الخميس، 24 مارس 2011

هايدنمان: نظاما سورية وإيران مستعدّان تماما لقتل شعبيهما عندما يكون مصير بقائهما على المحك

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

جريدة الراي

في اول ندوة من نوعها في العاصمة الاميركية تتناول الاوضاع السورية الداخلية، قال ستيفن هايدنمان، نائب رئيس «معهد الولايات المتحدة للسلام» الذي يموّله الكونغرس، ان النظامين في سورية وايران «يقتلان البشر، ومستعدان تماما لقتل شعبيهما عندما يكون مصير بقائهما على المحك»، وان «الاكراه هو جزء فقط من الادوات التي يستخدمانها للبقاء في السلطة».

كلام الباحث الاميركي جاء في ندوة عقدها «مركز ستيمسون للابحاث»، اول من امس، بمشاركة هايدنمان والباحثين الاميركي كيفان هاريس والبريطاني راينود ليندرز.

وافتتحت الجلسة رئيسة «ستيمسون» الن لايبسون، وهي كانت في عداد وفد ضم باحثين من «معهد الولايات المتحدة للسلام» والتقى الرئيس السوري بشار الاسد قبل مدة وجيزة.

كذلك، سبق لباحثين من «معهد الولايات المتحدة للسلام»، مثل منى يعقوبيان، ان سعوا في الماضي القريب لاستضافة وفود سورية في العاصمة الاميركية بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين و«استئناف مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل». الا ان الزيارة لم تتم لاسباب مختلفة. وقالت لايبسون: «في خضم التغيير الحاصل في المنطقة العربية، يقدم لنا ستيف وراينود دراسة تضيء على اسباب التغيير». وتساءلت: «لماذا تتغير انظمة، فيما انظمة اخرى غير قابلة للتغيير».

اما هايدنمان، فتحدث عن الدراسة التي بدأ اعدادها في العام 2009، وهي تركزت على البحث في اسباب «مرونة بعض الانظمة التي تعطيها القدرة على التكيف وتاليا تجعل من الاصعب تغييرها، وخصوصا في حالتي سورية وايران».

وقال: «عندما بدأنا الدراسة العام 2009، لم نكن نتصور ان هذين النظامين سيكونان تحت هذا الضغط الشعبي الهائل للتغيير، وهو ما يجعلنا في حاجة الى استنباط سياسات للتعاطي معهما، ولتقوية فرص الاصلاح في هاتين الحالتين». واضاف ان بقاء بعض الانظمة في منطقة الشرق الاوسط اليوم «اقل ضمانا بكثير من اي وقت مضى في السنوات الخمسين الماضية»، لكنه حذر من «اعتبار ان الانظمة الاستبدادية اصبحت شيئا من الماضي، فبعضها قد ينجو ويستعيد الارض».

وقال ان «لدى النظام السوري فرصة جيدة جدا لاستعادة السيطرة». ودعا الباحث الاميركي بلاده الى البقاء منخرطة «لتعميم الاصلاح السياسي في كل هذه الحالات ولاستنباط الجيل الثاني من برامج الديموقراطية». وقال ان «برامج الديموقراطية الماضية اصطدمت بالفكرة القائلة بان لا قيمة لديموقراطية على حساب الاستقرار، وان هناك مبادلة ضرورية بين الاثنين».

أنما اليوم، حسب هايدنمان، فاتضحت الحاجة الى برامج الديموقراطية، وخصوصا ان «المعارضات في الدول تفتقر - الانظمة - الى المقدرة على بناء دول».

اما ليندرز، فقال انه بدأ دراسته بطرح الاسئلة التالية: «كيف يصور النظام السوري نفسه على انه علماني، وفي الوقت نفسه يحافظ على علاقاته مع التنظيمات الاسلامية كحماس وحزب الله». واضاف: «السؤال الثاني يتعلق بالقضاء السوري، الذي يعتبر كثيرون انه فشل في دوره في تطبيق العدل، اما انا فلم يحيرني فشل القضاء، بل لماذا يتحمل مشقة اقامة سيرك قضائي لا يصدقه احد».

وقال: «على مدى الاسبوع الماضي، حصلت تطورات دراماتيكية تمثلت بتظاهرات قام بها ناشطون سوريون شجعان عبروا عن مطالبهم». واضاف: «رغم اهميتها، من غير المرجح ان تؤدي التظاهرات الى الاطاحة بالنظام، نظرا لقدرته على التكيف».

واعتبر ان «الاكراه وسيلة مهمة في يد النظام، وان نفهم طريقة عمله ايضا شيء مهم، لكن سورية مختلفة عن مصر، والسوريون الذين يعتبرون ان هناك امكانية لتكرار ما حصل في مصر... هذا شيء غير مرجح».

وقام ليندرز بتأييد ما سبق ان ادلى به الاسد لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فقال ان للنظام السوري «شرعية لانه يدعم قوى في الموضوع الفلسطيني - الاسرائيلي مثل حزب الله». اما الاصلاح الاقتصادي، حسب ليندرز، «نعم كان هناك اصلاح اقتصادي، وان ببطء متعمد لتفادي المجازفة».

على صعيد متصل، دعا افراد الجالية السورية في الولايات المتحدة الى تظاهرتين، اليوم، «تضامنا مع ضحايا المجازر التي يرتكبها نظام الاسد في مدينة درعا»، حسب بيان صادر عن «لجنة التنسيق السورية». ومن المقرر ان تقام التظاهرة الاولى امام مبنى السفارة السورية في واشنطن الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، والثانية امام مبنى الامم المتحدة في نيويورك في الساعة الاولى بعد الظهر بالتوقيت المحلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق