الجمعة، 22 يوليو 2011

واشنطن تتصل سرّاً بشخصيات داخل النظام السوري وتتوقع «ازدياداً في عدد الانشقاقات» العسكرية والسياسية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

جريدة الراي

علمت «الراي» من مصادر في العاصمة الاميركية ان «مندوبين من الولايات المتحدة نجحوا اخيرا في اقامة اتصالات بشخصيات رفيعة امنية وسياسية داخل نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد». وتوقعت المصادر «ازديادا في عدد الانشقاقات» العسكرية والسياسية في الايام والاسابيع المقبلة».

وذكرت المصادر الاميركية انها تعتقد ان «هذه الشخصيات السورية ستلعب دورا في المساهمة بضبط الوضع الامني اثناء عملية انتقال الحكم من الاسد الى قوى ديموقراطية، اي دور شبيه بالدور الذي تلعبه المؤسسة العسكرية في مصر لرعاية العملية الانتقالية ولكن من دون السيطرة عليها او التدخل في شؤونها».

وكان الصحافي دايفيد اغناتيوس، والمعروف بقربه من ادارة الرئيس باراك اوباما، كتب في مقالة لافتة الاربعاء الماضي ان «مقاربة الادارة الجديدة» بخصوص سورية ممكن تلخيصها بالتالي: «سفينة الاسد تغرق الآن والموضوع الاهم هو ان يدرك بعض السوريين ذلك حتى يقفزوا عن هذه السفينة ويصعدوا الى سفينة الانقاذ».

واضاف اغناتيوس ان «الادارة ترغب في تشجيع المعارضة السورية داخل البلاد في توحيد صفوفها، وتطوير اجندة واضحة، وبناء قيادة يتمثل فيها الجميع». واعتبر اغناتيوس ان من «يقود المجهود» الاميركي في هذا الاطار هو السفير روبرت فورد، الذي وصفه مصدر في الادارة بالقول انه «احدى ادوات العملية الانتقالية».

ونقل الصحافي الاميركي عن فورد انه عمل على حض المعارضين السوريين، اثناء لقاءاته معهم في دمشق، على الاتصال «بالمسيحيين والدروز والعلويين»، الذين يخشى معظمهم من مصير سلبي ينتظرهم في سورية ما بعد الاسد.

ولفتت المصادر الاميركية الى ان «مناطق الدروز في الجنوب السوري بدأت المشاركة في الحراك السوري»، وكذلك «بدأ عدد لا بأس منه من المسيحيين». وتوقعت «مفاجآت ستأتي من العلويين»، وقالت ان «هذه الاقليات ستنضم الى الاقلية الكردية والغالبية السنية المنتفضتين منذ 15 مارس والمطالبتين برحيل الاسد وسقوط نظامه».

وكان الدور الذي لعبه فورد قد لفت الانظار أخيرا منذ زيارته مدينة حماة في الثامن من الشهر الجاري، وهو ما دفع وزير خارجية الاسد وليد المعلم ومستشارته بثينة شعبان الى توجيه الانتقادات اليه واتهامه بتأجيج الشارع السوري ضد نظامه. والاربعاء الماضي، هدد المعلم بفرض طوق على حركة السفير الاميركي ضمن دائرة يبلغ قطرها 25 كيلومترا.

كذلك، حاولت الاجهزة الاعلامية للنظام السوري الايحاء بأن فورد قام بزيارته الى حماة من اجل تحسين وضعه مع اليمين الاميركي الذي رفض الموافقة على ارساله الى دمشق في مجلس الشيوخ. وكان اوباما عين فورد، مطلع العام، بموجب مرسوم صالح لسنة واحدة ويتوجب على السفير بعدها المثول امام مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة اجرتها معه «الراي»، قال مايكل روبن، الباحث في مركز ابحاث «اميريكان انتربرايز انستيتيوت» اليميني ان «رحلة فورد الى حماة ستساعده في نظر اعضاء مجلس الشيوخ ممن لم يقرروا بعد موقفهم (حول المصادقة على بقائه)، وستخفف من القلق القائل بأن وجوده (في دمشق) يزيد من جرأة الاسد».

الا انه اضاف انه «بغض النظر عن ان كان الاسد حانقا على فورد او لا، فان ذلك لن يؤثر في قرار مجلس الشيوخ حول المصادقة» على بقاء فورد او الاصرار على رحيله، لان عملية المصادقة على السفير الاميركي الى سورية «لا تتوقف على رحلته الى حماة وحدها»، بل يدخل فيها حسابات سياسية اخرى، مثل المنافسة الداخلية بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي.

وتوقع روبن انه ستكون هناك «فترة انتظار» طويلة قبل ان يقرر مجلس الشيوخ تثبيت فورد، وان القرار سيأتي في آخر لحظة، اذ ان «الكثير يحدث في سورية، وبسرعة كبيرة، ما يجعل من الصعب اتخاذ قرار التثبيت الآن». وتابع: «في الوقت الذي يستحق فيه موعد تثبيت فورد، ستبدو احداث هذا الشهر وكأنها من التاريخ السحيق».

بدوره، نقل اغناتيوس عن اوباما قوله في مجلس خاص ان «الاسد هو شخص اتخذ كل الخطوات الخاطئة في رده على التظاهرات». وختم اغناتيوس: «التفكير في واشنطن الآن هو حول الوصول الى حقبة ما بعد الاسد، بسرعة وبسلام».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق