الخميس، 7 أبريل 2011

الأسد يسارع الى تقديم التنازلات والتظاهرات الشعبية تصر على رحيل النظام

بقلم حسين عبد الحسين

المجلة

لم يكد يمر الاسبوع الثالث على اندلاع التظاهرات الشعبية في المدن السورية في 15 آذار (مارس) حتى توالت التنازلات التي بدأ يقدمها الرئيس السوري بشار الاسد، فدعا يوم الثلاثاء العشائر الكردية الى لقاء في دمشق، ووعدها بمنح الجنسية لحوالي 100 الف كردي، فيما قام يوم الاربعاء بإلغاء القرار الذي يحظر على المنقبات التعليم في المدارس والجامعات، وقالت مصادر برلمانية ان الاسد ينوي إلغاء قانون الطوارئ المفروض منذ العام 1963، حتى قبل الموعد الذي كان مقررا لرفعه في 25 نيسان (أبريل).

التسارع المفاجئ في وعود الاسد الاصلاحية جاء بعد ان ادلى الرئيس السوري بخطاب في مجلس الشعب اعلن فيه انه، على عكس ما يقول البعض ان الفريق المحيط به والذي يتهمه كثيرون بالوقوف خلف الفساد في البلاد، هو المحرك الاول للاصلاح. وفي نبرة لم تخلُ من التحدي، اتهم الاسد المتظاهرين بتنفيذ مؤامرات خارجية تهدف للنيل من سورية، التي تنفرد من بين الدول العربية في وقوفها في وجه اسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة، على حد تعبيره.

الا ان الاسد لم يكد ينته من خطابه حتى خرجت مظاهرات في مدينة اللاذقية. ومع حلول يوم الجمعة، ما بعد الخطاب، والذي اعلنه بعض المتظاهرين "جمعة الشهداء"، خرج الاف السوريين في تظاهرات حاشدة لا سابق لها في دمشق وحمص وادلب وحماه ودرعا والقامشلي في ما بدا انه رد المتظهرين على الاسد وخطابه. وعمدت قوات الامن السورية الى اطلاق النار على المتظاهرين فأوقعت قتلى في صفوفهم.

مع توالي الاحداث، عمدت "صفحة الثورة السورية" على موقع فايسبوك الى الاعلان عن تنظيم "اسبوع الشهداء، والذي كان متوقعا بموجبه مقاطعة شركتي الخليوي اللتين يملكهما رامي مخلوف ابن خال الاسد، يوم الثلاثاء، ثم تنظيم "حملات تنظيف"، يوم الاربعاء اي القيام بتشويه صور وتماثيل الاسد وسلفه والده الراحل حافظ. اما الخميس، والمصادف 7 نيسان ذكرى "حزب البعث"، فكان المقرر تنظيم تظاهرات امام مراكز الحزب، ثم الخروج في تظاهرات كبيرة يوم الجمعة.

الا ان السوريين لم يسيروا حسب الخطة المقررة اذ ادت مسيرات تشييع من سقطوا في تظاهرات "جمعة الشهداء" الى تظاهرات متواصلة في المناطق السورية المختلفة، مما حمل القيمين على "صفحة الثورة السورية" الى تعديل برنامجهم، وحث السوريين على الخروج بتظاهرات كبيرة في ايام الاسبوع وتتويجها بتظاهرات اكبر يوم الجمعة.

في خلال الاسبوع حتى يوم الخميس 7 نيسان، شهدت المناطق التالية تظاهرات حاشدة عجزت قوات الامن السورية عن السيطرة عنها. في العاصمة، سارت التظاهرات المنادية بـ "الحرية" في التل شمال دمشق، وكفربطنا ودوما وحرستا وسقبا شرق دمشق، والمعضمية الى الغرب، والكسوة جنوب العاصمة السورية.

في الاثناء، استمرت التظاهرات في ساحة درعا امام المسجد العمري، والتي شهدت اعنف المواجهات في الايام الاولى لاندلاع الاحداث السورية. ومع حلول يوم الخميس، كان متظاهرو درعا مستمرين في اعتصامهم ومطالبين برحيل نظام الاسد. وتزايدت اعداد المعتصمين مع مرور ايام الاسبوع على الرغم من محاولات القوات الامنية تطويقهم ومنعهم من الوصول الى الساحة. ومع حلول يوم الخميس 7 نيسان، كانت مدن منطقة حوران في الجنوب السوري، جاسم ، وإنخل ، و نوى قد دخلت في ثورة شبه مفتوحة. ووصلت حركة التغيير السورية كذلك الى جامعة دمشق حيث حاول عدد من رجال الامن اعتقال بعض الطلاب.

الاخبار من سورية، والتي تصل الى العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وفيديوهات وصور يحملّها المتظاهرون السوريون على الانترنت، تشير الى تعاظم الحركة السورية المطالبة برحيل الاسد، الذي سارع بدوره الى اعتماد مزيج من الاساليب السياسية بهدف السيطرة على الوضع واحتواء الغضب الشعبي، فعمد الى عقد لقاءات مع سوريين محسوبين على المعارضين، وقدم لهم الوعود، بهدف احداث شرخ بين المتظاهرين بين من يقبل بوعود الاسد ومن يرفضها، فيصير الاسهل على النظام تسديد الضربات تلقائيا الى الجهات المعارضة الواحدة تلو الاخرى، مدينة بعد مدينة.

الا ان الصورة في سورية تشي ايضا بأن الحركة المطالبة برحيل الاسد هي حركة شعبية عفوية لا يديرها سياسيون، وتاليا يصعب السيطرة عليها، تماما على غرار الحركات التي ادت الى اطاحة رئيسي تونس زين العابدين بن علي ومصر حسني مبارك.

يضاف الى مشاكل الاسد انه استنفد خيار الترهيب، اذ لم يؤد العنف الى اخافة المتظاهرين، بل على العكس من ذلك، ادى الى تزايد النقمة الشعبية ضد النظام، وتاليا تزايد اعداد المتظاهرين وارتفاع نبرة مطالباتهم التي وصلت الى المطالبة برحيل الاسد ونظامه.

في هذه الاثناء، يعتقد عدد من الخبراء العرب والغربيين ان الاسد لا يتمتع بخيار العقيد الليبي معمر القذافي، الذي يحاول القضاء على الحركة المعارضة له عسكريا، اذ ليس لدى الاسد امكانات القذافي المالية ، كما ان جغرافية سورية - عكس ليبيا الصحراوية في معظمها - تجعل من الحرب المفتوحة شبه مستحيلة، وتجبر قوات "الحرس الجمهوري" و"سرايا الدفاع" الموالية للاسد الدخول في حرب مدن، وهذا استنزاف لا تقوى عليه هذه القوات. يضاف الى ذلك ان التركيبة السكانية لليبيا تنزع عن القذافي صفة انتمائه الى اقلية عشائرية، مثل الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية.

كما يعتقد بعض الخبراء انه حتى لو قرر الاسد المواجهة، فهو قد يجابه بتمرد داخل المجموعة العلوية، وهذه - كونها اقلية - قد تطلب من الاسد الرحيل حقنا للدماء وتفاديا لمواجهة لا يمكن لاقلية، على الرغم من تماسكها وحسن تنظيمها العسكري، الخروج منها منتصرة.

اذن، الاسد ونظامه في موقف لا يحسدان عليه. التظاهرات السورية المطالبة بتخليهما عن الحكم تتزايد، اسبوع بعد اسبوع، ويوم جمعة بعد يوم جمعة. هل ينجح الاسد في احتواء الحركة الشعبية ضده عن طريق وعوده بالاصلاح وتنفيذ بعضها فوريا؟ ام ان التغيير سينتصر وسيفرض تنحي الاسد؟ الاجابة تأتي في الايام والاسابيع المقبلة.

هناك تعليق واحد:

  1. بشار الاسد رئيس غير شرعي لسوريا حيث ان استلم مقاليد الحكم بسوريا عن طرق تزوير الدستور السوري بخمس دقائق مع مجلس الشعب المزور اللذي لايفقه شيئ عن الشعب ولا يمثل تطلعات السوريين ... كل مايعرفه هذا المجلس هو التصفيق والقاء الاشعار على مسامع بشار لجعل راسه ينتفخ بهوا وسرورا ... بشار الاسد خاطف جثث السوريين من الشوارع والمشافي وخاطف الاطفال ومعذبهم ومعتقل النساء عن طريق جرهم من شعورهم على اعين الملأ لالشيئ فقط لأنهن هتفن بعبارة ( تحيى سوريا حره ابيه ) ... ابو بشار غير شرعي اتى عن طريق انقلاب عسكري ففعلا هذا الكر من ذاك ال...

    ردحذف