الأربعاء، 23 مارس 2011

دور «الإخوان» في مصر يتصدر الحرب على ليبيا في الولايات المتحدة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

لا يشغل الهجوم البحري والجوي الذي تشنه الولايات المتحدة ودول اخرى على مواقع تابعة للعقيد معمر القذافي في ليبيا، بال الاميركيين، بل ينشغل الباحثون في تقديم تصورهم عن كيف ستتصرف جماعة «الاخوان المسلمين» في مصر، وبعض الدول العربية الاخرى، مثل تونس والاردن وسورية، في مرحلة ما بعد سقوط الانظمة الحاكمة.

وفي هذا السياق، عقد «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى»، اول من امس، حلقة حضرها جمهور غفير من الباحثين والديبلوماسيين والعاملين في الادارة غصت بهم القاعة، فافترش بعضهم الارض، وبقي البعض الاخر واقفا.

وتحدث في اللقاء كل من ديفيد بولوك ومهدي خلجي، وهما من باحثي المعهد، كما تحدث الاكاديمي الفرنسي جان بيار فيو، الخبير في شؤون «الاخوان».

وقال بولوك ان «نجاح الاستفتاء على الدستور بنسبة 77 في المئة هو مؤشر الى مدى قوة الاخوان المسلمين مقارنة بالاحزاب العلمانية في مصر». وقرأ بولوك نص رسالة لمرشد «الاخوان» محمد بديع تم نشرها على موقع الجمعية على الانترنت، وورد فيها ان «الاخوان يتطلعون الى بلد فيه تعايش وحرية تعبير».

الا ان النص لا يشبه ابدا ما ورد في النسخة العربية من ان «انتصار الثورة ضد (الرئيس السابق حسني) مبارك هو نصر منَّ الله به على مصر».

ثم تحدث فيو، الذي اعتبر ان «الاخوان المسلمين يواجهون تحدٍ ذات حجم ليس بمقدورهم التعامل معه». وقال: «لو نظرنا الى الاردن، لرأينا ان شعار الاخوان المسلمين في التظاهرات هو اسقاط الفساد، اي الاصلاح، لا اسقاط النظام كما في مصر، وسبب ذلك ان الجمعية شرعية قانونا في الاردن، وان الاخوان يستفيدون من النظام والوضع القائم».

وشبه فيو «اخوان» مصر بـ «الاخوان» في الاردن، وقال انهم «الاقوى في مصر، وباستطاعتهم تقديم بدائل للحكم، من دون اظهار شعارهم الرئيسي الاسلام هو الحل». لذلك، يعتقد فيو ان «الاخوان في مصر سيعمدون الى اقامة ثنائية قوية مع الجيش الذي سيحكم، فينحون باللائمة على الجيش في حال فشل في الحكم، ولكنهم يستفيدون مع ذلك».

وحسب الباحث الفرنسي، فان «الاخوان المسلمين» تخلوا عن اي طموحات او دور اقليمي، وتحولوا الى جمعيات ذات ابعاد وطنية محلية. ولفت الى انه «اثناء احد النقاشات داخل الاخوان، اقترحت فئة انتخاب (رئيس المكتب السياسي لحماس) خالد مشعل مرشدا عاما للاخوان المسلمين حول العالم، الا ان المرشد الحالي في مصر ومجموعته تدخلوا واعادوا حصر دورهم في مصر وشؤونها».

واضاف ان المثال الابرز على ان «الاخوان كانوا جزءاًمن نظام مبارك هو انهم تأخروا في المشاركة في تظاهرات ساحة التحرير، وكانوا اول المشاركين في الحوار مع نائب الرئيس السابق عمر سليمان، في 6 فبراير، مع انهم يبررون ذلك بالقول انهم شاركوا لتعجيل رحيل مبارك».

ثم ان «الاخوان»، حسب فيو، «اعلنوا انهم خسروا 50 متظاهرا من اصل 400، وهو الرقم الرسمي لضحايا الثورة المصرية، وهذا يظهر محدودية دورهم اثناء الثورة لكونهم جزءاً من ميزان القوى في زمن مبارك، وهو ما يضعهم في موقع متقدم تنظيميا بعد رحيل مبارك».

وقال ان «داخل الاخوان تيارين، الاول يتألف من شيوخ سلفيين، والثاني من شباب معتدلين، وما حصل في مصر ان الجمعية قفزت على عربة التحرير متأخرة».

اما في تونس، فقال فيو ان «الاخوان هناك منفصلين تماما عن بقية المنطقة»، وهم «تحت مجهر الاحزاب العلمانية والمجموعات النسوية، ولا قدرة تنظيمية لديهم، ولا تشكل مشاركتهم في الحياة السياسية اي فارق». وقال ان «الغاء حظر الاخوان في تونس كان خبرا عاديا في الصحف التونسية، ولم يتوقف عنده احد».

بدوره، تحدث الايراني - الاميركي مهدي خلجي، الذي اعتبر ان «عقائديا وتاريخيا، هناك تباعداً كبيراً بين طهران والاخوان، يغذيه كره تاريخي لدى الايرانيين ضد رشيد رضا ومؤسسي الحركة الاسلامية».

وقال: «الا ان (مرشد الثورة الاسلامية علي) خامنئي قام بترجمة كتب السيد قطب الى الفارسية، وهو عمل في الايام الاولى للثورة على بث فكرقطب في ايران، حتى ان خامنئي تحدث عن شجاعة قطب في خطاب منذ اسابيع، واستعاد مقولته ان المسلمين لو توحدوا، لهزموا الغرب». ورأى ان «العلاقة تبقى متوترة بين ايران والاخوان(...)».

وعن العلاقة بين ايران ومصر، قال خلجي انه «في زمن مبارك، لم يتبادل البلدان سفارات، وانما مكاتب تجارية. المكتب الايراني ترأسه السيد هادي خسرو، وهو من المعجبين بالاخوان المسلمين وسبق ان ترجم كتبا لفتحي الشقاقي عن العلاقات بين الشيعة والسنة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق