الخميس، 22 ديسمبر 2011

سعي أميركي وأوروبي لتدخل دولي في سورية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

ذكرت مصادر ديبلوماسية أوروبية ان مسؤولين أميركيين وفرنسيين يعملون بشكل حثيث لاقناع روسيا بالتراجع عن عرقلتها لمشروع في مجلس الأمن يدين نظام الرئيس بشار الأسد ويطالبه بوقف العنف فورا ضد المدنيين السوريين، تحت طائلة تحرك المجلس لإجباره على ذلك.
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض (الفيتو) لاحباط مشروع قرار قدمته فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال، وايدته الولايات المتحدة، في 4 اكتوبر الماضي، يدين الأسد ونظامه ويفرض عقوبات دولية على دمشق.
ولاحظ مراقبون في واشنطن ازديادا في وتيرة التصعيد من قبل المسؤولين الأميركيين ضد الأسد في الايام القليلة الماضية كلله تصريح لمندوبة اميركا في الامم المتحدة سوزان رايس اعتبرت فيه انه «حان الوقت لانهاء القتل والعذاب في سورية». واضافت رايس، في صفحتها على «تويتر»، ان موقف بلادها يعتبر ان «مسؤولية مجلس الأمن مناصرة السلام والأمن وحقوق الانسان في سورية»، منتقدة «المذابح الجماعية» التي ترتكبها قوات الأسد «في جبل الزاوية وإدلب وحمص».
وقالت المصادر ان الديبلوماسيين الأميركيين والاوروبيين يمارسون ضغطا كبيرا على نظرائهم الروس، ما دفع وفد روسيا في الامم المتحدة الى تقديم مشروع قرار يتبنى مبادرة جامعة الدول العربية الاسبوع الماضي، في محاولة لقطع الطريق على اي قرار اوروبي - أميركي جديد قد يحرج موسكو اذا ما اضطرت الى استخدام الفيتو مجددا لوقفه، خصوصا بعدما تعدى عدد القتلى المدنيين السوريين على ايدي قوات الأسد الخمسة آلاف، وبعدما ثبتت الامانة العامة للامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان فيها للفظاعات التي ترتكبها الحكومة السورية بحق شعبها».
واضافت المصادر: «عقدنا جلسات عديدة مع الروس، وهم صاروا يعتقدون ان نظام الأسد سينهار، وانه ليس في مصلحة روسيا المراهنة ضد الحكومة السورية المستقبلية».
وتابعت: «قال لنا الروس انهم هم من حثوا الأسد على قبول المبادرة العربية في الاساس للتوصل الى حل يجنب التدخل الدولي»، وان «فكرة ذهابهم الى مجلس الأمن لتبني المبادرة العربية كانت تهدف الى دفع الأسد الى توقيعها من دون مماطلة».
لكن المصادر نفسها تعتقد ان «الروس سمعوا من الأسد انه يحتاج الى اسبوعين فقط للقضاء على الثورة، وقالوا له انه ليس في مقدورهم ممارسة الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن حول سورية الى الابد».
واضافت: «يبدو ان الروس يعتقدون ان بروتوكول الجامعة العربية والوقت الذي سيأخذه دخول المراقبين سيكون بمثابة الطلقة الاخيرة بيد الأسد: إما ينهي الثورة مع موعد وصول المراقبين او يتنحى».
ولفتت المصادر ان «الازدياد الكبير في دموية قوات الأسد وارتفاع عدد الضحايا السوريين سببه شعور الأسد ان الوقت ينفذ، وانه في عجالة من امره لانهاء الثورة في موعد اقصاه حلول العام المقبل ودخول المراقبين العرب».
يذكر ان دمشق اعلنت موافقتها على توقيع البروتوكول الخاص بينها وبين الامانة العامة لجامعة الدول العربية للمرة الاولى في 2 نوفمبر الماضي، تلى ذلك اصرار سوري على تعديلات في النص وفي التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ، ما ادى الى تأخير كبير ولم يوقع الوفد السوري على المبادرة حتى الاثنين الماضي، اي بعد اكثر من ستة اسابيع على اعلان دمشق قبولها. وحتى الآن، لم يدخل سورية اي مراقبين او وسائل اعلام اجنبية كما ينص البروتوكول.
وحسب المصادر الاوروبية، ادركت واشنطن والعواصم الاوروبية انه «لا جدوى من بروتوكول الجامعة العربية في وقف عنف الأسد»، وان «الحكومة السورية ليست جدية، واذا كان دخول مراقبين يحتاج الى تغطية تفاصيل بين الامانة العامة للجامعة والحكومة السورية، فان دخول الاعلام لا يحتاج الى بروتوكول، ومع ذلك، مازلنا لا نرى الاعلاميين يتجولون بحرية على الاراضي السورية».
ما الخطوات المقبلة؟ تقول المصادر الاوروبية ان «احدى أبرز الافكار حاليا هي اصدار قرار في مجلس الأمن يدين الأسد ويطالبه بوقف فوري للعنف، وفي حال عدم التجاوب، يتحرك المجلس لحماية المدنيين».
ولم تستبعد المصادر الاوروبية «تدخلا عسكريا لإقامة مناطق آمنة للمدنيين على الاراضي السورية». القرار الاول ضد الأسد في مجلس الأمن لن يحتاج طلبا رسميا من جامعة الدول العربية، على غرار ما حصل في ليبيا، ولكن التدخل العسكري سيحتاج «إما الى طلب عربي، أو الى طلب سوري... وفي هذه الحالة، يتوجب علينا الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ليكتسب صفة سيادية تمنحه شرعية اثناء توجهه الى مجلس الأمن».
وكان المجلس الوطني السوري طالب مجلس الأمن علنا، اول من امس، بالتدخل لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الأسد بحق السوريين.
عن الصين، تقول المصادر ان هذه لن تمارس حق النقض «الفيتو» ضد اي قرار جديد في مجلس الأمن حول سورية. واوضحت المصادر ان «للصين مصالح مع الدول العربية في الشرق الاوسط اكبر بكثير من مصالحها مع نظام الأسد، وتحرص بكين على عدم إغضاب شركائها العرب في هذا المضمار».
اوضحت: «اذا ما طلبت بعض الدول العربية من الصين عدم عرقلة قرارات مجلس الأمن ضد الأسد، فان بكين ستتجاوب من دون شك».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق