لندن: عيدروس عبد العزيز / واشنطن: حسين عبد الحسين
منذ أن قام أحد الناشطين السوريين بالتقاط مشاهد فيديو، عبر هاتفه الجوال، لما بدت أنها طائرة من دون طيار «درون» تحلق في سماء بلدة سوريا خاضعة لسيطرة الثوار، قرب حمص، في فبراير (شباط) الماضي، وقام بنشرها على موقع «يوتيوب» على الإنترنت، تواترت تقارير ومعلومات تابعتها «الشرق الأوسط»، تشير إلى أن إيران ترسل طائرات من دون طيار إلى سوريا لاستخدامها في مطاردة الناشطين المعارضين، وعناصر الجيش السوري الحر.
وقامت «الشرق الأوسط»، بإجراء اتصالات واسعة، ومقابلات كثيرة مع خبراء ومختصين، كانت حصيلتها الحصول على صور التقطت عبر الأقمار الصناعية، تبين موقعا لقاعدة عسكرية في حماه لطائرات «درون» قيل إنها إيرانية الصنع، ومعلومات محتملة عن وجود طائرات «درون» إيرانية.
وأكدت مصادر كثيرة لـ«الشرق الأوسط»، دقة المعلومات والصور بشكل كبير، وقالت إن تلك الطائرات تعمل عبر موجات إذاعية، وتلاحق ثوار الجيش السوري الحر في معاقلهم. غير أن المصادر الرسمية في الولايات المتحدة تحرص على سرية المعلومات المتعلقة بهذه الطائرات، وخاصة في سورية.
وبينما أكد ناشطون سوريون وقادة ميدانيون في الجيش الحر، وجود مثل تلك الطائرات، ومشاهدتها مرارا وهي تحلق فوق مناطقهم لتحديد أهدافها قبل أن يتم قصفها اليوم التالي، تحدثت مصادر عسكرية وخبراء لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدين وجود طائرات «درون» إيرانية تساعد الحكومة السورية، كما أكدت تلك المصادر أيضا وجود طائرات «درون» أميركية وإسرائيلية، تعمل في المنطقة من دون الإشارة إلى أنها تؤدي مهمة محددة في سوريا. وباستطلاع عدد من الخبراء والمختصين استطاعت «الشرق الأوسط»، أن تثبت أن كثيرا من الصور والبيانات التي تم نشرها، تحتوي على قدر من الصحة، مما يفتح الباب أمام مشهد جديد في الواقع السوري، تبدو خلاله آثار لمعارك وحروب عبر الـ«ريموت كنترول»، وأبطالها أجهزة الاستخبارات الغربية والإقليمية، خاصة بين «سي آي إيه» والحرس الثوري الإيراني.
هل انتهى إذن، عهد إرسال الجيوش الجرارة إلى المواقع الساخنة، لتحل بدلا عنها حروب تدار من بعد. فمن الحشود العسكرية في مياه الخليج، يبدو أن حربا أخرى بالـ«ريموت كنترول»، ستشهدها سماء سوريا، بدخول «الدرون» عنصرا أساسيا في المعركة، مع استبعاد كل أشكال التدخل العسكري التقليدي في المنطقة التي تتعقد حساباتها العسكرية بين القوى الكبرى العالمية واللاعبين الرئيسيين الإقليميين.
فالنجاحات الأميركية العسكرية الكبرى التي حققتها باستخدام طائرة «الدرون» في أفغانستان وباكستان واليمن والعراق والصومال، وقضت فيها على معظم القادة الأساسيين لتنظيم القاعدة، من أبرزهم أبو يحيى الليبي، الذي قضى في غارة في شمال باكستان، وكذا أنور العولقي في منطقة جبلية في شرق العاصمة اليمنية صنعاء العام الماضي.. بالإضافة إلى آخرين بينهم بدر منصور، وعطية عبد الرحمن، وإلياس كشميري، وزعيم طالبان بيت الله محسود في أفغانستان وباكستان، تبدو أن فرص استخدام «الدرون» في الحروب المقبلة في ازدياد.
يضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة تنوي تكثيف قواتها العسكرية في الخليج العربي من خلال نشر غواصات مصغرة من دون
غواصين تعمل تحت الماء لاستهداف الألغام الإيرانية، ومن المتوقع أن تشكل هذه الغواصات بدون غواص من طراز «سي فوكس»، التي يبلغ طولها 4 أقدام ويتم توجيهها عن بعد، عنصرا أساسيا في الاستراتيجية العسكرية الأميركية في المنطقة، وسط تصاعد حدة التوترات بشأن برنامج إيران النووي.
وغواصات «سي فوكس» تشكل إضافة قوية لقدرة الجيش الأميركي المضادة للألغام، التي لقيت دعما إضافيا هذا الشهر بالإعلان عن قرب توجه 4 كاسحات ألغام إلى الخليج، مما يضاعف عددها هناك إلى 8 قطع.
ويعكس نشر الولايات المتحدة لهذه الغواصات قلق المخططين العسكريين الأميركيين من احتمال أن تشكل الألغام أكبر تهديد أمام حركة الملاحة التجارية، في حال أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز، وهو منفذ ضيق يمر من خلاله خُمُس ناقلات البترول في العالم. بل ويخبرنا التاريخ بأنه من الممكن أن تتعرض سفن الأسطول الأميركي نفسها للخطر، فأثناء حرب ناقلات البترول التي دارت في ثمانينات القرن العشرين، أصابت الألغام الإيرانية كثيرا من السفن التجارية، وألحقت بإحداها أضرارا بالغة بالسفينة «يو إس إس صامويل روبرتس»، وهي فرقاطة تحمل قذائف موجهة.
وتقوم الغواصات بدون غواص الموجهة عن بعد بتتبع أهدافها عن طريق جهاز «سونار» يعمل بموجات الراديو، وحينما يحدث التلامس، تنفجر الغواصة لتدمر نفسها مع اللغم. وقد أعلنت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أخيرا أن أولى غواصات «سي فوكس»، وهي من تصميم شركة ألمانية كانت مملوكة في السابق لشركة الدفاع البريطانية العملاقة «بي إيه إي سيستمز»، قد وصلت بالفعل إلى المنطقة. ويتم التحكم في هذه الغواصة عن طريق كابل من الألياف البصرية طوله 3 آلاف قدم، وقد دخلت الخدمة أيضا في الأسطول الملكي البريطاني.
عودة إلى الجو، والآن يبدو أن هناك آثارا لـ«الدرون» بدأت تلوح في الأفق في سماء سوريا، فبعد مشاهدات وصور، للطائرة الصغيرة في أجواء حمص، وحماه، وغيرها من الأماكن، ترجح مصادر تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن عملية التفجير التي حصدت عددا من كبار رجالات أمن النظام السوري، الأسبوع الماضي، في دمشق، ما كان لها أن تتم لولا مساعدات ومعلومات دقيقة تم توفرها من الجو.
ويقول اندرو تابلر، وهو أحد أبرز الخبراء الأميركيين في الشأن السوري ويعمل في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يرشح الكثير من التفاصيل حول العملية التي أودت بحياة كبار مساعدي الأسد، ولكن البعض يعتقد أن من قام بهذه العملية جهاز استخباراتي محترف. ولم يستبعد تابلر أن يكون النظام السوري نفسه هو «من أطلق النار على رجليه»، بعد تسريبات أشارت إلى أن أعضاء هذه الخلية كانوا ينوون القيام باتصالات مع الأمم المتحدة للبحث في مرحلة ما بعد الأسد.
ويتابع: «لأن التفجير أدى إلى مقتل كثيرين، لا يبدو لي أنه عمل قام به هواة، بل محترفون.. ولكن من هم هؤلاء المحترفون؟! لا أعرف».
تابلر، الذي أقام لسنوات كثيرة في دمشق، يقول إن «الأمور تزداد تعقيدا بسبب صعوبة تحديد مكان مبنى الانفجار.. «أعرف المبنى جيدا، وعشت بجواره.. والصور التي نشرت تبين أن هناك دخانا يخرج من المبنى، أما في صور أخرى، يبدو المبنى وكأنه لم يتعرض لأي أذى». ويقول: «إذا ما ثبت أن المبنى تضرر، يعني أن التفجير حصل عن طريق طائرة من دون طيار، أما إذا ظهر أن المبنى لم يتضرر، فطريقة التفجير مختلفة».
ويؤكد تابلر لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة تحصل على المعلومات الاستخباراتية عن طريق «صور أقمار اصطناعية وعلى أشخاص على الأرض»، مشيرا إلى أن بلاده «لا تملك معلومات كافية من الأرض، وهذا يشكل مشكلة قديمة للولايات المتحدة»، معتبرا أن أجهزة الاستخبارات الأميركية «تقوم اليوم بدور أفضل من الماضي في جمع المعلومات من داخل سوريا».
وذكر تابلر أن بلاده تراقب مواقع أسلحة الدمار الشامل السورية من «الفضاء وعلى الأرض»، وأن معلوماته تشير إلى وجود نحو 45 موقعا تكدس فيها قوات الأسد ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل. «أين هي هذه المواقع بالضبط؟ لا أعرف. ولكني قرأت تقارير تقول إن التخلص منها يتطلب عملية عسكرية يشارك فيها 75 ألف جندي».
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم تخف يوما استخدامها طائرات من دون طيار في منطقة الشرق الأوسط، فإنها تنفي قيامها بأي مهمة محددة في سوريا، عدا المناطق الكردية السورية الواقعة في الشمال الشرقي، بطلب من أنقرة لمراقبة تحركات عناصر حزب العمال الكردستاني.
ويقول مصدر أميركي قريب من دوائر اتخاذ القرار في الإدارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط» (طلب عدم كشف هويته) إن واشنطن تزود الثوار السوريين بصور من الأقمار الصناعية حول أماكن انتشار قوات الأسد، كما تزودهم بوسائل اتصال مشفرة غير قابلة للاختراق من قبل قوات الأسد أو الإيرانيين.
وقال المصدر إن واشنطن تساعد أيضا في تدريب الثوار على إنشاء وحدات السيطرة والقيادة، وتمويل برامج التدريب لمجموعات المعارضة لإدارة فترة ما بعد الأسد، بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية حول قوات الأسد والثوار واعتراض الاتصالات الهاتفية ووسائل الاتصال الأخرى.
وفي هذا السياق أيضا، أكد ضابط سابق في المخابرات العسكرية الأميركية، قضى سنوات في المنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، وجود طائرات من دون طيار أميركية تحلق على الحدود السورية، لكنه أشار أيضا إلى أنها لا تقوم بأي مهمة في سوريا، وقال إن «هذا التحليق جزء من مجهود مشترك مع القيادة العسكرية التركية، حيث تعمل القيادتان منذ سنوات على تسيير دوريات طائرات من دون طيار، تنطلق من قاعدة انجرليك الجوية، لمراقبة حركة مقاتلي حزب العمال الكردستاني». كما أشار إلى أن إسرائيل لا ترسل طائرات من دون طيار فوق سوريا، وأن أميركا وإسرائيل تعتمدان في الغالب على صور الأقمار الاصطناعية التي تسمح بمراقبة حركة السلاح الثقيل، وخصوصا الترسانة الكيماوية السورية.
غير أن مصادر أميركية أخرى (طلبت عدم ذكر أسمائها) قالت إن عددا كبيرا من الطائرات الأميركية من دون طيار تعمل في سماء سوريا لجمع المعلومات، موضحة أنها ترصد الهجمات العسكرية السورية ضد قوى المعارضة والمدنيين. وأشارت هذه المصادر إلى أن هذه الخطوة ليست تحضيرا لتدخل عسكري أميركي في سوريا، بل من أجل جمع الأدلة فوق البصرية وقراءة تحركات النظام السوري والاتصالات العسكرية لاستخدامها لاحقا في الدفع باتجاه استجابة دولية واسعة النطاق ضد النظام في دمشق.
وتحرص الولايات المتحدة على سرية المعلومات المتعلقة بالطائرات دون طيار وخاصة في سوريا. وبينما امتنع ناطق باسم القيادة المركزية التابعة للجيش الأميركي التعليق على الموضوع لـ«الشرق الأوسط»، اكتفى بالقول: «لم أسمع أي معلومات حول ذلك، ولكن إن كانت موجودة ستبقى سرية». وامتنعت وزارة الخارجية الأميركية أيضا التعليق مباشرة على الموضوع، على الرغم من تأكيدها دعمها للمعارضة السورية من خلال الدعم اللوجيستي والاستخباراتي.
ويذكر أن وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه) هي الدائرة المسؤولة بدرجة عالية عن الطائرات دون طيار، بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية. وهناك تأكيد أميركي أيضا على دعم إيران للنظام السوري من خلال تزويده بمعدات عسكرية، ومن بينها شكوك حول تزويد طهران لدمشق بطائرات من دون طيار.
وكانت مصادر تركية كشفت أيضا لـ«الشرق الأوسط» عن أن أجهزة الرادار التركية التقطت طائرات من دون طيار تحلق فوق المناطق السورية. وقالت المصادر إن هذه الطائرات استعملت للتجسس على الناشطين وضربهم، مشيرة إلى أن هذه الطيارات هي إسرائيلية الصنع. وأوضحت المصادر أن هذا الواقع يطرح 3 احتمالات؛ أولها أن تكون إسرائيل متعاونة بالكامل مع النظام السوري، وثانيها أن يكون هناك نصف تعاون، بمعنى أنها تزودها بالمعلومات، وثالثها هو أن تكون روسيا قد زودت النظام بهذه الطائرات التي اشترت موسكو عددا منها من تل أبيب، مشيرة إلى أن الاحتمال الثالث يعني أن هذه الطائرات تشغل بواسطة ضباط وخبراء روس.
لكن الجديد الآن هو ما كشفته صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية نشرها موقع يهتم بالمعلومات الاستخباراتية تكشف تفاصيل جديدة عن طائرات تجسس إيرانية تسمى «مهاجر 4»، تعمل عبر الموجات الإذاعية، تم رصدها في قاعدة عسكرية بحماه، تستخدمها سوريا لملاحقة الثوار المعارضين. وبناء على الصور، المنشورة على موقع «جيو آي» ونشرها أيضا ونقلتها مواقع أخرى، يبدو أن طائرة التجسس الإيرانية «مهاجر 4» الصغيرة غير المسلحة محدودة النطاق.
وحسب مختصين في الشؤون العسكرية، فإن «مهاجر 4» تعتمد على الأرجح على إشارات تحكم تصدر من قاعدة إطلاقها عبر موجات إذاعية، على عكس بعض الطائرات الغربية التي يمكن التحكم فيها عبر الأقمار الصناعية من أي مكان في العالم. وربما تكون قدرة طائرة التجسس السورية على نقل الفيديو محدودة كذلك. وباتصالات أجرتها «الشرق الأوسط»، للتحقق من صحة الصور، تبين دقتها بشكل كبير.
وفي هذا الإطار، أكد مسؤولون أميركيون وأوروبيون، أن إيران تقدم مجموعة واسعة من المساعدات إلى الرئيس السوري بشار الأسد، لمساعدته في قمع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، من بينها تكنولوجيا المراقبة ذات التقنية العالية، وتقنيات تعطيل ومراقبة الإنترنت، إلى البنادق والذخيرة. وأشار هؤلاء في هذا السياق إلى طائرات من دون طيار إيرانية تقوم بتقديم خدماتها أيضا.
وكانت إيران أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أنها أسقطت طائرة «درون» أميركية من طراز «RQ - 170»، وهي من نوع «الشبح»، الذي لا يمكن للرادار رصده، ومن صنع شركة «لوكهيد مارتن»، ورفضت نداءات من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بإعادتها إلى الولايات المتحدة، وبدلا من ذلك، ذكرت لاحقا أنها تقوم بإنتاج نسخة إيرانية من الطائرة نفسها.
ويؤكد مصدر أميركي مقرب من الإدارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط» (طلب حجب اسمه) أنه لو ثبت أن إيران أو سوريا تسير طائرات من دون طيار فوق مناطق الثوار السوريين، فإنه لن يعود بكثير من الفائدة على الأسد وقواته، «فالأمر يتعلق بنوعية التقنية المطلوبة في الاستطلاع الجوي». وأضاف أن «صور الأقمار الاصطناعية تسمح بمراقبة السلاح الثقيل وانتشار كتائب الجيش، فيما تستخدم الطائرات من دون طيار لملاحقة الأفراد.. وفي حالة الأسد، لا يفيد الاستطلاع الجوي لأن الثوار غير منتظمين في كتائب قتالية، وليسوا متمركزين في أماكن ثابتة». وقال إن «الثوار يستخدمون تكتيك (اضرب واهرب)، مما يجعل مراقبتهم عبر الأقمار الاصطناعية غير مجدية. أما استخدام الأسد أو الإيرانيين لطائرات من دون طيار لملاحقة قادة الثوار فإمكانياته محدودة جدا؛ إذ تظهر التقارير أن مدى طائرات الاستطلاع من دون طيار الإيرانية يتراوح بين 20 و30 ميلا (32 و48 كيلومترا) بعيدا عن مركز القيادة، مما يعني أنه يمكن للثوار الهروب من عيون هذه الطائرات بمجرد الخروج من نطاق تغطيتها.
وتستخدم الصور التي يتم التقاطها عبر الأقمار الصناعية في تعيين مواقع معدات الجيش الثقيلة وتحركات الكتائب العسكرية، فيما تستخدم الطائرات من دون طيار في تعقب الأفراد.
وحسب موقع «OSGEOINT» الذي يديره مسؤول سابق في جهاز المخابرات الأميركية (جورج كابلان)، فإن أول مرة شوهدت فيها طائرات التجسس في سوريا كانت في فبراير الماضي، عندما وضع أحد الناشطين تسجيل فيديو على موقع «يوتيوب» يعرض ما بدت أنها طائرة من دون طيار فوق بلدة كفر بطنا الخاضعة لسيطرة الثوار، ثم أعيد نشر هذا الفيديو عدة مرات. وفي وقت لاحق، شوهدت طائرة من دون طيار مرة أخرى على الأقل في مدينة حمص الثائرة.
ولم يُعرف عن دمشق استخدام طائرات من دون طيار، وكانت هناك تكهنات بأن الطائرة أميركية أو إسرائيلية وتستخدم من أجل التجسس على النظام السوري قبل الإقدام على أي تدخل ممكن، ولكن - حسب كابلان - سريعا ما عرف المراقبون المطلعون أن طائرة كفر بطنا من طراز «مهاجر 4» الإيرانية الصنع التي تعرف أيضا باسمها العام «بهباد»، والتي أطلقت عام 2010 في تدريبات بحرية إيرانية. ووقتها أعلن أمير علي حاجيزاده، رئيس شعبة الطيران بالحرس الثوري، أنه «بالإضافة إلى القيام برحلات استطلاع جوي فوق ميدان العمليات، يتميز هذا النوع من الطائرات بتيسير قيادة المعركة بنقل بيانات في وقتها الفعلي». وكان رد فعل البنتاغون وقتها هو إرسال طائرات دون طيار خاصة به، على الأرجح هي «غلوبال هوك» عالية الارتفاع أو «سنتينال» غير الملحوظة، فوق سوريا لمراقبة الحرب الأهلية المستعرة، حسب المصادر الأميركية.
ومقارنة بالطائرات الأميركية ذات الطراز المعقد والكبير، تتسم «مهاجر 4» بصغر الحجم، حيث يبلغ طولها 10 أقدام فقط، وإمكانية ملاحظتها وربما قدرتها المحدودة. وبما أن دمشق لا تملك شبكة اتصالات عالمية عبر الأقمار الصناعية، لذلك من المرجح أن تكون الطائرات خاضعة للتحكم عبر موجات الراديو على مرمى البصر. ويوضح اختصاصيون أن أكبر نطاق يمكن أن تصل إليه «مهاجر 4»، هو 40 ميلا.
وتوضح صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها أن تشغيل طائرات «مهاجر 4» يتم من قاعدة جوية تبعد بمسافة 18 ميلا فقط عن حماه. ويشرح اختصاصيون أنه من المحتمل أن ترسل طائرة «مهاجر 4» الفيديو مباشرة إلى القاعدة البرية التي أطلقت منها، والتي يتم توجيهها من خلالها، على النقيض في طائرات التجسس الأميركية، التي تستطيع أكبرها أن ترسل الصور إلى مواقع كثيرة وبعيدة في وقت واحد. وتوضح الصور أيضا لقاعدة شايرات ما يبدو وكأنها محطة تحكم في «مهاجر 4»، وهي منشأة تشبه المخزن ملحق بها نوع من المركبات.
وحسب مراقبين، فإن دمشق ليست الدولة أو الجماعة الوحيدة التي تستفيد من تكنولوجيا طائرات التجسس التي صنعتها إيران، فبالإضافة إلى أي معلومات حصلت عليها طهران من طائرة «سنتينال» الأميركية التي استولت عليها، استعان حزب الله أيضا بطائرات إيرانية من دون طيار، كما تساعد طهران فنزويلا أيضا على تطوير طائرة تجسس أساسية. ولكن يختلف الوضع في سوريا؛ فهنا تساعد الطائرات الإيرانية في حملة قمع وحشية ودموية.
Vielen Dank .. Und ich hoffe, Sie Mved Entwicklung und Schreiben von verschiedenen Themen :)
ردحذفشكراً على الموضوع ... :)
ردحذفشكراً على الموضوع ... :)
ردحذف