الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

طهران رفضت عرض واشنطن إجراء «لقاء عابر» بين روحاني وأوباما

| واشنطن - من حسين عبدالحسين - طهران - من أحمد أمين |

سجّلت الولايات المتحدة نصرا ديبلوماسيا شكليا بظهورها في مظهر الساعي الى حل ديبلوماسي في ملف ايران النووي، فيما بدت الاخيرة، بقيادة رئيسها المعتدل حسن روحاني، غير قابلة للحوار المباشر مع الولايات المتحدة، رغم الضجة الاعلامية الايجابية التي اثارها روحاني، والتي رافقت زيارته الى نيويورك ومشاركته في اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وبعد الرسائل العلنية الاميركية المتكررة الى الايرانيين، على مدى الاسبوع الماضي، قام مساعدو أوباما، اول من امس، بالاتصال شخصيا بمساعدي روحاني، وعرضوا فكرة «لقاء عابرا» بين الرئيسين في اروقة مبنى الامم المتحدة، لكن الايرانيين رفضوا ذلك، ما دفع احد كبار مسؤولي فريق أوباما الى المسارعة الى عقد جلسة مغلقة مع الصحافيين المرافقين للرئيس، روى فيها تفاصيل العرض الاميركي والرفض الايراني.
ويقول المسؤول الأميركي: «لم يسع أحد منا الى عقد لقاء ثنائي رسمي او مفاوضات من أي نوع (بين أوباما وروحاني)، فنحن لسنا على استعداد لمفاوضات نووية على مستوى رؤساء الدول، والمفاوضات يجب ان تتم على مستوى مجموعة دول خمس زائد واحد، وعلى مستوى وزراء الخارجية».
وكانت واشنطن اعلنت الاثنين، عن لقاء وزراء خارجية المجموعة الدولية مع الوزير الايراني جواد ظريف، اليوم، للتباحث في ملف ايران النووي، يلي ذلك لقاء ثنائي بين ظريف ونظيره الاميركي جون كيري للتباحث في «النووي» وامور اخرى من المتوقع ان تتصدرها سورية. 
«سنتابع الحوار من خلال القناة التي اعلن عنها الرئيس (اوباما) في خطابه (امام الجمعية العمومية)، على مستوى وزيري الخارجية،» حسب المسؤول الاميركي، الذي كشف ان «الاتصالات الاميركية - الايرانية لم تنقطع على مدى اليومين الماضيين، وانها اظهرت استعدادا لدى الطرفين من اجل لقاء رئاسي، الا ان الايرانيين عادوا الينا بالقول ان الموضوع معقد من جهتهم»، في ما يبدو بمثابة تلميح اميركي الى ان روحاني ليس صاحب الكلمة الفصل في المفاوضات مع العالم واميركا، وان تيارات متشددة داخل ايران تمنعه من اجراء اتصال على مستوى رئاسي.
وفي اجابة حول سؤال لما اجتمع روحاني مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورفض حتى مصافحة مع أوباما، قال المسؤول الاميركي: «اولا عليكم ان تسألوهم، وثانيا، اعتقد ان لدى الايرانيين ديناميكية داخلية عليهم مراعاتها، ويبدو واضحا ان من وجهة نظرهم، علاقة ايران مع الولايات المتحدة مختلفة عن علاقتها ببقية الدول الغربية».
وتابع المسؤول الاميركي انه يعتقد ان «جزءاً ما جعل موقف الولايات المتحدة قويا امام المجتمع الدولي ودفع المجموعة الدولية الى التماسك هو انفتاح الرئيس (أوباما) على فكرة الانخراط مع ايران، وهذا ما كررناه منذ بداية عهد هذه الادارة، وهو ما يؤكد اننا مستعدون لحل هذه المشكلة، وهذا ما اكدناه اليوم مع (فريق) الرئيس روحاني».
الا ان المسؤول الاميركي اعتبر ان رفع مستوى المفاوضات بين المجموعة الدولية وايران، وكذلك اللقاءات الاميركية - الايرانية الى مستوى وزير الخارجيتين، هو «انجاز بذاته»، وهو «قناة ستعمل الولايات المتحدة على التركيز عليها».
ومساء اول من امس، ادلى روحاني بخطابه الموعود امام الجمعية العمومية. ورغم تمايز الخطاب بنبرته الهادئة، وقول روحاني انه استمع الى خطاب أوباما الصباحي بعناية، الا ان المراقبين اعتبروا ان ما قاله روحاني «لم يتضمن اي فكرة جديدة»، وان الخطاب استعاد كل المحاور التي تتمسك بها ايران منذ سنوات، ان كان لناحية الحديث عن «حقها» في تخصيب اليورانيوم، او رفضها للتصريحات الاميركية حول امكان استخدام الخيار العسكري لمنعها من حيازة اسلحة نووية، او اصرارها على «الاحترام المتبادل» ورفض الاحادية الدولية والعمل العسكري، والتمسك بالتعددية.
ومما قاله روحاني ان «ايران لا تشكل خطرا على منطقة الشرق الاوسط، على عكس ما يصوره محبو الحروب من اصحاب المصالح داخل واشنطن».
وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية «سي ان ان»، اعلن الرئيس الايراني انه لم يجتمع بنظيره الاميركي باراك اوباما في نيويوك لان الوقت «لم يكن كافيا» لتحضير هذا اللقاء.
وقال روحاني (وكالات) ان «الولايات المتحدة اظهرت اهتماما لمثل هذا اللقاء (بينه وبين باراك اوباما) ومن حيث المبدأ يمكن ان يحصل في بعض الظروف». واضاف: «اعتقد انه لم يكن لدينا الوقت الكافي لتنسيق اللقاء فعلا».
واشار روحاني مع ذلك الى ان الجليد بدأ «ينكسر» بين واشنطن وطهران «لان المناخ تغير بسبب رغبة الشعب الايراني في اقامة علاقات جديدة».
ودان الرئيس الايراني في المقابلة، «الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود» على عكس ما كان يفعل سلفه محمود احمدي نجاد الذي نفى وجود المحرقة.
وردا على سؤال حول المحرقة اليهودية، قال روحاني: «كل جريمة ضد الانسانية بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود هي ذميمة ومدانة».
واضاف ان «قتل انسان امر حقير ومدان. ولا فرق عند اذا كان مسيحيا او يهوديا او مسلما» مضيفا «بالنسبة لنا، الامر نفسه».
واجتمع وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله للمرة الأولى بروحاني في أحد الفنادق في نيويورك، ووصف فيسترفيله محادثاته مع روحاني بـ«البناءة».
وفي القدس، ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطاب الرئيس الايراني امام الجمعية العامة للامم المتحدة معتبرا انه «مراوغ ومليء بالخبث».
وقال نتنياهو في بيان اصدره مكتبه ليل الثلاثاء - الاربعاء «كما كان متوقعا، كان خطاب روحاني مراوغا ومليئا بالخبث. فروحاني تحدث عن حقوق الانسان في وقت تشارك القوات الايرانية على نطاق واسع في قتل مدنيين ابرياء في سورية».
واتهم نتنياهو الرئيس الايراني بانه «دان الارهاب في حين ان النظام الايراني يلجأ الى الارهاب في عشرات الدول بالعالم».
كما انتقد تأكيد روحاني على موقف طهران بان برنامجها النووي «محض سلمي».
وفي طهران، أعلن وزير الدفاع العميد حسين دهقان، ازاحة الستار عن منظومتي صواريخ جو- أرض «قادر» و«نصر».
وقال دهقان قوله ان مؤسسة التصنيع الجوفضائية بوزارة الدفاع قامت بتصنيع المنظومتين «قادر» و«نصر»، «بعد ما حققت انجازاً لافتا من خلال تصميم وإنتاج صواريخ كروز البحرية المضادة للسفن».
وقال ان «صواريخ جو- أرض يتم تصنيعها للمرة الأولى محليا لتزويد المقاتلات الايرانية بها».
واستأثرت كلمة الرئيس روحاني امام الجمعية العامة للامم المتحدة، باهتمام واسع من قبل الاوساط العسكرية والدينية والسياسية الاصولية.
وقال رئيس تكتل الاصوليين في البرلمان، غلام علي حداد عادل «ان كلمة السيد روحاني كانت منطقية وتجلى فيها اقتدار ايران وعزتها».
اما رئيس اركان القوات المسلحة اللواء حسن فيروز آبادي، فاثنى على كلمة رئيس الجمهورية، مبينا «لقد سطعت مرة اخرى عقلانية رجال الدين الشيعة من خلال منطق وكلام السيد روحاني (...) لقد صدح بالمواقف الصريحة والثورية والحقة والراسخة للشعب الايراني».
الى ذلك، بعث روحاني برقية تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمناسبة اليوم الوطني السعودي.
وأفادت وكالة «مهر للأنباء»، امس، بأن «روحاني أعرب في هذه البرقية عن تهانيه للملك عبد الله والحكومة والشعب السعودي لمناسبة اليوم الوطني لبلادهم».
وأعرب روحاني عن أمله «في تنامي التعاون الأخوي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية في ظل الوحدة والوفاق والاستفادة من المشتركات الثقافية والتاريخية العميقة للشعبين». 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق