الخميس، 1 سبتمبر 2011

تشيني: كان بإمكاننا أن نفعل أكثر بكثير لدعم طموحات شعب لبنان

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |


«كان بامكاننا ان نفعل اكثر بكثير لدعم طموحات شعب لبنان الى الديموقراطية... لولا لم يستهلك مجهودنا غير الواقعي لحل الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني ذلك الحجم من اهتمامنا»، حسب نائب الرئيس السابق ديك تشيني في كتابه «في وقتي»، الصادر 
امس.
الكتاب يعطي القارئ الانطباع بأنه لو قيض الامر لنائب الرئيس السابق، لشن عددا من
 الحروب اكثر بكثير من التي قامت بها ادارة بوش، فهو يقول انه اقترح على الرئيس السابق جورج بوش قصف مفاعل سورية النووي في الكبر قبل ان تقوم اسرائيل بتدميره في العام 2007، وانه كان من المؤمنين بتبني خط اكثر تشددا في مواجهة ايران وكوريا الشمالية.

وقال تشيني ان وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس كانت مصممة، مع حلول العام 2007، على التوصل الى «اتفاقية حول شؤون الحل النهائي هدفها انهاء المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية الممتدة على عقود». واضاف: «مع انه من الواضح ان هذا الهدف جدير بالثناء، لم يكن اي من الطرفين ولا عدد كبير من الخبراء يعتقدون انه ممكن في الوقت المتبقي لنا في الادارة (ان نتوصل الى حل)، نظرا لمجموعة من الامور المعقدة، والكراهيات المستشرية، والعنف المتواصل، وسيطرة حماس على الحكومة في غزة».

ويعتقد نائب الرئيس السابق ان اطلاق الادارة ما اسماه «المجهود الجدي» في سياق عملية السلام «كان له تأثيرا كبير على اولوياتنا في السياسات الاخرى». وكتب تشيني ان تصميم رايس على اطلاق عملية سلمية متعددة الاطراف «جعلها تعتقد ان عليها ان تأتي بالسوريين الى الطاولة كي يشاركوا».

هذا كان يعني «تجاهل مجهودهم في بناء مفاعل نووي سري»، حسب تشيني. كذلك، كتب تشيني ان دعوة السوريين الى مؤتمر السلام في انابوليس في العام 2007 كان يعني تجاهل تدفق «المقاتلين الاجانب من سورية الى العراق لقتل اميركيين».

وتابع: «اما انا فكان رأيي انه علينا ان نحاسب السوريين، لا ان نوجه لهم رسالة شخصية من الوزيرة رايس تدعوهم الى مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق الاوسط».
تشيني اعتبر ان «مد رايس يدها الى الدكتاتور السوري بشار الاسد جاءت في وقت صعب لشعب لبنان، الذي كان يحاول تشكيل حكومة منتخبة ديموقراطيا، ووضعته سورية، التي احتلت لبنان قرابة ثلاثين عاما، تحت ضغط هائل». واضاف: «بعد اغتيال رئيس حكومة لبنان الاسبق رفيق الحريري في العام 2005، ادت الانتفاضات الشعبية في لبنان الى سحب قواتها (من لبنان)، لكن السيارات المفخخة وعمليات 
اغتيال السياسيين المعارضين لسورية والمثقفين استمرت».

في نفس الاثناء، يقول تشيني، «كانت ايران تعمل على تقويض استقرار لبنان، بطريقة
 اساسية عن طريق رعياتها للمجموعة الارهابية حزب الله، الذين كان اعضاؤها يطالبون باضطراد بدور اكبر في الحكومة». ويعتبر تشيني انه «بعد ان اطلق حزب الله صواريخ» على اسرائيل و»هاجم واختطف جنود اسرائيليين» اندلعت حرب يوليو 2006، وان «حزب الله نجا من هذه الحرب... ومع نهاية 2007، اصبح وبالاشتراك مع حليفته سورية وراعيتها ايران، متفوقون في لبنان». واضاف: «»كان بامكاننا ان نفعل اكثر بكثير لدعم طموحات شعب لبنان الى الديموقراطية، وكنا بذلك ساعدنا على مواجهة النفوذ الاقليمي المتنامي لايران وسورية، لو لم يستهلك مجهودنا غير الواقعي لحل الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني ذلك الحجم من اهتمامنا».

عن المواجهة مع ايران، قال تشيني انه بعد تعيينه بقليل واثناء زيارة قام بها الى المملكة العربية السعودية، قام وزير الدفاع روبرت غايتس بابلاغ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ان من شأن شن اي هجوم عسكري على ايران ان يؤدي الى «اقالة الرئيس بوش». وكتب تشيني: «لم يكن الرئيس قد قرر شكل الخطوات المقبلة في وجه ايران، لذا لم يكن لائقا ان يقوم مسؤول اميركي رفيع، لا علنا ولا مع حلفاء مقربين، بالقول ان خيارات الرئيس محدودة... وكان علينا ان نقول للسعوديين ان الوزير غايتس كان يتحدث عن نفسه، ولم تكن كلماته تمثل اي سياسة اميركية في هذا المضمار».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق