادر الاميركية ان نتنياهو يعتبر انه في حال توصلت المفاوضات الى اختراق، فيمكن تبنيه علنا، اما ان لم تتوصل الى جديد، فبامكانه الابتعاد عنه والقاء اللوم على باراك والاميركيين. هذا «الاختراق المفاجئ» هو الذي دفع الادارة الى ادراجها اسم السفير روبرت فورد في المرسوم الذي اصدره البيت الابيض، الاربعاء الماضي، متجاوزا مجلس الشيوخ لارسال فورد الى دمشق لمدة عام تأمل الادارة التوصل الى سلام بين اسرائيل وسورية قبل ان تنتهي ولاية فورد.

ختاما، اعتبرت اطراف «يمينية» في العاصمة الاميركية ان «الخناق يشتد حول عنق ايران اقتصاديا، ما يدفع (الرئيس السوري بشار) الاسد الى الالقاء بنفسه عن السفينة في تحالفه مع طهران، يضاف الى ذلك اعتقاد الاسد بان السلام مع اسرائيل يحمي نظامه من تداعيات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي ادرك الاسد بعد زيارته الاخيرة لباريس انه لا توجد وسيلة لايقافها». هذا، حسب الاطراف الاميركية اليمينية، يعني ان «الاسد كالعادة ليس جادا في التوصل الى سلام مع اسرائيل بل يستخدم هذه الورقة في محاولة للخروج من ورطاته الحالية».

أوباما يثبّت فورد سفيرا إلى سورية في عطلة مجلس الشيوخ الأميركي

| واشنطن من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

في الربع الساعة الأخير من العام 2010، ومن مقر اجازته في هونولولو عاصمة ولاية هاوايي، اقدم الرئيس باراك اوباما على تجاوز مجلس الشيوخ بتعيينه ستة اشخاص ممن فرض عليهم المجلس حظرا لاسباب متنوعة، منهم روبرت فورد السفير الاميركي الى سورية، الذي لايزال ينتظر تصديق المجلس على تعيينه منذ جلسة الاستماع قبل 290 يوما، اي في 16 مارس الماضي. وكانت واشنطن سحبت آخر سفرائها من دمشق على اثر اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005.

قرار تعيين فورد جاء في بيان صادر عن مكتب الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيتس، اول من امس، قال فيه ان «الرئيس باراك اوباما اعلن اليوم (الأربعاء) نيته تعيين، اثناء عطلة الكونغرس، ستة مرشحين من اجل ملء ستة مناصب حكومية اساسية شغرت لفترة طويلة».

واضافة الى فورد، الذي سبق ان عمل سفيرا لبلاده في الجزائر، شمل التعيين 3 ديبلوماسيين آخرين هم: ماثيو بريزا سفيرا الى اذربيجان، و نورمان ايزنسفيرا الى تشيكيا، وفرانسيس ريكارديون سفيرا الى تركيا.

وفي اثناء عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وغياب معظم المعنيين في شؤون الشرق الاوسط عن السمع، علمت «الراي» من مصادر في الادارة ان قرار اوباما مواجهة الجمهوريين بتعيين 6 من بينهم فورد، جاء بناء على المعطيات التالية:

اولا، في الشأن الاداري، يعتقد اوباما انه لا يجوز ابقاء اشخاص تم تعيينهم الى مناصب حكومية بعيدا عن اعمالهم لفترات من شأنها ان تعرقل العمل الحكومي، لذا يقوم الرئيس بتجاوز الكونغرس اثناء عطلتيه في اغسطس وديسمبر وتعيين مسؤولين معلق التصديق عليهم.

ثانيا، في الشأن السياسي، يعتقد الفريق المحيط بالرئيس الاميركي ان «من شأن بقاء واشنطن بعيدة عن اذن (الرئيس السوري بشار) الاسد ان يمنح الفرصة لامثال ايران بالتأثير على الرئيس السوري ودفعه الى تبني سياسات ضد المصالح الاميركية». اما عودة السفير، ومعاودة الاتصال الاميركي المباشر مع الاسد، «من شأنه ان يقدم النصائح السديدة للرئيس السوري ويعدل من تصرفات النظام». ثالثا، تقول مصادر البيت الابيض ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساشوستس جون كيري، «نجح في اقناع الرئيس (الاميركي) بأن دمشق قامت فعلا بالتعديل من تصرفاتها أخيرا».

وتنقل المصادر عن كيري اشارته الى الرئيس الاميركي ان «الاسد لطالما اعتبر ان مصير لبنان في حال استمرار عمل المحكمة الدولية الخاصة به بالعمل، واصدارها القرار الظني، هو الحرب الاهلية». اما أخيرا، «يلفت كيري نظر الرئيس اوباما ان الاسد تراجع عن هذا الموقف، وصار يقبل بعمل المحكمة، وقام بتوكيل مكتب محاماة في لندن للدفاع عن اي مواطن سوري قد يرد اتهامه في القرار الظني المزمع صدوره في الاشهر المقبلة»، حسب المصادر.

هذا، حسب كيري، «دليل على افتراق موقف الاسد عن حلفائه في طهران وحزب الله، الذين يرفضون تماما التعامل مع المحكمة».

ختاما، تقول مصادر البيت الابيض ان الفريق القيم على «مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية في طاقم مبعوث السلام جورج ميتشل، نجح في اقناع الرئيس (الاميركي) انه في ظل الشلل على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، قد يساهم اي تقدم على المسار السوري في دفع العملية برمتها قدما».

ومن المتوقع ان يثير تعيين اوباما لفورد سفيرا في سورية عاصفة جمهورية عند عودة انعقاد الكونغرس، باكثريته الجمهورية للمرة الأولى منذ اربعة سنوات. ردة الفعل الجمهورية بدأت مع عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا، اليانا روس-ليتنن، والتي ستتسلم الاثنين المقبل مهامها في رئاسة لجنة الشؤون الخارجية خلفا للديموقراطي هاورد بيرمان.

وعبرت روس- ليتنن، في بيان صادر عن مكتبها، عن خيبة املها من قرار الرئيس «تقديم تنازلا رئيسيا الى النظام السوري». وقالت: «في السنتين الماضيتين، استمرت سورية في دعم التطرف العنفي ومحاولة الحصول على برامج اسلحة خطيرة، كما زودت حزب الله بصواريخ طويلة المدى، وساهمت في زيادة نفوذها المزعزع للاستقرار في لبنان، على حساب سيادة هذا البلد». واشارت روس- ليتنن الى ان الرئيس الاميركي كان وقع على تجديد العقوبات على سورية في العام 2010.

بدورها، لم تنجح مصادر الادارة في التنبوء ما اذا كان ارسال السفير فورد الى سورية سيؤدي الى رفع اوباما للدفعة الاولى من العقوبات على سورية مع حلول شهر مارس المقبل.

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

الايرانيون يريدون سلاحاً نووياً وسلاماً مع اسرائيل

| واشنطن - من حسين عبد الحسين | المجلة

تقلق العقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية الإيرانيين، ولكنهم، على الرغم من ذلك، يفضلون حصول بلادهم على أسلحة نووية، ولا يرغبون في دعم اتفاقيات مع الغرب تهدف إلى وقف طهران تخصيب اليورانيوم. أشار إلى ذلك استطلاع للرأي أجراه «معهد السلام العالمي»، بالتعاون مع «مركز أبحاث تشارني»، في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وشمل 702 إيراني استطلعت آراؤهم عن طريق الهاتف. وجرى هذا الاستطلاع برعاية «مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية».

وطبقا لتفاصيل الاستطلاع، فإن 58 في المائة من الإيرانيين يؤيدون التوصل إلى حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما يؤيدون التوصل إلى سلام مع إسرائيل، فيما تعارض نسبة 36 في المائة فقط التوصل إلى سلام في المنطقة.

كما أظهر الاستطلاع انقساما حادا بين الإيرانيين حول حكومتهم، حيث اعتبر 50 في المائة منهم أن أداءها جيد، فيما اعتبر 48 في المائة أن أداء الحكومة ضعيف. واللافت أن التأييد الأكبر للحكومة الإيرانية موجود بين الرجال من سكان المناطق الريفية، خصوصا في الجنوب الغربي من البلاد.

وكما انقسم الإيرانيون حول حكومتهم فقد انقسموا كذلك – طبقا للاستطلاع - حول حرية الرأي في بلادهم، إذ يعتقد 44 في المائة منهم أن حرية الرأي مكفولة في إيران، فيما يعتبر 42 في المائة عكس ذلك. ويشمل الانقسام كذلك رأي الإيرانيين حول احترام القوانين وتطبيقها، إذ يعتبر 47 في المائة أنها مطبقة، فيما يرى 44 في المائة أن القوانين غائبة عن المجتمع الإيراني.

وعلى صعيد متصل، يرى 47 في المائة من الإيرانيين ضرورة استمرار شرطة الأخلاق في عملها، فيما يعارض عمل هذا الجهاز نسبة متطابقة.

وحسب الاستطلاع، فإن أكثرية حاسمة من الإيرانيين، تقارب السبعين في المائة، تعتقد أنه على الحكومة الإيرانية الالتفات لمشكلات وقضايا البلاد الداخلية، فيما لم تتجاوز نسبة الإيرانيين ممن يعتقدون أنه على إيران «قيادة العالم الإسلامي» 29 في المائة.

أما في الموضوع الاقتصادي، فقد كشف الاستطلاع قلقا إيرانيا من العقوبات كشفه انقسام الإيرانيين حول أوضاعهم الحالية، إذ يعتبر نصفهم أن الحالة الاقتصادية جيدة، فيما يرى النصف الآخر أن الوضع الاقتصادي ميؤوس منه.

وكان لافتا في الاستطلاع أن 4 في المائة فقط من الإيرانيين يعتقدون أن إسرائيل تشكل تهديدا لبلادهم، فيما قال 68 في المائة إن الولايات المتحدة هي التي تشكل التهديد الأكبر. وأجاب نحو 76 في المائة من المستطلعة آراؤهم أنهم لا يعتقدون أن أيا من أميركا أو إسرائيل سوف تقومان بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.

أما فيما يتصل بالموضوع النووي، فقد أظهر الاستطلاع أن نحو 71 في المائة يؤيدون حصول طهران على أسلحة نووية، فيما يعارض 21 في المائة ذلك. وفي السياق نفسه، أبدى 55 في المائة من المستطلعة آراؤهم رفض التوصل إلى حل شامل مع الغرب حول الملف النووي، فيما أيد الاتفاق 27 في المائة فقط.

الخميس، 23 ديسمبر 2010

عبد الحسين لـ "الاخبارية": العراق على الطريق الصحيح

في نقاش مباشر لنتائج تشكيل الحكومة العراقية، استضاف برنامج "حوار عبر الاقمار" على فضائية "الاخبارية" السعودية من القاهرة علي كيلدار، ومن بغداد واثق الهاشمي، ومن واشنطن حسين عبدالحسين الذي عبر عن ايجابية كبيرة في تشكيل الحكومة واعتبر ان الديموقراطية العراقية على الطريق الصحيح، وهي ستتحسن اكثر مع الممارسة. المزيد في الفيديو. ديسمبر 2010.

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

بوادر تقدم أميركي في المواجهة مع النظام الإيراني

| واشنطن - من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

انهت عطلتا الميلاد ورأس السنة الميلادية النشاط السياسي في العاصمة الاميركية لهذا العام. لكن قبل ذهابهم الى الاحتفال مع عائلاتهم، عقد مسؤولون وخبراء معنيون بالسياسة الخارجية جلسات تقيمية، كان لافتا في عدد منها قيام بعض المسؤولين بالتربيت على اكتاف بعضهم البعض احتفالا بما يرونه «بوادر تقدم اميركي في المواجهة مع النظام الايراني في منطقة الشرق الادنى».

المواجهة لا شك صامتة، وجلسات التقييم تعقد في الخفاء. ويشير مشاركون في اللقاءات الى انجاز الرئيس باراك اوباما في السياسة الخارجية والذي يكاد ان يكون يتيما حتى الان في التعاطي مع ايران. «ما عدا ارسال وزيري الخارجية والدفاع للقاء نظيريهما في طهران، التزم الرئيس (اوباما) كل وعوده الانتخابية لكيفية التعاطي مع ايران»، يقول احد المشاركين.

ويضيف: «بدأت المواجهة مع الايرانيين بمد اوباما يده، علنا عن طريق المعايدات برأس السنة الايرانية وما شابه، وسرا عن طريق ارسال وسطاء الى (مرشد الجمهورية علي) خامنئي، خصوصا اثناء الاضطرابات التي رافقت فترة الانتخابات الرئاسية في منتصف 2009».

وحسب احد الخبراء الاميركيين من اصل ايراني، «اعتقد خامنئي مبادرة اوباما على انها ضعف اميركا، ورأى ان الاستمرار في المواجهة ستحسن الشروط الايرانية اكثر».

وتابع: «الا ان هذه الخطوة اظهرت اميركا في موقف الاعتدال، وايران في موقف التطرف، فتمكنت واشنطن من المباشرة ببناء تحالف دولي واسع ضد طهران».

ويقول الخبير ان بين 2008 و2010، «انقلبت الصورة الدولية تماما، واستمالت اميركا من كان يقف الى جانب ايران، مثل روسيا والصين، ونجحت في تمرير قرار العقوبات الاقتصادية في مجلس الامن رقم 1929، واليوم نرى الحكومة الايرانية تتوقف عن المساهمة في دعم المواد المعيشية لمواطنيها، وتمنع خروج العملات الاجنبية من البلاد».

الا ان ابرز النجاحات الغربية تمثلت بـ «عملية فيروس ستكسنت»، التي نجحت خلالها اجهزة الاستخبارات في بيع القيمين على البرنامج النووي الايراني اجهزة كمبيوتر فيها فيروس، وعندما قام الايرانيون بتشغيل هذه الاجهزة، عمل الفيروس على خطين.

الخط الاول، حسب خبير اميركي ممن شاركوا في اللقاءات عن ايران، «كان افساد عملية تخصيب اليورانيوم، في الوقت نفسه الذي تشير فيه العدادات والكمبيوترات الى تقدم طبيعي للتخصيب». اما «المهمة الثانية والاهم»، يقول الخبير، «فهي قيام الفيروس بارسال معظم المعلومات المخزنة لدى الايرانيين، والمتعلقة بالبرنامج النووي، الى الغرب عن طريق البريد الالكتروني».

اليوم، يقول الخبير الاميركي، «يتمثل الانجاز الابرز للغرب في ان ستكسنت نجح في كشف تفاصيل البرنامج النووي الايراني، ومعلومات عن القيمين عليه، ومن يعمل على تزويده المواد التي يحتاجها في السوق السوداء، وهو اظهر ان البرنامج يعاني من مصاعب هائلة، وبعيد جدا عن انتاج قنبلة».

وحسب الخبير فانه صار معلوما ان «البرنامج النووي الايراني تم تصميمه على شكل مشابه لمفاعل الخمسينات، وهو يواجه مصاعب معقدة، اذ غالبا ما تنفجر الانابيب المخصصة للتخصيب وتعوق العملية برمتها».

اذاً ادى الخرق الاستخباراتي الى كشف المكابرة الايرانية، واظهر تعثرا في البرنامج النووي الايراني، واقترن هذا بنجاح فريد للديبلوماسية الاميركية، وهذان العنصران، اي الاستخبارات والديبلوماسية، «هما ما يبقيان حاملات الطائرات الاميركية في قاعدة نورفولك (في ولاية فيرجينيا) البحرية، وبعيدا عن المياه الاقليمية الايرانية في الخليج». اما اولى دلائل النجاح الاميركي فيتجلى في العراق، حيث تم تشكيل حكومة ضمت كل الاطراف، حتى التي وضعت عليها ايران «الفيتو».

واثنى الباحث في «مؤسسة اميركا الجديدة» ستيف كليمونز على النجاح الاميركي في العراق، وعزا السبب الى نجاح نائب الرئيس جو بيدن وممثل الامم المتحدة اد ملكرت «في التوصل الى حل عراقي».

في وسط التراجع الايراني، يستبعد المسؤولون الاميركيون اندلاع اي مواجهات عسكرية في المنطقة، ويعتبرون انه «بين 2006 و2008، كانت الولايات المتحدة تلجأ الى العمل العسكري في محاولة غير موفقة للتأثير في مسار الامور في الشرق الاوسط، اما اليوم، فقد غيرت واشنطن من اسلوبها، واصبحت ايران في موقف الدفاع».

وخلص احدهم الى القول: « تعرف طهران ان اثارتها مواجهات مسلحة في الوقت الحالي لن ينفع، في وقت انتقلت المواجهة الى الاقتصاد، والديبلوماسية، والعمل الاستخباراتي».

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

مكتب رامسفيلد لـ «الراي»: اختلاق ما نُشر عن دفع 200 مليون دولار للسيستاني

الصورة: غلاف كتاب مذكرات وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد بعنوان "المعلوم وغير المعلوم" والذي لم يصدر بعد ومن المتوقع صدوره في شهر فبراير المقبل.

| واشنطن - من حسين عبدالحسين - الكويت - من ناصر الفرحان | جريدة الراي

فيما نفى مسؤولون في مكتب وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد ما جاء في عدد من المواقع الالكترونية عن دفع 200 مليون دولار للمرجع السيد السيستاني ليساعدهم على غزو العراق وليصدر فتاوى تحرم قتال الأميركيين في العراق، اعتبر وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد المهري ان ما نشر هو «محض كذب وافتراء»، نافيا وجود وكيل للسيستاني في الكويت باسم جواد المهري.

وقال المسؤولون في مكتب رامسفيلد لمراسل «الراي» في واشنطن ان مذكرات وزير الدفاع السابق «لن تصدر قبل فبراير وهو لم ينته من كتابتها بعد، وان كل ما نشر عن تقديمه 200 مليون دولار للمرجع السيد السيستاني كذب واختلاق وهو أمر غير صحيح». ودعا المكتب وسائل الاعلام إلى انتظار صدور المذكرات أو أخذ أي معلومات تتعلق بها من مكتب رامسفيلد نفسه.

ومن جهته، أبدى السيد محمد المهري امتعاضه الشديد مما تناقلته الانباء حول تلقي السيد السيستاني لمبلغ 200 مليون دولار من الولايات المتحدة لتسهيل مهمة القوات الاميركية وتسليمها العراق «على حد تعبيره» وذلك بإصدار فتوى تمنع القتال اثناء الحرب او مقاومة الاحتلال.

وأوضح المهري لـ «الراي» ان «هذا الكلام محض افتراء وكذب حيث ان السيستاني لم يقابل أي مسؤول أميركي منذ ستين عاما وهي فترة اقامته في العراق، ولا يمكن ان يصدر مثل هذا الكلام من المرجع الكبير».

وأوضح أن «رامسفيلد اشار في مذكراته إلى أن جواد المهري هو من سهّل هذه المهمة والاتصال مع السيستاني وأنه وكيل المرجع في الكويت وهذا غير صحيح، حيث لا يوجد وكيل اسمه جواد المهري في الكويت».

ومن جانبه، اعتبر سفير العراق لدى الكويت محمد بحر العلوم لـ «الراي» أن هذا الكلام «لا يمكن تصديقه ولا حتى ان يصدر من وزير الدفاع الاميركي، فالعراق ذو سيادة وشعبه حر ولا ينقاد لأي شخص او جهة، وان ذكر رامسفيلد هذا الكلام فهو عار عن الصحة تماما، ويكرم السيد عن هذه الاعمال والافعال».

الخميس، 16 ديسمبر 2010

وهن أوباما يهدّد فرص إعادة انتخابه

| واشنطن - من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

بلغ الضعف السياسي للرئيس باراك اوباما مراحل غير مسبوقة، وصار ينعكس على مقدرته فرض سياساته الداخلية والخارجية، ويهدد فرص اعادة انتخابه في العام 2012، في الوقت الذي يشهد المسرح السياسي الاميركي عودة لليمين الاميركي عبر اقتناصه الاكثرية في الكونغرس، الشهر الماضي، وفي وقت اطلق فيه ثعلب الحزب الجمهوري كارل روف معركة السباق الرئاسي المقبلة.

وينوي روف - عبر احدى المجموعات المحافظة اطلاق حملة إعلانية، الاسبوع المقبل، تبلغ تكاليفها 400 الف دولار، في 12 دائرة انتخابية بالكاد فاز فيها مرشحون ديموقراطيون ووصلوا الى الكونغرس.

اوباما وحزبه يترنحان تحت الضربات الجمهورية المتواصلة من كل حدب وصوب، اذ بعد خسارة الاكثرية في الكونغرس، علل فريق اوباما الهزيمة بابتعاد اصوات المستقلين عن الديموقراطيين، واتجاههم صوب الجمهوريين. هكذا، قرر اوباما مد يده الى الجمهوريين عله يستعيد الاغلبية الشعبية التي تقف في الوسط.

وتنازل اوباما امام الجمهوريين عن نيته عدم تمديد الاعفاء الضرائبي الذي وقعه بوش، والذي كان سينتهي تلقائيا مع نهاية هذا العام، وقام بتمديد هذا الاعفاء مدة عامين، في مقابل موافقة الجمهوريين على تمديد المنح المالية للعاطلين عن العمل.

الا ان تنازل اوباما، حتى قبل ان يتسلم الجمهوريون الكونغرس مع بداية العام المقبل، اثار سخطا عارما بين مؤيدي الحزب الديموقراطي، خصوصا الاكثر يسارية من بينهم، وهؤلاء خصوصا لعبوا دور العصب الاساس في الموجة التي اوصلت الرئيس الحالي الى البيت الابيض.

هكذا، بدأ اليسار الديموقراطي بشن حملة واسعة ضد اوباما، تضمنت هجمات اعلامية من قبل مقدمين تلفزيونيين معروفين من امثال كيث اوبرمان وراشيل ميدو، فيما قامت جمعيات ذات ثقل تنظيمي وشعبي، مثل «موف اون»، بتنظيم حملة معارضة لتنازل اوباما عن وعده الانتخابي بعدم تمديد الاعفاء الضرائبي.

ودفع اليسار ابرز ممثليه الى شن حملة داخل مجلس الشيوخ على الرئيس الاميركي، فقام السناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، وهو مستقل ويشترك في الكتلة الديموقراطية، بمحاولة تعطيل تصديق قانون اوباما الجديد في المجلس عن طريق استخدام تكتيك «فيليبستر»، وهو عبارة عن استخدام حق الكلام من دون توقف لمنع التصويت على القانون.

وبالتنسيق مع المجموعات اليسارية، قام ساندرز بالكلام لثماني ساعات ونصف الساعة، من دون انقطاع. الا ان جهوده لم تتكلل بالنجاح اذ وافقت اغلبية المجلس على التصويت لمصلحة القانون الضرائبي الجديد.

وبرز ساندرز كمرشح محتمل للحزب الديموقراطي الى الرئاسة، في وجه اوباما، في انتخابات 2012، وهو امر يحث عليه الجمهوريون لعلمهم ان انقساما كهذا يعزز حظوظ الجمهوريين باستعادة البيت الابيض. وكان السناتور الراحل تيد كنيدي ترشح في العام 1980 في مواجهة الرئيس جيمي كارتر داخل الحزب الديموقراطي، فاستنزفت المعركة الداخلية التي حسمها كارتر لمصلحته الرئيس، الذي خسر منصبه لمصلحة المرشح الجمهوري رونالد ريغان.

ولان اوباما شعر بقسوة الضربات السياسية الديموقراطية وتمرد قاعدته الشعبية ضده، فهو حاول حشد اكبر تأييد سياسي له، واستعان كعادته بالرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون، وهو ما زال يتمتع بشعبية عارمة في صفوف الاميركيين.

وحضر كلينتون الى البيت الابيض، ووقف الى جانب اوباما الذي قدمه للصحافيين. ثم بدأ كلينتون الكلام دفاعا عن القانون الضرائبي، فوجد اوباما نفسه محرجا وهو ينصت الى كلينتون، فاستأذن وخرج من قاعة الصحافة، واستمر كلينتون في محاورة الصحافيين لمدة نصف ساعة.

وفي اليوم التالي، شنت الصحافة اليومية، المحسوبة على الحزب الديموقراطي، حملة مقذعة، فاتهمت اوباما بالضعف، ووصفت صحيفة «واشنطن بوست» المؤتمر الصحافي بانه عبارة عن عودة كلينتون الى البيت الابيض، الذي يبدو انه صار شبه خال بوجود سيد ضعيف داخله، على حد تعبير الصحيفة.

وفي الخارج، أوغل حلفاء اميركا بتوجيه الضربات الى الادارة المتهالكة، فقام رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو باعلان - ليلة وصول مبعوث السلام جورج ميتشل الى المنطقة - بأن تل ابيب لن تجمد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، ولن تتخلى عن القدس الشرقية في أي مفاوضات للسلام.

تصعيد نتنياهو، الذي يبدو انه اصبح عادة اسرائيلية يقوم خلالها مسؤولون اسرائيليون باعلان مواقف تصعيدية ليلة وصول المسؤولين الاميركيين للبحث في السلام، ادى الى تقويض كل احتمال تقدم على المسار السلمي، وهو أحد المواضيع التي استثمرت فيها الادارة الاوبامية الكثير سياسيا، من دون مردود يذكر حتى الآن.

ووصل عدد لا بأس به من الاميركيين الى قناعة مفادها انه لا جدوى من البحث في السلام في وجود حكومة اسرائيلية متصلبة، تقابلها ادارة اميركية ضعيفة.

اما في السياسة الاقتصادية في شكل عام، فما زال الاقتصاد الاميركي المهزوز المصدر الرئيسي لتراجع شعبية الرئيس الاميركي، على الرغم من ان عددا من التقارير صار يتوقع تحسن الاقتصاد مع حلول العام 2012، وانخفاض البطالة الى نحو ثمانية في المئة.

الا انه الى ان تبدو بوادر تحسن اقتصادي، او حلحلة على المسار السلمي الشرق اوسطي، او الى ان ينجح اوباما في تحقيق اي من وعوده الانتخابية - حتى البسيطة منها مثل اغلاق معتقل غوانتانامو - لن يرحم اليسار الديموقراطي ولا الوسط الرئيس الاميركي، في وقت يستمر فيه الهجوم الجمهوري المتصاعد، والذي اشتد ساعده بعدما تخلى ارباب شركات التأمين واصحاب المصارف عن دعم اوباما، ماليا في حملاته الانتخابية، اثر موافقة الكونغرس الديموقراطي على قانوني الرعاية الصحية وتنظيم المصارف.

ويشير عدد كبير من الخبراء الى ان صورة الرئيس الاميركي هي عبارة عن حلقة، فكلما ازداد شعور الاميركيين بضعف رئيسهم، تقلصت شعبيته ورصيده السياسي وجعله في موقع اضعف، فتتعزز أكثر فاكثر فكرة ضعفه وضرورة ابداله برئيس قوي، وهو ما حصل تماما مع كارتر، وهو الرئيس الوحيد في التاريخ الاميركي الذي تسلم الحكم من الحزب الخصم، ثم فشل في الحفاظ على البيت الابيض لولاية ثانية.

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

عبد الحسين لـ "العراقية": المجتمع الدولي يحتضن العراق ويمنحه فرصة نادرة

تعليقا على تصديق مجلس الامن على رفع عدد من العقوبات المفروضة على العراق، استضافت فضائية "العراقية" حوارا مباشرا شارك فيه الخبراء اشرف العشري من القاهرة، وحازم الموسوي من بغداد، ومن واشنطن حسين عبد الحسين، الذي اعتبر ان المجتمع الدولي يحتضن العراق اليوم ويمنحه فرصة نادرة من اجل تطوير ديموقراطيته واقتصاده. المزيد في الفيديو. ديسمبر 2010

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

اللوبي اللبناني - السوري ينشط لمواجهة المحكمة الدولية في واشنطن

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

انطلق اللوبي اللبناني - السوري علنا لمواجهة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في عواصم العالم، فبدأ تحركاته في العاصمة الاميركية، واستأجر لهذه الغاية خدمات جيمس زغبي، الذي دعا مسؤولين من البيت الابيض الى «لقاء» في مكتبه، يوم الجمعة المقبل، يضم لبنانيين اميركيين «للتباحث في تداعيات صدور القرار الظني وحتمية زعزته للامن في لبنان».

وحاول زغبي ابقاء اللقاء طي الكتمان، فلم يوجه الدعوة الى ممثلي الاحزاب اللبنانية في واشنطن، واقتصرت دعوته على مجموعة من اللبنانيين الاميركيين ممن كانوا ناشطين في زمن الرئيس اللبناني السابق اميل لحود، والموالين لسورية. وتصدر المدعويين الى اللقاء مع مسؤولين في البيت الابيض، فادي آغا، وهو سبق ان عمل «مستشارا للسياسات الخارجية» للحود.

وآغا يرتبط بشبكة لبنانية - سورية، يديرها من لبنان وزير سابق بالتنسيق مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، ويشرف على عملها، في الولايات المتحدة خصوصا، سفير لبنان السابق عبدالله بوحبيب. كذلك يدير آغا مدونة باسم «نادي غداء الجمعة»، وهي الموقع الذي عمد فيه الى كشف خبر اللقاء.

يشارك في اللقاء ايضا، الطبيب صفا رفقا، وهو لبناني - سوري ورئيس مجلس ادارة «لجنة الاميركيين العرب لمكافحة التمييز»، وداوود خيرالله، وهو استاذ جامعي في القانون الدولي، وغالبا ما ينشر دراسات تطعن في قانونية المحكمة الدولية.

ورفقا وخيرالله، من انصار «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، ويصنفهما سفير سورية في واشنطن عماد مصطفى - الى جانب سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة فريد عبود - كـ «افضل اصدقاء لديه»، في مطالعة نشرها مصطفى على مدونته في اكتوبر 2007.

اما عبود، والذي غادر الولايات المتحدة، فهو معروف لذهابه الى الامم المتحدة اثناء عمله سفيرا ومحاولة اقناعه مجلس الامن، وخصوصا الفرنسيين، برفض القرار 1559، ولاحقا رفض تصنيف جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على انها ارهابية، او تبني قرار انشاء لجنة التحقيق الدولية.

وعلى الرغم من تحدر زغبي من جذور لبنانية، فهو بعيد عن الجالية اللبنانية، ولا يتمتع بأي مصداقية عندما يتحدث عن الشؤون اللبنانية، ولم يسبق للادارة ان دعته للاستماع لرأيه حول الشأن اللبناني. ولان زغبي يعرف ذلك، ويعرف ان المجموعة التي دعاها الى اللقاء مع مسؤولين البيت في الابيض لا تتمتع «بمصداقية لبنانية»، قام بتوجيه دعوته الى اعضاء «اميريكان تاسك فورس فور ليبانون»، وهي اكبر مجموعة لبنانية اميركية، وتقيم حفلا سنويا غالبا ما يحضره حشد من كبار اركان الادارة والكونغرس.

الا ان «اميريكان تاسك فورس فور ليبانون»، كما الديبلوماسية اللبنانية في واشنطن عموما، غالبا ما تبتعد عن اثارة القضايا السياسية، وتلتصق بالامور الاجتماعية، خصوصا ان في عضوية مجلس ادارة «التاسك فورس» لبنانيين موالين لسورية، مثل نجاد ابن نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، والمتمول راي عيراني، وآخرين ممن يساندون مصطفى، ويعتقدون بضرورة عودة النفوذ السوري الى لبنان.

اما الغياب عن لقاء زغبي مع مسؤولي البيت الابيض، فهم في معظمهم من مؤيدي «تحالف 14 مارس»، مثل ممثلي رئيس الحكومة سعد الحريري، وممثلي احزاب «القوات اللبنانية» و«الكتائب» و«الاحرار»، و«جمعية نهضة لبنان»، و«الجمعية الوطنية للبنانيين الاميركيين».

بيد ان نشر آغا خبر اللقاء على مدونته عرقل، الارجح عن غير قصد، مشاريع زغبي، فقام ممثلو «تحالف 14 مارس» بالاتصال بالبيت الابيض للتعبير «عن الاستياء من استثنائهم، وللطعن بمصداقية المدعوين وتمثيلهم لمصالح لبنان او الجالية اللبنانية الاميركية، وللتأكيد انهم لا يعتقدون ان صدور القرار الظني سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في لبنان».

تفاجأت الادارة «بخديعة» زغبي لها، فعمدت الى الاتصال به، وطلبت منه تسليمها لائحة باسماء المدعوين الى لقاء الجمعة. ارتبك زغبي، فاتصل فورا بممثلي الحريري في العاصمة الاميركية للتكفير عن خطأه، ولحضهم على المشاركة في الاجتماع.

في الاثناء نفسه، تداعى ممثلون عن «تحالف 14 مارس» الى لقاء بحثوا فيه امكانية مشاركتهم في اللقاء، وتوصلوا الى نتيجة مبدأية مفادها بان «لبنانيي سورية سيعمدون الى ابراز خطورة المحكمة على لبنان» اثناء اللقاء، وانهم ان حضروا اللقاء ووقفوا فيه معارضين لهذا الطرح، فان الرسالة التي ستصل الى الادارة ستظهر اللبنانيين منقسمين في واشنطن حول المحكمة، «وهذا ليس صحيحا، اذ ان معارضي المحكمة الدولية في الولايات المتحدة هم اقلية ساحقة»، على حد تعبير احد المشاركين في لقاء «14 مارس».

السبت، 11 ديسمبر 2010

«الجزيرة» لعبت دورا إيجابيا باتجاه الليبرالية في قطر

بيرينو تتحدث عن نشاطات "مجلس امناء البث" وبدا الى اليمين ترمبل

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

بمشاركة رئيس جامعة كولومبيا العريقة لي بولنجر والناطقة السابقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو، انعقد في العاصمة الاميركية واحد من اهم المؤتمرات المخصصة للبحث في مستقبل الاعلام، اعلنت خلاله فضائية «الجزيرة» القطرية انها اعطت وقتا على الهواء للمسؤولين الاسرائيليين، اكثر من اي قناة اخرى غير اسرائيلية.

وفي كراس تم توزيعه على المشاركين، في المؤتمر الذي استضافته «جمعية اميركا الجديدة»، ذكرت المحطة انه في يناير 2007، «حلت الجزيرة الانكليزية محل بي بي سي العالمية على، نعم، (القمر) الفضائي الاسرائيلي». واضاف الكراس: «اعطت الجزيرة وقتا على الهواء للمسؤولين الاسرائيليين اكثر من اي قناة اخبار اخرى خارج اسرائيل».

وقال المسؤول في «الجزيرة» الكندي توني بيرمان انه في اثناء عمله مع القسم الانكليزي في المحطة، لم يحدث ان تلقى اي توجيهات حول خطها السياسي، وانه «لا يمكن ان نترك الاعلام للقطاع الخاص فقط». واشار الى انه في المملكة المتحدة واوروبا وكندا تمول الحكومات القنوات الاعلامية. «الولايات المتحدة هي الاستثناء، حيث يتم يترك الاعلام للقطاع التجاري وحده».

واضاف: «يمكن للحكومة الاميركية تمويل محطات تلفزة وخلق حواجز بين نفوذ الحكومة والخط السياسي لهذه المحطات على غرار بي بي سي البريطانية، وسي بي سي الكندية».

يذكر ان الحكومة الاميركية تمول عددا من محطات الراديو والتلفزيون بلغات متعددة، الا ان القانون الاميركي يحصر هذا البث بالخارج ويحظر توجيهه الى الداخل خوفا من استخدام الحكومة لاموال دافعي الضرائب من اجل بث الداعية السياسية لمصلحتها داخليا.

وتوافق المشاركون حول الدور الاساسي الذي يلعبه الاعلام في تثقيف الجمهور في قضايا متعددة، اولها مواضيع الحكم والديموقراطية، ورأوا ضرورة استخدام المال العام من اجل عملية «التثقيف» المطلوبة.

وقال بولينجر ان في الدول وسيلتين لتثقيف العامة هما المؤسسات الاكاديمية والاعلام، «وللاسف، فيما تشارك اميركا في شتى الامور حول العالم، يفتقد الاميركيون لمعرفة شؤون العالم». لذا، حسب بولينجر، «لا ضير من استخدام اموالا حكومية لتثقيف الاميركيين، وعدد كبير منهم ممن يدخلون في عمليات تجارية تشمل اصقاع الارض، ولا بأس في ان يفتح الاميركيون عيونهم لما يجري حولهم في العالم».

اما بيرمان فحاول تفادي الاجابة عن سؤال حول ان كانت «الجزيرة» نجحت في «ابراز الديموقراطية»، وقال انه منذ افتتاحها في العام 1996، لعبت «الجزيرة دورا ايجابية، وكانت قوة دفع في اتجاه الليبرالية في قطر».

بدوره تحدث لورن جينكنز، وهو رئيس قسم المراسلين في «الاذاعة الوطنية العامة»، وهو ردايو يموله المستمعون عبر تبرعاتهم، وقال ان اذاعته تتلقى تمويلا بسيطا من الحكومة الاميركية، ولكن لا ضير من زيادة نسبة المساهمة الحكومية.

واعتبر ان هناك اعتقادا خاطئا مفاده بان المواطن الاميركي لا يهتم للاخبار الدولية، اما في «الاذاعة الوطنية العامة»، فقد تم زيادة عدد المراسلين في شكل كبير حول العالم ليصبح الراديو الوسيلة الاعلامية الثانية في الولايات المتحدة، بعد صحيفة «نيويورك تايمز»، من ناحية عدد المكاتب في الخارج. واضاف: «كقاعدة اساسية، علينا ان نفكر ان كل مراسل في الخارج تبلغ تكاليفه نصف مليون دولار سنويا».

وهاجم جينكنز «اذاعة صوت اميركا»، وهي راديو حكومي يبث خارج الولايات المتحدة بلغات متعددة، وقال ان «صوت اميركا» هي «دعاية حكومية».

بدورها دافعت بيرينو، وهي عضو حاليا في «مجلس امناء البث» الذي يشرف على عمل «اذاعة صوت اميركا»، اضافة الى عدد من الراديوهات والتلفزيونات، منها «راديو سوا» الناطق بالعربية وفضائية الحرة، عن الاعلام الخارجي الذي تموله واشنطن.

وقالت بيرينو، التي جلس الى جانبها زميلها في المجلس جيف ترمبل، ان المجلس يجري «مراجعة استراتيجية شاملة»، وسيعمد الى قفل بعض الراديوهات والفضائيات التي تظهر المراجعة انها عديمة الجدوى». وتابعت: «كل الخيارات على الطاولة... نحن بانتظار انتهاء المراجعة، وباشرنا الاتصال بالكونغرس، الذي يمول هذه المجموعة الاعلامية، للتنسيق في موضوع التغييرات».

وكشفت بيرينو ان حجم الاموال السنوية التي ينفقها الكونغرس على المجموعة الاعلامية يبلغ 750 مليون دولار سنويا، وان سياسة «شد الحزام»، التي من المتوقع ان تتبعها الحكومة الاميركية لموازنة العام المقبل، من الممكن ان تشمل موازنة «مجلس امناء البث». واعتبرت انه في ما يبدو رقم 750 مليون دولار كبيرا، الا ان تقليص خمسة في المئة منه سيؤدي الى تغييرات هائلة في العملية الاعلامية التي يغطيها.

وختمت بيرينو بان سيكون على «مجلس امناء البث» تحديد ما اذا كانت الوسائل الاعلامية، التي يشرف على عملها، تتمتع بقدرة تنافسية، والبحث عن الوسائل «التي من شأنها ان تجعل الناس يشاهدون «الحرة»، على سبيل المثال.

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

لوبراني: لا الإسرائيليون ولا «حزب الله» قادرون على تغيير النظام في لبنان

الصورة الى اليسار: لوبراني متحدثا في مؤتمر «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» (خاص - «الراي»)

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

قال مستشار نائب رئيس حكومة اسرائيل اوري لوبراني، إن «إسرائيل اخطأت في بقائها مدة اطول مما يجب اثناء احتلالها لجنوب لبنان، وانه كان على اسرائيل الا تصدق انها قادرة على تغيير النظام السياسي فيه، فلا احد يقدر على تغيير النظام السياسي في لبنان، ولا حتى (حزب الله) قادر على ذلك».

ودعا السفير السابق في ايران ومنسق أنشطة إسرائيل اثناء احتلالها جنوب لبنان، خلال المؤتمر السنوي لـ «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات»، الى عدم توجيه ضربة عسكرية الى إيران، معتبرا أن «العقوبات كافية، وعلى المجتمع الدولي استكمالها بدعم الشعب الايراني ضد نظامه».

وقال: «البعض يقولون ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مهرج، لكنه ليس مهرجا، بل هو ذكي، و(....) ومتمرس» واضاف: «المشكلة ان احمدي نجاد يصدق ما يقوله، عندما كان محافظ طهران، قام بتعبيد طريق تصل مسجدا الى لا مكان، وقال ان هذه الطريق تم تجهيزها كي يسلكها المهدي».

ومما قاله لوبراني انه وصل ايران في العام 1973 سفيرا لاسرائيل فيها، واستقبله الايرانيون بحفاوة، فطالبهم بلقاء الشاه محمد رضا بهلوي، ووعده وزير الخارجية الايراني بتلبية طلبه. وبقي لوبراني يراجع الخارجية الايرانية في شأن اللقاء ويتلقى الاجابة نفسها الى ان تم تنظيم اللقاء بعد سنتين ونصف السنة على وصوله ايران.

واضاف: «في اللغة الفارسية، هناك كلمة بلي، وهي تعني اشياء كثيرة، منها نعم، وربما وبالتأكيد، ولكن... هذه الكلمة تعني ما يريد سامعها ان تعنيه، وهي تلخص الموقف الايراني الملتبس اليوم». وتابع: «الشعب الايراني هو شعب يقول عكس ما يفكر، ويفعلون عكس ما يقولون، لكن ذلك لا يعني ابدا انهم يفعلون عكس ما يفكرون».

واعتبر ان «الايرانيين اذكياء جدا، ووطنيون جدا، ومتدينون جدا». واضاف: «العقوبات بدأت تأتي مفعولها، وبدأت تعض، وهذه اخبار جيدة لكنها ليست كافية، فايران تريد تحدي الثقافة الغربية، والقيم الغربية، وهم يفعلون ذلك بصمت كبير، وبذكاء، ويعملون في اميركا الجنوبية وافريقيا... وهم يعتبرون انفسهم قوى عظمى صغيرة».

ودعا المسؤول الاسرائيلي الولايات المتحدة واوروبا «الى تقديم المساعدة الى الشعب الايراني الذي يتحدى نظامه»، وقال: «عندما يقوم العالم بدعم الشعب الايراني، لن تعود هناك حاجة الى اي عمل عسكري... نحن في اسرائيل نبقي الخيار العسكري على الطاولة لانه مسألة وجودية».

وعن علاقة بلاده مع تركيا، قال: «نحن ارتكبنا اخطاء وهم ارتكبوا اخطاء، نحن الاثنين بحاجة الى النزول عن احصنتنا العالية، اليوم هناك حوار بيننا في جنيف.

الخميس، 9 ديسمبر 2010

خبراء يستبعدون إشعال «حزب الله» الحرب في حال أدانه القرار الظني

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

عقد «معهد الولايات المتحدة للسلام»، ندوة تباحث فيها خبراء حول ردود الفعل المتوقعة عند صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وتحدثت رندة سليم عن عدد من اللقاءات اجرتها اخيرا مع عدد من المسؤولين الكبار في «حزب الله»، ونقلت عنهم مخاوفهم من امكانية اندلاع عنف اثر صدور القرار.

وقالت سليم ان الاشتباكات التي وقعت بين الحزب الشيعي وحلفائه في «جمعية المشاريع» السنية، في اغسطس الماضي، «جعلت مسؤولين في الحزب يتأملون في كمية الاحتقان بين صفوف السنة تجاههم». واضافت ان «حزب الله» يعتبر ان القرار الظني مشكلة وجودية، وانه المرحلة الخامسة في خطة عالمية للتخلص منه، «بدأت مع قرار مجلس الامن الرقم 1559، ثم الخروج السوري من لبنان، ثم حرب 2006، فاحداث مايو 2008، والان المحكمة الدولية».

ووافقت منى يعقوبيان زميلتها، وقالت ان الاحباط يسود في صفوف اللبنانيين السنة الذين يشعرون بأزمة وجودية ايضا، وتابعت انه «بالنسبة للطائفة السنية، الموضوع وجودي ايضا عندما تكون هناك امكانية في ان يكون زعيم سني قد تم اغتياله على ايدي منظمة شيعية، وهذا ما يضفي المزيد الى شعور السنة الحالي بالخوف».

واعتبرت يعقوبيان ان رئيس الحكومة سعد الحريري في موقف لا يحسد عليه، «فالطلب اليه التخلي عن المحكمة الدولية هو بمثابة الانتحار السياسي، اذ ان مؤيديه السنة لن يتفهموا هكذا موقف». وتابعت ان مؤيدي الحريري من السنة لم يتفهموا تصريحاته، الى احدى الصحف، التي اعتبر فيها ان ادانة سورية سياسيا كان خطأ، وقالت ان هؤلاء المؤيدين لا يعجبهم انفتاح الحريري على سورية اساسا.

وتوافقت سليم ويعقوبيان حول مصلحة «حزب الله» في عدم اشعال حرب اهلية على اثر صدور القرار الظني. وقالت سليم انه رغم ان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله سبق ان اعطى وعودا بالتحرك ضد القرار الظني ورفضه، الا ان اي ردة فعل من الحزب ستأتي بناء على «حسابات الربح والخسارة فقط».

واضافت ان «حزب الله انتقل من مرحلة استراتيجية ما قبل القرار الظني الى مرحلة ادارة الازمة التي ستنجم عنه». وكجزء من ادارته ردة الفعل، اعتبرت سليم ان «حزب الله لن يسمح قطعا باعتقال او التحقيق مع اي من اعضائه، وهو ما قد يحول المحاكمة الى غيابية».

وتابعت: «انا تحدثت الى عدد من المتخصصين بشؤون المحاكم الدولية، وقالوا لي انه منذ محاكمات نورمبرغ، لم تكن هناك اي محاكمات دولية غيابية». واشارت الى بيان صادر عن المحكمة الخاصة بلبنان، في 2 ديسمبر، حددت فيه المحكمة خياراتها الثلاثة في حال عدم التعاون معها. هذه الخيارات هي «اولا، التشاور مع الحكومة اللبنانية، وثانيا الطلب الى الاجهزة الامنية، وثالثا احالة الموضوع الى مجلس الامن من اجل اتخاذ التدابير المناسبة».

الا ان سليم لفتت كذلك الى تصريح للسفير الصيني لدى لبنان قال فيه ان «حكومته على تواصل دائم مع حزب الله، وان سير المحكمة الدولية لا يعتبر تهديدا للسلم الدولي، مما يعني انه على مجلس الامن عدم التدخل، لان المسألة لبنانية فقط».

في مطلق الاحوال، حسب سليم، لا يناسب «حزب الله» الذهاب الى حرب اهلية، حتى في حال صدور قرار ظني يدينه. وقالت: «السيناريوات مرعبة، مثلا ان يقوم انتحاري بتفجير نفسه اثناء صلاة الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، سيكون هناك مئات القتلى».

اما يعقوبيان، فاستبعدت اندلاع حرب اهلية، لان ليس لدى احد من الاطراف المحلية او الاقليمية مصلحة في ذلك. وقالت: «ليس لحزب الله مصلحة في العنف، ولا الحريري مهتم بالعنف، ولا للسعودية مصلحة في العنف، ولا سورية ترغب في خسارة الورقة التي تحملها في يدها للمساومات الاقليمية (حزب الله)، ولا لايران مصلحة في العنف».

بدوره، تحدث اندرو تابلر، الباحث في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى»، فقال انه على اثر انتخاب الرئيس باراك اوباما، تراجع الدور الاميركي في لبنان وتقدم الدور السعودي. واعتبر ان للسعودية نفوذ كبير على اطراف لبنانية، وان «سورية كانت تأمل في ان تساهم السعودية في ترويض 14 مارس».

واضاف تابلر، الذي عاد اخيرا من جولة شملت لبنان واسرائيل، انه لم يشعر، اثر لقاءاته مع مسؤولين اسرائيليين، ان «تل ابيب تنوي الذهاب الى حرب مع حزب الله».

كما استبعد ان يقوم «حزب الله بالاستيلاء على السلطة في لبنان، اذ ان الحكومة اللبنانية تشكل نوعاً من الحزام العازل بين حزب الله واسرائيل»، وان في حال اصبح الحزب هو السلطة، فان ذلك «سيكشف حزب الله امام اسرائيل».

الأحد، 5 ديسمبر 2010

اهتمام أميركي متزايد بالشأن اللبناني وكلينتون تكرر دعم المحكمة الدولية

ماجد متحدثا في معهد آسبن وبدا سدجادبور إلى اليمين وسميث إلى اليسار (خاص - «الراي»)

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

شهد الاسبوع اهتماما اميركيا متزايدا بلبنان، توجته تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التي قالت اثناء زيارتها المنامة، اول من امس، ان «المحكمة الدولية تمثل موقفا عالميا مفاده بان زمن الافلات من العقاب للاغتيالات السياسية في لبنان انتهى».

وتوجهت كلينتون الى من «يزعمون ان المحكمة ستزعزع استقرار لبنان»، بالقول: «العدالة لا تهدد استقرار لبنان، بل محاولات الهروب من العدالة، عن طريق تقويض المحكمة، هي التهديد». وفي واشنطن، كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حاضرة ايضا اثناء جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس للبحث في العقوبات الاقتصادية على ايران.

النائبة الجمهورية اليانا روس ليتنن، وهي ستتولى اللجنة بدءا من مطلع العام المقبل، خلفا للديموقراطي هاورد برمان بعد خسارة الديموقراطيين الاكثرية، قالت اثناء الجلسة ان «حزب الله هدد باستخدام العنف اذا ما تم توجيه الاتهام لاعضائه في اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري».

وتوجهت ليتنن بالسؤال الى الرجل الثاني في وزراة الخارجية وليام بيرنز عن الاحتياطات التي اتخذتها الولايات المتحدة في حال اندلاع مواجهة شاملة في لبنان.

وقالت: «انا لا اتحدث عن مسعى (ايران) لحياز (السلاح) النووي، بل ايضا عن دعمها للارهاب، واهتمامي بشكل خاص هو دعم ايران لحزب الله في لبنان... الذي هدد باستخدام العنف اذا - حسب ما هو متوقع - تم توجيه الاتهام لاعضائه» في جريمة اغتيال الحريري.

واضافت ان لدى الحزب «ترسانة صاروخية مكونة من 50 الف صاروخ، وهو مشارك ولديه حق الفيتو داخل الحكومة الحالية». وتابعت: «اتوجه بالسؤال الى وكيل وزيرة الخارجية بيرنز عما تفعله الولايات المتحدة للتعامل مع هذا الوضع قبل ان يتحول الى ازمة كاملة ويسيطر حزب الله (على لبنان) في شكل كامل».

بيرنز، بدوره، اجاب عن تساؤلات روس ليتنن بتقديمه خطوط عامة من دون الدخول في تفاصيل. وقال: «في وجه هذه التحديات، السياسة الاميركية صريحة، علينا ان نمنع ايران من حيازة السلاح النووي، وعلينا ان نواجه تصرفاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وما بعد المنطقة، وعلينا ان نفعل كل ما بوسعنا للدفع قدما مصالحنا العامة في الديموقراطية، وحقوق الانسان، والسلام، والتنمية الاقتصادية في الشرق الاوسط».

وفي ندوة عقدها مركز ابحاث آسبن، برعاية «جمعية نهضة لبنان»، شارك فيها الباحث اللبناني زياد ماجد، والايراني كريم سادجادبور، والاميركي لي سميث، قدم ماجد ورقة عمل اعتبر فيها ان المطلوب في التعاطي مع موضوع «حزب الله» هو الابتعاد عن التبسيط، او النظر الى موضوع السلاح على انه قضية امنية.

وقال ماجد ان قضية السلاح يختلط فيها النظام الطائفي اللبناني بالعوامل الاقليمية، لذا المطلوب معالجة الاثنين بالتزامن: الاول يكون عن طريق اصلاح النظام السياسي اللبناني وتبني العلمنة والنظام الانتخابي النسبي، والثاني يكون بالسعي الى التوصل الى سلام شامل بين العرب واسرائيل والتوصل الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.

وفيما دعا ماجد الى ضرورة الاستمرار بدعم وتمويل وتسليح الجيش اللبناني كجزء ضروري من الدفاع عن لبنان في وجه الاخطار الخارجية والمساهمة في دعم الامن الداخلي وتثبيت سيادة الدولة، اعترض سميث على الاستمرار بتسليح الجيش معتبرا ان الخطوة «يتيمة» ولا تأتي في سياق خطة متكاملة.

وفي جلسة مغلقة، عن لبنان ايضا، في احد مراكز الابحاث العريقة، تباحث عدد من الخبراء والمهتمين بالشأنين اللبناني والسوري حول الوضع في البلدين. وفيما اعتبر احد الباحثين ان في المرحلة الاولى ساند «سياسة الانخراط» الاميركي مع سورية، قال ان التجربة اثبتت عدم جدوى الانفتاح على دمشق، ودعى الى ابتكار سياسة اميركية جديدة فيها مزيج من الحوافز والضغوطات التي يمكن تقديمها لسورية.

باحث آخر اعتبر ان «سياسة الانخراط» مع سورية لم تستوف حقها، فالسفير المعين روبرت فورد لم يعد الى دمشق حتى الان بسبب تعليق فرضه عدد من اعضاء الكونغرس على العودة. وطالب الباحث باستئناف الانفتاح على سورية بارسال السفير وازالة العقوبات الاميركية على دمشق.

ويستمر الاهتمام الاميركي بلبنان الاسبوع المقبل، اذ من المتوقع ان يعقد «معهد الولايات المتحدة للسلام»، اليساري، ندوة بعنوان «الازمة في لبنان: سياسة الطوائف، العوامل الاقليمية والمحكمة الدولية»، فيما يخصص «معهد الدفاع عن الديموقراطيات»، اليميني، جلسة من مؤتمره السنوي بعنوان «حزب الله: فيلق ايران في الخارج».

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

عبد الحسين للتلفزيون المصري: بوادر تراجع كوري شمالي عن التصعيد

في مقابلة مع التلفزيون المصري، استبعد حسين عبد الحسين ان يؤدي التصعيد بين الكوريتين، والذي يترافق مع مناورات عسكرية اميركية - كورية جنوبية - يابانية مشتركة، الى اندلاع حرب شاملة. المزيد في شريط الفيديو


Since December 2008