السبت، 14 يوليو 2012

هل تعود كوندوليزا رايس إلى المسرح الدولي؟


| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
جريدة الراي

استفاقت واشنطن على خبر امكانية ترشيح ميت رومني، المرشح الجمهوري للرئاسة في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس الى منصب نائب الرئيس. وعلى الفور، ادى الخبر الى ردة فعل استباقية في صفوف ماكينة الرئيس الطامح لولاية ثانية باراك اوباما والديموقراطيين عموما، فرايس للبعض هي بمثابة السلاح السري الذي يمتلكه الجمهوريون في المواجهة المقبلة بين الحزبين، ولكن الديموقراطيين يعتقدون ان ترشيحها يسهل من مهمتهم في الهجوم على رومني.
وكانت رايس شاركت في اللقاء المغلق الذي عقده كبار قادة الحزب الجمهوري في ولاية يوتاه، قبل اسبوعين، وادلت بخطاب انتقدت فيه سياسة اوباما الخارجية، وتحدثت عن ضرورة عودة بلادها الى زعامتها العالمية. وكان لوقع خطاب رايس تأثيرا ايجابيا في نفوس الحاضرين الذين قاطعوها بالوقوف والتصفيق مرارا.
ورايس تتمتع بعناصر قوة متعددة تجعلها مرشحة قوية لمنصب نائب الرئيس، فهي مثل اوباما من اصول افريقية، ما يكسر احتكار الرئيس لاصوات الاقلية من السود والبالغة نسبتهم 10 في المئة من السكان.
وكان رومني تعرض لصفير الاستهجان مرارا، الاربعاء، اثناء القائه خطابا في تنظيم للحقوق المدنية للاميركيين من اصل افريقي، وهو ما يظهر بأن المرشح الجمهوري يواجه صعوبة فائقة في استمالة هذه الفئة الناخبة التي تؤيد اوباما بأكثريتها الساحقة.
ثم ان رايس امرأة، وهو ما يضع حدا للاتهامات التي يكيلها الديموقراطيون للجمهوريين والقائلة ان الحزب الجمهوري، الذي يعارض الاجهاض ويطالب بسياسات تمنع دعم الدولة لحبوب منع الحمل او تمويل الفحوصات الروتينية للنساء، هو حزب معاد للنساء.
لكن نقطة الضعف الوحيدة لدى رايس هي اختلافها مع الجمهوريين في موضوع الاجهاض وتأييدها لحرية المرأة باجرائه، وهو ما حمل كبير مستشاري رومني الى نفي خبر امكانية ترشيح رايس الى منصب نائب الرئيس. وكتب المستشار في ايميل الى الصحافيين: «اعتقد ان عليها ان تغير موقفها في موضوع الاجهاض، ولا اعتقد ان ذلك مستحيل، ولكنه غير متوقع... ثم ان ميت لا يحب المجازفة ابدا في هذه المواضيع».
لكن رغم تباين موقفها مع حزبها في موضوع خيارات المرأة في حملها، الا ان رايس حازت على اكبر تأييد بين المؤثرين في صناعة رأي الجمهوريين، من امثال المعلقين المعروفين رش ليمبو ومات دردج، اضافة الى تبني آخر مرشحة الى المنصب نفسه، سارة بايلين والتي ما زالت تتمتع بشعبية كبيرة في صفوف اليمين الاميركي، لفكرة ترشيح رايس الى جانب رومني.
الا ان بعض الديموقراطيين اعتبروا ان لرايس نقاط ضعف في السياسة ايضا.
مارغي اوميرو، وهي من القيمين على استطلاعات الرأي الدورية التي يجيرها الديموقراطيون، اعتبرت ان ماكينة رومني تناور، وان «لا شيء يمكن ان يبرهن ان رومني ينوي العودة الى سياسات (الرئيس السابق جورج) بوش الفاشلة اكثر من ترشيحه احد ابرز شخصيات ادارة بوش الى منصب نائب الرئيس».
ولفتت اوميرو انه يوم خروجهما من الحكم، وقفت شعبية بوش على 22 في المئة، ونائبه ديك تشيني 13 في المئة، وهي ادنى نسب لرئيس ونائبه عند خروجهما من الادارة، ما يعني ان عودة شخص يرتبط بهما مثل رايس، لن يكون لها التأثير الايجابي الذي يعتقده البعض.
ورغم سمعتها كمثقفة من الطراز الرفيع، الا ان اسم رايس غالبا ما ارتبط بحرب العراق، ومعتقل غوانتانامو، وسياسات اخرى، وهي في حال ترشيحها، ستعيد الى اذهان الاميركيين ما حاولوا نسيانه على مدى السنوات الاربعة الماضية، وهو ما يرجح بقاء رومني بعيدا عنها، فرومني، لا يكره المجازفة فحسب، بل هو طلب من مضيفه نائب الرئيس ديك تشيني، الذي أقام عشاء لجمع التبرعات في منزله في ولاية فرمونت الاربعاء، ان يمنع دخول اي كاميرات اعلامية اذ يبدو ان رومني وحملته يعتقدان ان اي صورة تجمعه مع تشيني من شأنها ان تؤثر سلبا على حظوظه الانتخابية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق