الأربعاء، 18 مايو 2011

واشنطن: نظام الأسد لن يبقى على قيد الحياة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

كشف الصحافي المعروف في جريدة «واشنطن بوست» دايفيد اغناتيوس، ان «حكومات فرنسا وتركيا والاردن، استنتجت انه لا يمكن لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد ان ينجو من عواقب العنف الذي مارسه ضد المتظاهرين السوريين»، وان «السؤال الجديد الملح هو كيفية التوصل الى تدبير انتقالي» لمرحلة ما بعد الاسد.

مقالة اغناتيوس، وهو من اكثر المقربين من الرئيس باراك اوباما، جاءت في الوقت الذي تترقب فيه العاصمة الاميركية، اليوم، خطاب الرئيس في قاعة فرانكلين في مبنى وزارة الخارجية، ووهو خطاب وصفه مسؤول رفيع المستوى في الوزارة، على انه «اساسي يحدد فيه الرئيس الخطوط العريضة للسياسستنا في المنطقة في ضوء الثورات العربية المندلعة في اكثر من مكان، وبعد مقتل اسامة بن لادن».

ويعمل اوباما على تقديم خطة موحدة للتعامل مع هذه الثورات، بعدما تعرض لانتقادات حول ادائه الذي يعتقد كثيرون انه «متفاوت» بين بلد وآخر ويشوبه «التردد». وعلمت «الراي» ان الرئيس الاميركي تطرق الى الموضوع السوري اثناء اجتماعه مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في البيت الابيض، اول من امس، وان الرجلان توصلا الى نتيجة مفادها بانه «لا يمكن لنظام الاسد ان ينجو،» وان «اهتمام واشنطن وحلفائها يجب ان يتركز حول رعاية مرحلة انتقالية لانتقال السلطة في سورية بطريقة سلسة».

وحسب اغناتيوس، «حتى تركيا، التي بدت في بادئ الامر متحمسة لابرام تسوية لمصلحة الاسد، تظهر اليوم دعما اقل». اما فرنسا «التي كانت من ابرز داعمي الاسد قبل عقد»، يقول الصحافي الاميركي، «صارت مقتنعة اليوم انه على القوى العظمى، بمن فيها واشنطن وباريس، ارسال رسائل علنية مفادها انه حان الوقت للاسد للتخلي عن منصبه».

اما اسرائيل، يضيف، فهي «بدت في مرحلة ما وكأنها تفضل (بقاء) الشيطان الذي تعرفه (اي نظام الاسد)، لكنها ابلغت الولايات المتحدة اخيرا انها لم تعد تتبنى هذه الرؤية من الآن وصاعدا».

ويوافق الخبراء الرأي القائل بأن «نظام الاسد انتهى». وقال كبير الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الحريات طوني بدران لـ «الراي»، ان «نظام الاسد انتهى، اذ ان طبيعة نظامه غير التمثيلي والمستبد اصبحت علانية ومكشوفة امام المجتمع الدولي».

واضاف: «قد يستمر الاسد لبضعة اشهر او اكثر، ولكنه سيستسلم في نهاية الامر للمعارضة العريضة لحكمه، التي تولدت على اثر افعاله».

ويعتقد ان الاصلاحات لم تكن يوما ممكنة في ظل نظام الاسد، «ان طبيعة النظام المتصلبة، والتي تسيطر عليها الاقلية العلوية، والتي بدورها تقع تحت سيطرة عشيرة الاسد، لطالما جعلت من اي اصلاحات ديموقراطية امر غير ممكن حدوثه».

ونقل بدران عن مسؤولين كبار في ادارة اوباما اعتقادهم بان «السيد الاسد لن ينجو من الانتفاضة» التي اندلعت في 15 مارس في انحاء سورية ومازالت مستمرة في وتيرة تصعيدية في وجهه.

وتابع ان «هؤلاء المسؤولين على حق، فالوقت حان كي يعلن اوباما موقفه من الاسد علنا، واذا كان الرئيس يعتقد ان ايام الاسد اصبحت معدودة، يصبح موضوع العقوبات من التفاصيل الخارجة عن الموضوع».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق