الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

الانتخابات الأميركية على نار حامية وتوقعات الفوز متضاربة

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

«من الآن فصاعدا، كل يوم لنا هو كيوم الانتخابات». 
بهذه الكلمات لخص مدير حملة الرئيس باراك اوباما الانتخابية جيم ميسينا واقع الايام الـ 13 التي تفصل الولايات المتحدة عن انتخابات الرئيس والكونغرس المقررة في 6 نوفمبر المقبل.
وفي مؤتمر صحافي عبر الهاتف، اعتبر ميسينا، ان اوباما هو الذي فاز في المناظرة الاخيرة، وهو ما تؤكده استطلاعات الرأي كافة، وشدد على ان مرشحه يتقدم في الاستطلاعات الشعبية وان حظوظ فوزه بولاية ثانية كبيرة. لكن، مثل المسؤولين عن كل الحملات الانتخابية، حذر ميسينا قاعدة اوباما من التقاعس، واعتبار ان الامر ناجز او ان اعادة انتخاب الرئيس مضمونة، وحضّ الديموقراطيين على الاقتراع بكثافة يوم الانتخاب.
على ان ارقام الاستطلاعات لا تظهر تقدما واضحا لاوباما على منافسه الجمهوري ميت رومني، رغم تقدمه الواضح في المناظرتين الثانية والثالثة بعد هزيمته في الاولى، بل تشير الى ان السباق مازال حامي الوطيس، وان الفرصة مازالت سانحة بالتساوي امام المرشحين للفوز بالولاية الرئاسية المقبلة.
ابرز الخبراء الانتخابيين، نايت سيلفر، استبعد ان ينعكس اداء اوباما في المناظرتين الاخيرتين على ارقام الاستطلاعات في شكل جلي، على غرار ما حصل مع رومني بعد المناظرة الاولى. ويعتقد سيلفر ان رومني حصل على فورة شعبية لمصلحته قاربت الخمس نقاط مئوية اثر فوزه على اوباما في المناظرة الاولى، لكن الرئيس لم يحصل على فورة مشابهة بعدما نجح في قلب الصورة.
وعزا سيلفر هذا التباين الى أهمية الانطباع الاولي الذي يتشكل لدى الناخب في الاطلالة الاولى للمرشحين، وصعوبة تغيير هذا الانطباع فيما بعد. كذلك، قال سيلفر، في صفحته «538»، ان المناظرة الثالثة جاءت في الوقت نفسه الذي كانت تقام فيه مباريات كرة القدم الاميركية ولعبة «البايسبول»، وهو ما ادى الى انخفاض في اجمالي المشاهدين.
واضاف الخبير الاميركي ان المناظرة الاخيرة تمحورت حول السياسة الخارجية، وهو امر لا يهم معظم الناخبين الاميركيين اصلا. 
بيد ان سيلفر توقع تحسنا طفيفا في شعبية اوباما بواقع نقطة او نقطتين مئويتين في الوقت المتبقي حتى موعد الانتخابات، وهذا برأيه ارتفاع كاف لإبقاء آمال الرئيس الاميركي حية في الفوز بولاية ثانية. 
من ناحية ثانية، يعتقد عدد من الخبراء الاميركيين ان تباينا بين النتائج الشعبية، التي قد تأتي في مصلحة رومني، وحصيلة مجموع «اصوات الكلية»، التي يرجح ان تصب في مصلحة اوباما، ستكرر سيناريو انتخابات العام 2000، عندما فاز المرشح الديموقراطي نائب الرئيس آل غور بالغالبية الشعبية، فيما فاز المرشح الجمهوري جورج بوش الابن في «اصوات الكلية» بعدما حسمت «المحكمة الفيديرالية العليا» نتائج ولاية فلوريدا المتنازع عليها في حينه لمصلحة بوش.
وكتب الخبير المرموق تشارلي كوك في صحيفة «ناشونال جورنال» انه «على رغم ان ارقام اوباما الشعبية لم تعد تتراجع، مازال في سباق متقارب جدا، اذ يتأخر شعبيا عن رومني بمعدل نقطة الى اربع نقاط مئوية، فيما يحافظ على تفوق هزيل في الكلية الانتخابية».
واضاف كوك «ان الحزبيين الذين مازالوا يأملون بأن يحقق مرشحهم تقدما مسبقا في السباق الرئاسي سيصابون بخيبة امل، فالسباق مقدر له ان يكون متقاربا، مع نتيجة غير متوقعة حتى النهاية».
واعتبر كوك ان من بين الولايات العشر المتأرجحة، نجح اوباما في تأكيد تفوقه في ميتشيغان وبنسلفانيا، ويحافظ على تقدم واضح في اوهايو ونيفادا، وتفوق بسيط في كولورادو وآيوا ونيوهامبشير وويسكونسن، اي ان اوباما يحصد حتى الآن اصوات ثماني من هذه الولايات.
بدوره يتمتع رومني بتفوق يبلغ 5 نقاط مئوية بين الناخبين المحتملين في عموم البلاد، حسب استطلاع «غالوب» الشهير، فيما اظهر الاستطلاع نفسه ان الرئيس الاميركي قلص الفارق مع رومني بين الناخبين المسجلين الى نقطة مئوية واحدة فقط. 
وفي احدث الاستطلاعات التي تجرى على صعيد الشعبية عموما، ورد في الاستطلاع الذي اجرته محطة «اي بي سي» بالتعاون مع صحيفة «واشنطن بوست»، تقدم اوباما شعبيا بنقطة مئوية واحدة، وهو امر جيد بالنسبة لاوباما، مع ان الخبراء يعتقدون ان اي فارق اقل من ثلاث نقاط مئوية هو بحكم التعادل اذا ما اخذنا بعين الاعتبار هامش الخطأ.
ولأن الاستطلاعات المتضاربة تدل في معظمها الى تعادل، كثفت الحملتان من نشاطاتهما، فعمد فريق اوباما الى طباعة 4 ملايين كراس فيها «خطة اوباما» للنمو الاقتصادي حملت عنوان «خطة من اجل فرص العمل والامن الاجتماعي للطبقة الوسطى»، وذلك ردا على الاتهام المتكرر من الجمهوريين ان لا خطة انقاذية لدى الرئيس الاميركي. وباشرت حملة اوباما بتوزيع الكراس في مكاتبها الانتخابية المنتشرة في الولايات العشر المتأرجحة، وفي الاحتفالات الانتخابية المختلفة.
كذلك، يجوب اوباما هذه الولايات ليل نهار، ويعقد لقاءات انتخابية، ويدلي بخطابات لتحفيز قاعدة الحزب الديموقراطي. كذلك يفعل رومني الذي صادف ان مرت طائرته بجوار الطائرة الرئاسية في اكثر من مناسبة وفي اكثر من مطار في هذه الولايات.
وفي الوقت نفسه، قامت كل حملة بزيادة في انفاقها على الدعاية الانتخابية في الولايات العشر المتأرجحة، ويتوقع الخبراء ان يبلغ حجم الانفاق الانتخابي في هذه الولايات ملياري دولار مع حلول 6 نوفمبر. 
وقام اوباما ببث دعاية يظهر فيها مخاطبا الاميركيين، ومتحدثا عن خطته ومهاجما خطة منافسه متهما اياه بأن «الحساب (الاقتصادي) وفق خطته لا يعمل». اما رومني، فبثت حملته اعلانا يظهر فيه وهو يهاجم الرئيس اثناء المناظرة الثالثة ويتهمه «بالاعتذار» من دول حول العالم وبعدم زيارته اسرائيل منذ انتخابه رئيسا في 2008.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008