| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
تكثر التكهنات في واشنطن حول الخطوة المقبلة التي ستتخذها الولايات المتحدة في التعامل مع الوضع في سورية، فيما تترقب الاوساط المعنية جلسة مغلقة يعقدها مسؤولون كبار في البيت الابيض مع الصحافيين، اليوم، حول الوجهة الاميركية المقبلة.
في هذا السياق، قالت المسؤولة في «مجلس الامن القومي» عن شؤون اوروبا اليزابيث شيروود راندل انه "لا توجد خطط رسمية داخل تحالف الاطلسي للدفاع عن تركيا في وجه العنف الذي يأتيها من سورية، رغم ان تركيا تدرس امكانية اللجوء الى فصل الدفاع المشترك للتحالف".
تصريحات راندل جاءت على هامش ندوة عقدتها في "مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية"، اول من امس، بعنوان "اعادة احياء الاطلسي: من لشبونة الى شيكاغو". ومن المتوقع ان يعقد التحالف قمة في مدينة شيكاغو الاميركية الشهر الحالي، هي الاولى له منذ الاخيرة التي عقدها في مدينة لشبونة البرتغالية في العام 2010. ومع ان القمة ستتمحور حول مواضيع افغانستان وموازنة التحالف في ظل خطط التقشف اوروبا، الا ان المسؤولين الاميركيين يتوقعون ان تكون هناك مشاورات حول الوضع في سورية، على هامش اعمال القمة.
وقالت راندل ان «(الادميرال جايمس ستافريديس) قائدنا الاعلى للقوات المتحالفة يمكنه وضع كمية محدودة من الخطط للتعامل مع اي طارئ في سورية». لكن حتى الان، اضافت راندل: "لم يكن هناك اي طلب رسمي... لم يكن هناك طلب رسمي من الاتراك لعقد مشاورات (داخل التحالف) من اجل سيناريو حسب البند الرابع او البند الخامس".
ويدعو البند الرابع الدول الاعضاء في التحالف الى التشاور في حال تعرضت للتهديد سلامة اراضي او استقلال او امن اي من الدول الاعضاء، فيما يعتبر البند الخامس ان اي اعتداء مسلح ضد اي عضو او اكثر هو بمثابة اعتداء على الجميع ويوجب تحركا عسكريا مشتركا من قبل الجميع للدفاع.
وكانت تركيا اعتبرت حوادث اطلاق نار من قبل قوات الرئيس بشار الاسد في اتجاه اراضيها بمثابة اعتداء مسلح عليها. كذلك سبق ان عبّر المسؤولون الترك عن خوفهم من تبعات هجرة السوريين المدنيين الفارين من عنف قوات الاسد واللاجئين الى تركيا.
من ناحيته، كتب المعلق ريتشارد كوهين في صحيفة «واشنطن بوست» ان «الخطوة الاميركية المقبلة هي السعي داخل مجلس الامن الى استصدار قانون يحظر تصدير الاسلحة الى كل الاطراف السورية».
وحذّر من ازدياد التطرف داخل الثورة السورية في حال طال بقاء الاسد بسبب احجام القوى العالمية عن التدخل للحسم لمصلحة الثوار. وكتب ان «الثورة السورية قد تتحول الى شيء مريب، فكلما طالت، مات اشخاص اكثر وزادت امكانية تمدد العنف الى الدول المجاورة". واضاف ان الخطة المطروحة حاليا داخل اروقة القرار في واشنطن، تقضي بانتظار حصول ما هو "محسوم حصوله، اي فشل خطة كوفي انان، وبعد ذلك حصول الفشل المتوقع لفرض حظر اسلحة سيساهم في اضعاف المعارضة اكثر بكثير من اضعاف الاسد"، متسائلا: «كيف للفشل الدولي المتكرر في سورية ان يؤدي الى نجاح؟».
الله يحميكِ ياغاليه ويكتب لك السلامة
ردحذف