السبت، 16 يوليو 2011

مصادر ديبلوماسية عربية: الأسد سينهار في ستة أشهر أو سنة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

19 قتيلا سورياً بينهم طفل، وعشرات الجرحى كانت أمس، حصيلة الدعوة التي لبّاها مئات الالاف، للتظاهر في جمعة اطلق عليها اسم «جمعة أسرى الحرية»، تكريما لمن تم اعتقالهم منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، وللتنديد بالحملة الأمنية الوحشية المتواصلة التي يشنها الأمن، وأيضا للمطالبة بالديموقراطية.

واعتبرت تظاهرات الامس، الأكثر كثافة وانتشاراً منذ بدء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أربعة أشهر تقريبا، إذ أعلن رامي عبد الرحمن من «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ان «اكثر من مليون تظاهروا ضد نظام الأسد في مدينتي حماة ودير الزور وحدهما».

وقال عبد الكريم الريحاوي من «الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان»، ان «قوات الامن السورية فتحت النار على آلاف المتظاهرين في انحاء مختلفة من البلاد الجمعة (أمس) ما اسفر عن مقتل 16 شخصا واصابة العشرات». وتابع: «قتل 10 في دمشق: سبعة في القابون وثلاثة في ركن الدين، بينما قتل 4 في ادلب (شمال غرب) واثنان في درعا» جنوب البلاد التي انطلقت منها حركة الاحتجاج ضد النظام السوري، اضافة الى سقوط 3 قتلى في مناطق مختلفة.

وأضاف ان «عدد التظاهرات وحجم المشاركين فيها (أمس) يعد اليوم الأكبر منذ انطلاق الاحتجاجات قبل أربعة اشهر، حيث خرجت تظاهرات في كل المحافظات السورية والمدن الرئيسية بدءا من الشرق وصولاً إلى درعا جنوب البلاد».

وفي واشنطن، توقعت مصادر ديبلوماسية عربية رفيعة المستوى، «انهيار نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مهلة تتراوح بين ستة اشهر أو سنة»، فيما اعتبرت مصادر اميركية ان «الاسد قد لا يصمد اكثر من ستة اشهر».

ونقلت المصادر العربية عن مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى ان «الاسباب التي تكمن خلف عدم طلب واشنطن من الاسد التنحي، كما فعلت مع رئيس مصر السابق حسني مبارك، هي ثلاثة».

السبب الاول، حسب المصادر، يكمن في ان «الولايات المتحدة تفتقد الى عناصر التأثير في المشهد السوري الحالي». اما السبب الثاني، فهو «عدم مقدرة واشنطن على تمرير اي قرارات ضد الاسد في مجلس الامن الدولي في ضوء معارضة روسية وصينية»، والثالث «هو استحالة امكانية القيام بأي عمل عسكري في سورية، لاسباب كثيرة».

واعتبرت المصادر ان مما لاشك فيه وجود آراء متعددة ومختلفة داخل الادارة الاميركية حول كيفية التعاطي مع الوضع في سورية، وان الفريق الذي يقوم بتوجيه السفير الاميركي داخل دمشق روبرت فورد، يؤمن بأن السيناريو الافضل للولايات المتحدة هو بقاء «الاسد ضعيفا في الحكم»، وهو ما يسمح لواشنطن في المستقبل مد يد العون لمساعدته، وربما ابعاده عن ايران، والتوصل الى اتفاقية سلام بينه وبين اسرائيل حول هضبة الجولان السوري المحتل.

إلا ان المصادر نفسها اكدت ان هذا السيناريو يتم تداوله على صعيد «ديبلوماسيين مغمورين في وزارة الخارجية الاميركية»، وانه «لا يرقى ليؤثر في رأي كبار صانعي القرار، ولا في سياسة الولايات المتحدة عموما نحو سورية، التي صارت ترى بأن بقاء الاسد في الحكم اصبح من شبه المستحيل».

في هذه الاثناء، هاجم مسؤولون جمهوريون السياسة الخارجية للرئيس باراك اوباما، خصوصا نحو سورية. وقالت مصادر في الحزب الجمهوري انه «ليس لدى الرئيس الحالي سياسة موحدة تجاه دمشق، بل هي سلسلة من الخطوات وليدة الساعة». وتساءلت هذه المصادر عن سبب «تلكؤ» ادارة الرئيس الاميركي في «وضع حد لجرائم النظام السوري في حق شعبه، على غرار ما فعل العالم في ليبيا».

واضافت انها لا تطالب بشن حملة عسكرية ضد الاسد، «ولكن من وجهة انسانية على الاقل، علينا اتخاذ مواقف ضد الجرائم بحق السوريين، وحض أصدقائنا على فرض المزيد من العقوبات وممارسة ضغط اكبر على المجتمع الدولي للتحرك لمصلحة المتظاهرين السوريين المطالبين بحريتهم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق