الخميس، 4 أكتوبر 2012

رومني يهزم أوباما في المناظرة الأولى

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أجمع الخبراء الاميركيون من الحزبين، بمن فيهم مستشارو الرئيس باراك اوباما على ان المرشح الجمهوري ميت رومني اقتنص الفوز في اولى المناظرات الرئاسية الثلاث التي جرت في مدينة دنفر في ولاية كولورادو والتي تم تخصيصها لشؤون اميركا الداخلية.
وحسب معظم المحللين، بدا رومني اكثر حيوية، وهاجم الرئيس في مواضيع اساسية، منها ضعف الاقتصاد، وقانون الرعاية الصحية، واجبر الرئيس، الذي بدا فاقدا لنشاطه المعهود، على الدفاع، مما حمل صحيفة «واشنطن بوست» على عنونة صفحتها الاولى بالقول ان «رومني اخذ المعركة الى اوباما» للدلالة على انه للمرة الاولى منذ بدء السباق الرئاسي، لم يتمحور الجدل حول تاريخ رومني السياسي بل تاريخ اوباما.
ومع ان الديموقراطي اوباما حاول تقديم نفسه على انه ساهم في انقاذ اقتصاد متهاو تسلمه من سلفه الجمهوري جورج بوش، الا انه بدا مهزوزا في حديثه. ومما قاله انه «في الاشهر الثلاثين الماضية، رأينا ان القطاع الخاص خلق 5 ملايين فرصة عمل، وقد عاد قطاع صناعة السيارات الى سابق عهده، فيما عاد سوق المنازل الى الارتفاع». واضاف: «لكننا نعرف انه مازال امامنا الكثير من العمل للقيام به، لذا فالسؤال هنا الليلة هو ليس اين كنا، بل الى اين نذهب».
لكن رومني عارض اوباما، وقال ان العائلات التي تصارع اقتصاديا لا تحتمل «بقاء الوضع كما هو عليه». واستغل هفوة كان ارتكبها نائب الرئيس جو بايدن قبل ايام بقوله انه في السنوات الاربع الماضية، اي فترة رئاسة اوباما، كانت الطبقة المتوسطة مدفونة بسبب الضرائب، قائلا: «بسبب سياسات الرئيس، تم دفن الطبقة المتوسطة، بل تم سحقها، لقد رأى متوسطو الدخل من الاميركيين مدخولهم ينخفض بمعدل 4 الاف و300 دولار، وهذه ضرائب بحد ذاتها، سأسميها ضريبة الاقتصاد».
واختارت صحيفة «نيويورك تايمز» عنوانها على الشكل التالي: «اوباما ورومني، في المناظرة الاولى، يتناوشان حول الاقتصاد». وكما معظم بقية وسائل الاعلام، اعتبرت الصحيفة ان رومني «استخدم المناظرة لاحياء آماله الرئاسية بتقديمه نفسه كمساوٍ للرئيس ويمكنه حل المشاكل التي لم يستطع حلها السيد اوباما».
حاول اوباما اظهار ان خطة رومني في خفض الضرائب ستؤدي الى تكبيد الموازنة 5 تريليونات دولار اضافية من الدين العام، وتوجه الى خصمه بالقول ان «حجم التخفيضات الضرائبية التي تتحدث عنها، سيدي المحافظ، لن تؤدي الى مصاعب للناس فحسب، بل لن تساعد (اقتصادنا) على النمو». 
هنا اجاب رومني: «دعني اكرر ما قلته، انا لست مؤيدا لخفض ضريبي يبلغ 5 تريليونات دولار، هذه ليست خطتي». واضاف: «خطتي هي الا اقدم اي تخفيضات ضرائبية من شأنها ان تؤدي الى زيادة في العجز».
وفي الاجابة عن سؤال المحاور الاعلامي جيم ليهرر حول فلسفة كل من المرشحين في الحكم، حاول رومني مهاجمة الرئيس من باب ادخاله وحزبه مجموعة تشريعات قال انها اذت الاقتصاد وعرقلت النمو. فاجابه اوباما: «هل هناك احد يعتقد ان مشكلتنا تكمن في مراقبة وفرض قوانين على وول ستريت؟ لانكم ان كنتم تعتقدون ذلك، فالمحافظ رومني هو مرشحكم». وذهب اوباما الى اعتبار ان غياب التشريعات في الماضي سمح للمضاربات العقارية والمصرفية، التي ادت بدورها الى الازمة المالية في العام 2008 والركود الاقتصادي الذي نتج عنها.
كذلك حاول اوباما مهاجمة رومني في موضوع طبابة المتقاعدين، وقال ان خطة المرشح الجمهوري تقضي بانهاء صندوقهم التعاضدي (ميديكير) واستبداله بالقطاع الخاص، وهنا اجاب رومني بدهاء ان خطته تعطي الاختيار لهؤلاء، فان وجدوا ان صندوق الحكومة انسب لهم، يبقى الخيار بأيديهم.
وفي حصيلة ردود الفعل الاولية، عبّر مستشارو رومني عن رضاهم لسير المناظرة، ولكنهم حاولوا كبح جماح غبطتهم بالقول انها الاولى فقط من بين ثلاث. وقال كبير استراتيجيي حملته اريك فيرنستورم: «لو كانت المناظرة مبارة في الملاكمة، لكان الحكم قرر نتيجتها (لمصلحة رومني)».
مستشارو الرئيس، بدورهم، حاولوا التقليل من اهمية هزيمة الرئيس كلاميا، رغم اعترافهم بتفوق المرشح الجمهوري. وقال مستشار اوباما دايفيد بلوف: «اذا ما كانوا يعتقدون انهم ابلوا بلاء حسنا، فلنرى في استطلاعات الرأي الاسبوع المقبل اذا ما كانت ارقام المرشحين ستتساوى في اوهاويو وآيوا ونيفادا ( وهي ولايات متأرجحة يتقدم اوباما شعبيا فيها)». 
وأصر بلوف على انه في اوقات معينة، مثل عند الحديث عن الرعاية الصحية للمتقاعدين والقوانين المالية، كان رومني هو الذي يدافع. 
في هذه الاثناء، تساءل كثيرون من مؤيدي اوباما حول تقاعس الرئيس عن تسديد ضربات لمنافسه في ملفات كثيرة تعتبر بمثابة مواقف ضعف لرومني، مثل شريط الفيديو الذي يبدو فيه المرشح الجمهوري وهو يقول انه لن ينجح في اقناع 47 في المئة من الاميركيين ان يصوتوا له لانهم يعيشون على حساب الحكومة.
وقال مدير حملة اوباما جيم ميسينا: «لم يفتح احد موضوع الـ 47 في المئة»، مضيفا: «لم يكن هناك قرار متخذ في تفادي الحديث عن الفيديو». 
وفي خضم المواقف المتباينة حول فوز رومني في المناظرة الاولى ونتائج ذلك على حظوظ الاثنين في الفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 نوفمبر المقبل، اختصر عنوان «توكينغ بوينتس ميمو»، المؤيدة للحزب الديموقراطي واوباما، المشهد على الشكل التالي: «رومني يلمع في دنفر وفريق اوباما يقول وماذا يعني؟».
وستجري المناظرة المقبلة مساء الخميس بين نائب الرئيس جو بايدن ومنافسه عضو الكونغرس بول رايان.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008