الخميس، 14 فبراير 2013

لوبارون: القيادة الكويتية لا تثق بـ «الإخوان المسلمين»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

كتب سفير الولايات المتحدة السابق في الكويت ريتشارد لوبارون ان «القيادتين السعودية والكويتية، تتشاركان بقوة، وان ليس بصراحة، وجهة النظر القائلة بأن الاخوان (المسلمين) يجب عدم الوثوق بهم».
لوبارون، الذي عمل سفيرا لبلاده لدى الكويت بين 2004 و2007 وتقاعد من السلك الديبلوماسي العام الماضي، انضم إلى «مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط» التابع لـ «مجلس الاطلسي» بصفة باحث، واصدر دراسة حملت عنوان «الولايات المتحدة ودول الخليج: شركاء غير مؤكدين في منطقة متغيرة».
وجاء في الدراسة ان قطر هي الدولة الخليجية الوحيدة التي يختلف موقف قيادتها عن نظرائها في الخليج تجاه الاخوان، فالقيادة القطرية، حسب لوبارون، «عملت منذ مدة بعيدة على انشاء علاقات مع مروحة واسعة من الإسلاميين بمن فيهم اولئك التابعون للاخوان ولحماس».
وتابع لوبارون: «بالنسبة إلى قطر، فان صعود الإسلاميين إلى السلطة عن طريق الانتخابات يمثل فرصة لهذه الدولة الخليجية الصغيرة لبسط نفوذها من خلال دعمها المالي والعقائدي».
«إلا أن دول الخليج، غير قطر، تعتقد بشكل عام ان المد الاخواني مشكلة»، وفق الدراسة.
«مسؤولو الإمارات العربية المتحدة يعتبرون تقريبا اي نوع من التنظيم الإسلامي بمثابة خطر، ليس في الامارات وحدها، وانما في الخليج عموما، ويقولون، على سبيل المثال، ان التظاهرات في الكويت تؤشر إلى مؤامرة منسقة ساهمت في تحفيزها احداث الربيع العربي»، حسب السفير الاميركي السابق.
وكتب لوبارون ان «القادة في الخليج يعتقدون ان الديموقراطية ذات التعددية الحزبية لا تتوافق مع بقاء ملكياتهم».
واضاف انه «على الرغم من ان القيادة في العربية السعودية والكويت والبحرين وعمان لا تنفق الكثير من المجهود على شرح وجهات نظرها السياسية، شنت الامارات وقطر حملات وطنية دفعتهما إلى المسرح العالمي، وقامتا بتبني العولمة والحداثة، فيما رفضتا في الوقت ذاته معظم اشكال التعبير السياسي والمشاركة، واعتبرتا ان (التعبير والمشاركة) غير منسجمين، بل غير ضروريين، لمجتمعيهما».
وختم المسؤول السابق دراسته بتقديم خمس توصيات اعتبر ان من شأنها ان تؤدي إلى تحسين وتمتين العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج. 
وتصدرت توصيات لوبارون اقتراحه بالتوصل إلى اجماع حول كيفية التعامل مع حاجات الدول العربية الاقتصادية في هذه الفترة الانتقالية.
في توصيته الثانية، دعا لوبارون إلى «التوصل إلى اتفاق مفاده ان دعم (الخليج) للعنف واشكال اخرى من التطرف، مثل (تنظيم) القاعدة او سلفيين متطرفين، هو شيء خطير».
وقال لوبارون ان دعم الخليج لهذه التنظيمات من شأنه ان يضع الولايات المتحدة في موقع مواجهة مع الخليج، وان «الخليج والولايات المتحدة مرا بحلقة طويلة من تجريم الآخر بعد 11 سبتمبر، ومن شأن ذلك ان يتفاعل مجددا في حال انكشاف دلائل تشير إلى تورط رسمي او غير رسمي في دعم ارهابيين في دول (عربية) تمر بمراحل انتقالية».
التوصية الثالثة دعا فيها لوبارون إلى اقامة «حديث هادئ ومستمر» بين واشنطن والعواصم الخليجية يتناول «موجة التغيير في المنطقة، وتجلياتها داخل دول الخليج». وقال ان «حوارا من هذا النوع منقطع بين الطرفين، ماعدا بعض المقاربات الخاصة التي يتم التعبير عنها في بعض البيانات العامة، حيث التباين صعب وسوء الفهم هو العادة».
واضاف: «قد يدعي البعض ان حوارات كهذه تمثل تدخلا في شؤون الخليج الداخلية، لكن ادنى المطلوب لسياسة اميركية خارجية وامنية فعالة يتطلب تفادي مفاجآت من شأنها ان تضر بالمصالح الاميركية».
في توصيته الرابعة، كتب لوبارون انه «يجب تأكيد ان اي حل لوقف سعي ايران إلى الاسلحة النووية يأخذ بعين الاعتبار ايضا التهديد المستمر للخليج من ايران وغير المتعلق بأسلحة الدمار الشامل».
وتابع: «ان الفشل في ذلك يساهم في تعزيز الرواية، التي تسببت بها حرب العراق، والقائلة بأن الولايات المتحدة دعمت صعود الشيعة من اجل ابقاء السنة في مرحلة عدم توازن».
وختم لوبارون توصياته بالدعوة إلى النظر إلى ما تحتاجه «علاقة امنية متينة وطويلة الأمد».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق