السبت، 16 مارس 2013

أوباما: إيران تحتاج سنة أو أكثر لإنتاج سلاح نووي ... ولن نسمح بذلك

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

لا يتوقع افراد فريق الرئيس باراك اوباما الكثير من حسن الضيافة في اسرائيل، بل يستعدون لمفاجأة من نوع أو آخر قد تأتي في تصريحات مضيفه رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، خصوصا في موضوع الملف النووي الايراني، الذي صار يثير خلافا مستمرا بين الدولتين.
على ان الخلاف حول توقيت حصول ايران على السلاح النووي وكيفية التعامل مع الموضوع صار يثير انقساما في الرأي بين كبار المسؤولين الاميركيين انفسهم، ما دفع بعدد من الخبراء الى القول انه لا يبدو ان ايران هي من ينقصها الواقعية في رؤيتها الى العالم، بل واشنطن هي التي تعوزها بعض الواقعية في نظرتها الى ايران والاعتراف بالتقدم السريع لبرنامجها النووي.
عشية زيارة اوباما الى اسرائيل، وزع البيت الابيض مقتطفات مقابلة ادلى بها اوباما الى القناة الاسرائيلية الثانية قال فيها ان طهران تحتاج الى «سنة او اكثر لتصنع فعليا سلاحا نوويا»، وانه لن يترك ايران تقترب كثيرا من صناعة القنبلة، مكررا قوله: «عندما اقول ان كل الخيارات على الطاولة، هذا يعني ان كل الخيارات على الطاولة»، في اشارة الى نيته استخدام القوة العسكرية، ان اقتضى الامر، لمنع طهران من الحصول على هذا السلاح.
تصريح اوباما هو من المرات النادرة التي يقدم فيها الرئيس الاميركي تقديرا زمنيا للمدة المطلوبة لحصول ايران على سلاح نووي.
الا ان مبادرة اوباما تبدو اقرب الى «العلاقات العامة» منها الى الواقعية، فالرئيس الاميركي لم يحدد ماذا يعنيه بالسلاح النووي. هل هو صاروخ باليستي محمل برأس نووي؟ ام انه كمية من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية كالتي تستخدم في الاسلحة النووية، وصواعق تفجير في مكان آخر من ايران، وصواريخ في مكان ثالث؟
وما يقلل من مصداقية تصريح اوباما هو انه يأتي بعد ايام قليلة على تصريحات لكبار مسؤولي وكالات الاستخبارات الاميركية، الذين قالوا عكس ذلك تماما.
ففي جلسة استماع امام مجلس الشيوخ، الاسبوع الماضي، قال مدير الاستخبارات القومية جايمس كلابر انه صار لدى ايران «خبرة تقنية متطورة في عدد من المجالات، بما فيها تخصيب اليورانيوم، والمفاعلات النووية، والصواريخ الباليستية، يمكنها الاستناد اليها اذا ما قررت بناء اسلحة نووية صاروخية».
واضاف كلابر: «هذا ما يجعل النية السياسية لدى الايرانيين القضية المركزية في موضوع صناعة السلاح النووي».
اذن يعتقد كلابر انه من الناحية التقنية، صار يمكن لايران صناعة سلاح نووي متى ارادت هي ذلك، وان انتاج السلاح صار يتوقف على نية وارادة القيادة السياسية في طهران.
ومع ان كلابر قال انه بين اللحظة التي تقرر فيها القيادة الايرانية صناعة السلاح النووي ولحظة صناعته مدة كافية تسمح للولايات المتحدة بمعرفة ذلك وتاليا ضرب الاهداف النووية قبل ان يتسنى للايرانيين تجميع السلاح اوصناعته، الا انه لا يبدو ان كلابر يعتقد ان هذه المدة تطول لتصل الى «عام او اكثر»، حسب تعبير اوباما.
تصريحات اوباما للقناة الاسرائيلية بدت كذلك وكأنها استعادة لعبارات لطالما رددها منذ انتخابه رئيسا قبل خمسة اعوام ولكنها لم تعد تصلح للوضع القائم اليوم.
فسياسة المراهنة على العقوبات الاقتصادية وحدها لثني الايرانيين عن صناعة السلاح النووي يبدو انها لا تؤتي ثمارها المطلوبة، على الاقل حسب اعتقاد كلابر، الذي قال امام مجلس الشيوخ انه على الرغم من التأثير السلبي الكبير لهذه العقوبات على الاقتصاد الايراني، الا انها «لم تؤد الى تغيير في قرارات القيادة الايرانية او في مقاربة المرشد الاعلى (علي خامنئي) للبرنامج النووي». واعتبر كلابر انه يبدو ان الصعوبات من وجهة نظر خامنئي عليها ان تماثل الصعوبات اثناء الحرب مع العراق قبل ان يعتبر انها مشكلة، وانه ربما «ينظر الى الغرب ويعتقد ان تأثيرنا في ذلك الجزء من العالم في انحدار... لا يعني ذلك ان رؤيته مبنية على الواقع، لا في نظرته الى الخارج ولا في رؤيته لوضع بلاده في الداخل».
وفي وقت لاحق، وفي احدى الجلسات التي عقدها مسؤولون وخبراء للتباحث في التطورات حول ايران، سأل احد الخبراء الحاضرين: «اذا كان رئيس وكالات الاستخبارات الاميركية يعتقد ان رؤية خامنئي الى الامور ليست مبنية على الواقع، فلماذا المراهنة على امكانية التوصل الى حل سياسي معه للازمة النووية؟»
واضاف ان «المشكلة هي انه مع مرور الوقت، صار يتبين اكثر فأكثر انه يصعب التوصل الى حل مع خامنئي، وانه الآمر الناهي في ايران، وان تصريحاته المتشددة ليست للاستهلاك الاعلامي بل تعكس تفكيره فعليا».
وتابع الخبير الاميركي ان «لحظة الاعلان انه لا يمكن التوصل الى تسوية مع النظام الايراني هي اللحظة التي يصبح الخيار الوحيد المتاح هو توجيه ضربة عسكرية للقضاء على البرنامج النووي الايراني».
اما ذلك، يختم الخبير، «او تصبح تصريحات قادتنا هنا في واشنطن هي غير المبنية على الواقع وتعطي مهل زمنية تتراوح بين اسبوع وسنة حول موعد انتاج طهران للسلاح النووي».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008