| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
ذكرت مصادر اميركية مطلعة ان وكيلة وزيرة الخارجية الاميركية وندي شرمان التي قامت، اول من امس، بزيارة الى باريس، بحثت مع نظرائها الفرنسيين امكانية تبني مجلس الامن مبادرة جامعة الدول العربية القاضية بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد عن منصبه، وسط اعتقاد يسود العاصمتين بظهور اشارات روسية مشجعة لقبول تبني المجلس للقرار.
وكانت روسيا اقترحت بالاشتراك مع الصين، في منتصف ديسمبر الماضي، قيام مجلس الامن بتبني المبادرة العربية الاولى القائلة بوجوب دخول مراقبين عرب والاعلام العالمي الى سورية، وسحب الجيش السوري من المدن، والعمل على مباشرة حوار سياسي بين الاسد ومعارضيه. الا ان توقيع الحكومة السورية على بروتوكول جامعة الدول العربية، في 19 ديسمبر، ادى الى تفادي تبني المجلس لتلك لمبادرة.
هذه المرة، رفض الاسد المبادرة العربية الثانية التي تطالبه بالتنحي، ما يشير الى ان موسكو لن تمانع بقيام مجلس الامن بتبنيها كوسيلة وحيدة متاحة لتفادي التدخل العسكري الغربي في سورية.
وكانت «الراي» نقلت الشهر الماضي معلومات تم تداولها في العاصمة الاميركية مفادها ان الحكومة الروسية كانت اول من طلب من الاسد التنحي، عبر سفيرها في دمشق عظمة الله كولمحمدوف، الذي قدم ضمانات لخروج مشرف وحصانة من اي ملاحقات مستقبلية محتملة بحقه، وتسليم دفة المرحلة الانتقالية الى الشرع.
وقالت المصادر الاميركية ان الاهتمام الاميركي - الفرنسي الآن ينصب على دراسة الخيارات المتاحة بعدما «اصبح جليا ان الجامعة العربية وصلت الى طريق مسدود في محاولتها التوصل الى حل في سورية، وان رئاسة العراق الدورية للجامعة، التي تبدأ في مارس المقبل، تنذر بمزيد من الانقسامات في صفوف الجامعة وتاليا المزيد من انعدام الفاعلية».
اول الخيارات المتاحة، حسب ديبلوماسيين شاركوا في اللقاءات، هو تقديم نص المبادرة العربية الاخيرة الى مجلس الامن لتبنيها.
وتنص المبادرة على تنحي الاسد عن السلطة لمصلحة نائبه فاروق الشرع، وقيام الاخير بالاشتراك مع مختلف القوى السياسية، خصوصا المعارضة منها، بالتوصل الى خارطة طريق لنقل السلطة وكتابة دستور واجراء انتخابات.
ويتوقع ديبلوماسيون من الجانبين الاميركي والفرنسي ان يتم التوصل الى تسوية مع موسكو تسمح بتبني نص الجامعة العربية في مجلس الامن من دون تعديلات تذكر.
واضافت المصادر ان الاميركيين والفرنسيين بحثوا ايضا خيارات التدخل العسكري في سورية، مع الاعتقاد ان اي تدخل من هذا النوع سيحتاج بالضرورة الى قرار من مجلس الامن.
ويقول الاميركيون ان تركيا ابدت استعدادها للمشاركة في عمل من هذا النوع، شرط الحصول على تفويض من مجلس الامن. ومن الافكار المطروحة قيام انقرة بقيادة تحالف عسكري تشارك فيه دول عربية ويكون هدفه اقامة ممرات انسانية او مناطق آمنة توفر ملاذا للمدنيين والعسكريين الفارين من العنف الذي تمارسه ضدهم القوات الحكومية الموالية للأسد.
على ان المصادر الاميركية تستبعد امكانية قبول روسيا تدخلا عسكريا في سورية من اي نوع، وهو ما يحتم التمسك بمبادرة الجامعة العربية الاخيرة كخيار وحيد متاح للتوصل الى حل للازمة.
وتعتقد المصادر انه مع انتهاء دور الجامعة العربية في مارس، كما هو متوقع، سيتحول مجلس الامن الى المتنفس الوحيد القادر على بحث سبل لانهاء العنف المتصاعد في سورية، وهو ما سيضع موسكو امام المزيد من الضغط لقبولها تبني المجلس لمبادرة لا حلول عسكرية فيها كالتي قدمتها جامعة الدول العربية يوم الاحد.
المهم الامان لسورية واهلها وما بنتمنى غير هيك
ردحذف