الأحد، 1 سبتمبر 2013

واشنطن تحمل الأسد شخصياً مسؤولية الهجوم بـ «الكيماوي» في «الغوطة»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

حتى يتمكن نظام الرئيس السوري بشار الاسد من تخصيص موارده لاستعادة حلب، كان لابد له من احكام السيطرة على 12 منطقة في دمشق وضواحيها يسيطر عليها الثوار اما كليا او جزئيا. ولطالما حاولت قوات النظام السيطرة على هذه الضواحي منذ شهور، ولكن من دون ان يكتب لها النجاح، لذا خططت لاستخدام اسلحة الدمار الشامل الكيماوية بهدف القضاء تماما على اي تمرد، وتثبيت سيطرتها على هذه المناطق بشكل قاطع ونهائي.
في هذا السياق وضع مسؤولان في البيت الابيض الهجوم بالاسلحة الكيماوية على هذه الضواحي يوم 21 اغسطس الماضي. المسؤولان اللذان تحدثا للصحافيين في جلسة مغلقة، كشفا ان الولايات المتحدة رصدت استعدادت قوات الأسد لشن الهجوم الكيماوي ابتداء من يوم 18 اغسطس، عن طريق «مخبرين، وصور فضائية، وتنصت هاتفي»، وتضمنت استعدادت قوات الأسد احاديث هاتفية بين المسؤولين السوريين «حول الاحتياطات اللازمة، بما في ذلك استخدام اقنعة واقية للغاز».
وقال احد المسؤولين انه «في منطقة الاستعدادت، لاحظنا ان العاملين في الاسلحة الكيماوية السورية كانوا يعملون في ضاحية عدرا منذ يوم الاحد 18 اغسطس وحتى الصباح الباكر من 21 منه، وهذه منطقة قريبة من حيث يمزج النظام اسلحته الكيماوية، بما فيها السارين»، ويضيف مشيرا الى خريطة زودها للصحافيين: «ما تظهره الخريطة هو مكان انطلاق الهجوم والمناطق المستهدفة».
وتظهر الخريطة التي قدمها مسؤولا الادارة الضواحي الاثنتي عشرة التي تعرضت للهجوم، منها سبع يسيطر عليها الثوار بشكل كلي وهي دوما وعربين وزملكا وحمورة وسقبا وجسرين وكفربطنا وخمس متنازع عليها هي المعضمية وداريا وجوبر وعين ترما والمليحة. ويقول المسؤول انه بعد ان استخدم النظام كل الاسلحة في ترسانته لاستعادة هذه المناطق، فشل في السيطرة عليها، وهو ما يحدد حافز الهجوم الكيماوي.
واوضح احد المسؤولين: «في الصباح الباكر يوم 21، زمن وقوع الهجوم، رصدت اقمارنا الاصطناعية الهجمات من مناطق يسيطر عليها النظام، وكان الهدف الضواحي المذكورة». وقال ان من بين المكالمات التي تنصتت عليها الاستخبارات الاميركية واحدة تظهر «مسؤولا رفيعا على علم بالهجوم يؤكد انه تم استخدام الاسلحة الكيماوية في 21 اغسطس، وكان قلقا من ان ينجح مفتشو الامم المتحدة في الحصول على دلائل»
وتابع: «بعد ظهر ذلك اليوم، لدينا معلومات استخباراتية ان العاملين في الاسلحة الكيماوية السورية تلقوا تعليمات بوقف عمليتهم».
وقال المسؤول ايضا انه «في الساعات الـ 24 التالية للهجوم، بلغت كمية القذائف المدفعية والصواريخ على تلك المناطق اربعة اضعاف ما اطلقته قوات النظام في الايام العشرة السابقة للهجوم، واستمر النظام على وتيرة القصف المتصاعد لعدة ايام بعد ذلك». مضيفا: «لو لم يكن لدى النظام ما يخفيه، لم يكن ليقصف بنسبة اربعة اضعاف لايام متتالية بدلا من ان يسمح لتحقيق ذات مصداقية حول ما حصل في تلك الضواحي».
وقال المسؤولان ان نظام الأسد «يعتبر الاسلحة الكيماوية جزءا من ترسانته العسكرية التي يستخدمها، وفي هذه الحالة يبدو انهم اختاروا ان يستخدمونها في مناطق مكتظة سكانيا، وكانت نتائجها كارثية». وقدر المسؤولان عدد الضحايا بـ 1429 قتيل، 426 منهم من الاطفال، ورجحا ان يرتفع العدد «بشكل تراجيدي» في الايام المقبلة.
احد المسؤولين حمل الرئيس بشار الاسد شخصيا مسؤولية الهجوم، ووصفه بانه «صاحب القرار»، ورفض الخوض في ما تعرفه الادارة عن تفاصيل «كيفية اصدار الاوامر اليومية» لدى نظام الأسد، لكنه قال: «استطيع الجزم بان البرنامج الكيماوي هو تحت سيطرة الأسد بشكل محكم».
وتحدث بشكل مفصل عن برنامج الاسلحة الكيماوية السورية، وقال انه «ليس جديدا، بل عمره عقود، وهو كبير جدا ومفصل، ويدار بطريقة محكمة، لذا نعتقد ان البرنامج تابع للقيادة بشكل محكم، ثم لدينا سابقتان ثابتتان في مايو ويونيو تشيران الى استخدام النظام اسلحة كيماوية على نطاق ضيق». واضاف ان «من يتم تكليفهم العمل في البرنامج يتم اختيارهم بعناية بعد بحث تمحيص في تاريخهم وولائهم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق