الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

مصادر أميركية لـ «الراي»: المؤامرة الإيرانية تشبه إلى حد بعيد عملية اغتيال الحريري

| واشنطن من حسين عبد الحسين |

عن طريق المصادفة، اكتشف «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (اف بي اي) ان «الحرس الثوري الايراني» كان يعد لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجيبر، قبل حلول منتصف الشهر الحالي، بعبوة ناسفة معدة بمواد «سي 4» الشديدة الانفجار تستهدفه اثناء تناوله الطعام في احد المطاعم في العاصمة الاميركية. 
وقالت مصادر اميركية لـ «الراي» ان طريقة الاغتيال المزمع تنفيذها كانت تشبه الى حد بعيد عملية اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في بيروت في فبراير 2005، الذي تم استهداف موكبه بعبوة كبيرة مصنوعة من «سي 4». 
وفي التفاصيل الواردة في نص الادعاء الذي قدمه وزير العدل اريك هولدر، اول من امس، ان احد المخبرين الذين يعملون لمصلحة الـ «اف بي اي» داخل كارتيل المخدرات المكسيكي، الذي يقوم بتهريب هذه المواد الى داخل الولايات المتحدة، اتصل بالمسؤولين الاميركيين لابلاغهم ان الاميركي من اصل ايراني منصور عربسيار حاول ان يؤجر خدماته لتنفيذ عملية اغتيال الجبير مقابل مبلغ مالي مقداره مليون ونصف مليون دولار. 
وقام عربسيار بتحويل دفعة اولى بلغت 100 الف دولار الى المخبر المكسيكي، من مصرف غير ايراني الى حساب المخبر في الولايات المتحدة. ورجح خبراء اميركيون ان يكون المصرف، الذي رفض القرار الاتهامي تحديد مكانه، «اما اماراتيا او لبنانيا».
القاتل المأجور المزعوم طلب اثر ذلك من عربسيار ضمانات بتسديد المبلغ كاملا بعد الاغتيال، فقال الاخير انه سيحضر الى المكسيك ويقيم فيها تحت رحمة كارتيل المخدرات حتى تتم تنفيذ العملية، ثم يسدد هو باقي المبلغ. ووعد عربسيار العميل، حسب القرار الوارد في 21 صفحة، بتأمين كميات كبيرة من الافيون من ايران الى المكسيك. 
ثم طار عربسيار من طهران الى العاصمة المكسيكية عن طريق المانيا، وعندما وصل وجهته النهائية، رفضت السلطات المكسيكية ادخاله، فاستقل طائرة اخرى الى مطار كينيدي في نيويورك حيث تم القاء القبض عليه في 29 سبتمبر بموجب مذكرة قضائية اميركية تم اعدادها سلفا، ووجدت في حوزته جوازين اميركي وايراني، و3900 دولار نقدا، وتذكرة عودة من المكسيك الى طهران تاريخها في اوكتوبر.
على اثر اعتقاله، وافق عربسيار على التعاون مع التحقيق، وقام، بطلب من المحققين، بالاتصال مرتين بمن يدعي انه «ابن عمه»، المسؤول في «الحرس الثوري»
علي غلام شكوري، كانت الاخيرة حسب المصادر الاميركية في 4ا كتوبر. وكان شكوري طلب من عربسيار تأجير خدمات القاتل المكسيكي في ربيع 2011 اثناء جلسة عقدها الاثنان في ايران. وعمل المحققون على تسجيل الحديث بين الرجلين، ليتوصلا الى نتيجة مفادها ان خطة اغتيال الجبير اشرف عليها شكوري بموافقة من مسؤولين ايرانيين رفيعين، قالت المصادر الاميركية ان احدهم هو مسؤول «فيلق القدس» في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، الذي يعمل بأوامر مباشرة من مرشد الثورة على خامنئي.
وتعتقد المصادر الاميركية ان سليماني يشرف على «العمليات الخارجية» للحرس الثوري، وسبق للمسؤولين الاميركيين ان اتهموه بالاشراف على اعمال العنف في العراق، وبالمحاولة بالتلاعب بالانتخابات العراقية الاخيرة على اثر عقد اجتماعات مع السياسي احمد الجلبي ومسؤول لجنة اجتثاث البعث، الذي تم اغتياله فيما بعد، علي اللامي. كما يعتقد الاميركيون ان سليماني يعمل على تنسيق العلاقة الايرانية مع «حزب الله» اللبناني.
بعد اكتشاف الاجهزة الاميركية لتفاصيل الخطة الايرانية، قامت واشنطن بالاتصال بالرياض فورا. وكتب دايفيد اغناتيوس في «واشنطن بوست»، امس، ان مستشار الامن القومي توم دونيلون طار الى الرياض سرا، وعقد اجتماعا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لاطلاعه على التفاصيل. وحسب اغناتيوس، فقد اتفق الحليفان على تعزيز «المجهود المشترك لاحتواء الايرانيين، بما في ذلك ابرام صفقة بيع اسلحة اميركية» الى السعودية.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة «ترى الفرصة سانحة للذهاب الى عواصم العالم، وطلاعها على تفاصيل عملية الاغتيال، ومحاولة اقناعها بممارسة المزيد من العزل الدولي ضد ايران الى اقصى حد ممكن».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق