السبت، 20 أكتوبر 2012

رومني يوسّع تقدمه على أوباما في استطلاعات الرأي

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

قبل 17 يوما من الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر المقبل، يبدو ان تفوق الرئيس باراك اوباما على منافسه الجمهوري ميت رومني في المناظرة الرئاسية الثانية يوم الثلاثاء لم ينعكس حتى الآن في استطلاعات الرأي، حيث يعاني الرئيس الاميركي من نزيف شعبي مستمر.
«معهد غالوب»، الذي يجري استطلاعات مستمرة ويحدث نتائجه يوميا لتعكس معدل ارقام الايام السبعة الاخيرة، اظهر احدث استطلاعاته، اول من امس، ابتعاد رومني في الصدارة بواقع سبع نقاط مئوية، اذ تقدم المرشح الجمهوري الى 52 في المئة مقابل 45 في المئة لأوباما بين الناخبين المحتملين.
ورغم ان الارقام تعكس جزئيا نظرة الاميركيين بعد المناظرة، الا ان اتساع الهوة لمصلحة رومني يشير الى ان ما بعد المناظرة الثانية لم يؤثر ايجابا في تقليص الفارق، وان اتساعه يعني ان ارقام اوباما استمرت في التراجع رغم ادائه القوي في المناظرة.
والى جانب «معهد غالوب» الوسطي، اظهر استطلاع «راسموسن» اليميني تعزيز رومني تفوقه على اوباما بنقطة مئوية، ليصبح رصيده 49 في المئة مقابل 47 في المئة للرئيس الاميركي. وورد في الاستطلاع المذكور ان «85 في المئة من الديموقراطيين يؤيدون اوباما، فيما يؤيد 87 في المئة من الجمهوريين رومني».
واضاف ان «بين الناخبين غير الحزبيين، يتمتع مرشح الحزب الجمهوري بتقدم يبلغ 9 نقاط مئوية»، كما يتقدم رومني اوباما بعشر نقاط لدى الناخبين الرجال، فيما يتخلف المرشح الجمهوري عن الرئيس الديموقراطي بأربع نقاط مئوية لدى الناخبين النساء.
الا ان «معهد راسموسن» اوضح ان ثلثي عينته الحالية، التي تظهر تقدم رومني شعبيا على صعيد الولايات المتحدة ككل، تم استفتاؤهم قبل مناظرة الثلاثاء، وان النتائج التي ستعكس وجهة نظر الاميركيين بعد المناظرة ستظهر في التحديث الذي يجريه المعهد على ارقام استطلاعاته اليوم.
اما المفاجأة الاكبر فجاءت من موقع «ريل كلير بوليتيكس»، الذي يحتسب معدلات استطلاعات الرأي الاميركية كافة، ويقدم نتائجه محدثة دوريا، التي اظهرت آخرها، وللمرة الاولى، تقدم رومني على اوباما في «اصوات الكلية الانتخابية» بواقع 206 لرومني و201 لاوباما، فيما يبقى 131 صوتا غير محسوما. ويحتاج اي من المرشحين الى الفوز بـ 270 من هذه الاصوات ليفوز بولاية رئاسية.
حتى موقع «تي بي ام» الديموقراطي اشارت احدث ارقامه الى تقدم رومني شعبيا على اوباما بنقطة مئوية واحدة.
وفيما هلل الجمهوريون لآخر نتائج الاستطلاعات، واستخدموها كجزء من حملتهم الدعائية للدلالة على اقتراب مرشحهم من الفوز وعلى حتمية خسارة اوباما، التزم معظم الديموقراطيين الصمت، واكتفت وسائل اعلامهم بالاشارة الى هذه النتائج من دون الاستفاضة في التحليل حول مغزاها الانتخابي.
كذلك، لم تدل استراتيجية اي من الحملتين الى اقتراب الحسم ما في اي من الولايات العشر المتأرجحة، اذ اظهرت البيانات المالية ان الحملتين مازالتا تضخان اموالا هائلة لشراء الدعاية الانتخابية في الولايات المذكورة، ما يشير الى ان كلاً من اوباما ورومني لم يفقدا الامل في اي من هذه الولايات، وانهما مازالا يأملان في اقتناص العدد الاكبر منها.
والى جانب الانفاق المالي الذي يشير الى التوجهات الاستراتيجية لكل حملة، هناك الجولات الانتخابية والخطابية لكل من المرشحين.
تحركات اوباما مازالت تشير الى ثقته بالفوز بالولايات التي كان يتقدم فيها حتى الامس القريب، مثل فلوريدا وفرجينيا وكولورادو، فيما يعمل بجد للحفاظ على تقدمه في ولاية اوهايو المصيرية، حيث ينفق معظم وقته الانتخابي ويخصص معظم جولاته وخطاباته.
اما اذا عرج اوباما على اي من الولايات التي كانت محسوبة له، فذلك يشي بأن حملته صارت تعتقد جديا ان وضعه الانتخابي فيها تراجع، وانها بحاجة الى حضوره ومحاولة استعادتها شعبيا.
كذلك، يحاول اوباما استمالة الناخبين من بين النساء خصوصا بعدما اظهرت استطلاعات الرأي ان اكثر من 54 في المئة منهن يؤيدن حق المرأة في «منع الحمل»، وهو الموقف الذي يتبناه اوباما والديموقراطيون تماما على عكس الجمهوريين.
الا ان رومني اعرب عن تأييده لهذا الحق فجأة اثناء المناظرة الرئاسية الثانية، ما حمل المحللين الجمهوريين على القول ان مرشحهم الرئاسي فعل ذلك «مضطرا» بهدف الوصول الى البيت الابيض، وان قاعدة الحزب «تتفهم ذلك»، وانها مستعدة لمسامحة رومني لان وصوله الى سدة الرئاسة سيعني حكما تنفيذ اجندة الجمهوريين اليمينية المحافظة والمتأثرة بتعاليم الديانة المسيحية، والتي تريد ان ترى الحكومة تفرض حظرا على قيام شركات التأمين وصناديق الرعاية الاجتماعية بتغطية تكاليف «منع الحمل» لدى النساء.
كيف يؤثر رأي النساء في حظوظ اوباما ورومني، وماذا تعني ارقام «غالوب» و«راسموسن» و«تي بي ام» وغيرها؟
«لقد قيل لي انه لم يسبق ان كان اي مرشح رئاسي في الماضي متأخرا الى هذا الحد في استطلاع غالوب كما اوباما اليوم وفاز بالرئاسة»، يقول جون نولتي، المحلل المؤيد للحزب الجمهوري. «اذ كان ذلك صحيحا، فسيحتاج (اوباما) الى اكثر من (تهكمه على تعليق رومني حول النساء في) ملفات لقلب حملته الرئاسية الفاشلة»، يختم نولتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق