الثلاثاء، 22 مارس 2011

العرب يتسابقون لنيل حظوة واشنطن واللبنانيون يكرّمون ملكة جمال

متظاهرون مغاربة في واشنطن يرفعون لافتات تطالب بالتغيير (خاص - «الراي»)

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

فيما تتسابق بعض الاطراف العربية لنيل حظوة واشنطن في خضم الازمات التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط، وفيما يتسابق بعض وزراء الخارجية العرب لعقد لقاءات مع نظيرتهم الاميركية، في الوقت الذي لا يكف مواطنوهم عن التظاهر في شوارع العاصمة الاميركية للمطالبة بالتغيير في بلدانهم، ينهمك اللبنانيون بحفلات العشاء الفاخرة، وتكريم بعضهم البعض، والاحتفاء بملكات الجمال.

ويلقي اليوم وزير الخارجية المغربي طيب الفاسي - الفهري، الذي يعقد لقاءات رفيعة المستوى في واشنطن، خطابا في معهد بروكنغز للابحاث، فيما تقيم مساء، جمعية «تاسك فورس فور ليبانون»، وهي اكبر لوبي لبناني، عشاءها السنوي، الذي من المتوقع ان يحضره عدد من كبار المسؤولين في الادارة والكونغرس.

لكن شتان بين الحدثين. فوزير الخارجية المغربي حسب مصادر اميركية يسعى الى اظهار ان «بلاده تحاول تفادي مصير دولا عربية اخرى حذرتها ادارة الرئيس باراك اوباما من مخاطر تجاهل الاصلاحات بقيامها بخطوات اصلاحية استباقية ».

وكان عدد من افراد الجالية المغربية المقيمة في العاصمة الاميركية تظاهروا، اول من امس، امام مبنى سفارتهم، وهتفوا من اجل التغيير، وكرروا شعار، «لا حقوق، لا قوانين، علاش حنا مواطنين». ووقف المتظاهرون في ساحة مجاورة للسفارة فيها تمثال للاسطورة الهندي وداعية السلام المهاتما غاندي.

وتحدثت «الراي» الى عدد من المتظاهرين المغاربة، فقالوا انهم «لا يهوون افتعال المشاكل ولا المشاغبة»، بل يصرون على «التظاهر السلمي من اجل حقوقهم»، وان هذه الحقوق تتضمن «اجراء انتخابات نزيهة لبرلمان يتمتع بصلاحيات تشريعية ورقابية على الحكومة»، اضافة الى «اطلاق حريات التعبير السياسية وخصوصا في الاعلام».

وجاءت تظاهرة المغاربة بعد يومين من تظاهرات مشابهة قام بها سوريون وليبيون، امام البيت الابيض، وطالبوا فيها بدعم واشنطن لمطالبتهم بالتغيير في بلادهم.

في هذه الاثناء، يعقد المغتربون العرب في العاصمة الاميركية «حلقات تنسيقية» يتدارسون فيها افضل وسائل تقديم دعم لاخوانهم المتظاهرين في بلادهم، مثل تقديم المساعدة على الانترنت عبر الدعاية وايصال الصوت الى الاعلام العربي والعالمي.

في هذا الجو العربي الثوري المحموم، يعيش اللبنانيون في عالم مختلف، فهم اقاموا اولا حفل كوكتيل في الكونغرس في ذكرى «ثورة الارز» يوم 14 اذار، ثم اقاموا في نهاية الاسبوع حفل عشاء فاخر تكريما لرئيس «الجامعة الاميركية في بيروت» بيتر دورمان. اما مساء اليوم، فيتجمهر اكبر عدد من اللبنانيين، وهم الجالية العربية الاميركية الاكبر من دون منازع، في فندق فخم آخر اثناء عشاء جمعية «تاسك فورس فور ليبانون» السنوي.

وعلى الرغم من الحضور السياسي الاميركي الرفيع المتوقع، وعلى الرغم من حاجة لبنان الذي يعيش من دون حكومة منذ 25 يناير الماضي لكل الدعم الاميركي والعالمي الذي يمكنه الحصول عليه، فان تركيز عشاء اللوبي اللبناني الاكبر ينحصر بتكريم ملكة جمال الولايات المتحدة من اصل لبناني ريما فقيه.

وتشارك معظم الجمعيات اللبنانية الاميركية الناشطة سياسيا في العشاء. ومن المتوقع ان تنهمك كل واحدة منها في «شراء طاولة» خاصة بها، في سباق لمحاولة استضافة المسؤول الاميركي الاكبر على طاولة هذه الجمعية او تلك.

وفيما يتبارى اللبنانيون باكبر طاولة واجمل فستان، يستمر اللوبي السوري في العمل بجدية لا سابق لها من اجل اقناع اسرائيل بجدوى اعادة استئناف مفاوضات السلام، ولهذا السبب، من المقرر ان يلتقي اليوم في تل ابيب، السناتور الديموقراطي جون كيري، صديق اوباما والرئيس السوري بشار الاسد، رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، في محاولة لاعادة تحريك المسار السلمي السوري - الاسرائيلي.

وقال بعض الناشطين في المعارضة السورية في الولايات المتحدة، ان «الاسد يعتقد ان جلسات المفاوضات بينه وبين اسرائيل من شأنها ان تصرف النظر عن امكانية قيامه بقمع المتظاهرين داخل سورية، والذين يزداد عددهم مع مرور الايام».

ختاما، تشهد العاصمة الاميركية ايضا تحركات خلف الاضواء لشبكات لوبي مناصرة للعقيد الليبي معمر القذافي، وتعمل على محاولة اقناع الولايات المتحدة الخروج تماما من التحالف الغربي الذي يشن حاليا عملية «فجر اوديسي» ضد اهداف تابعة للعقيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق