الخميس، 5 سبتمبر 2013

مسؤولون في الكونغرس لـ «الراي»: المصادقة على ضرب سورية متعذرة... الآن

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

علمت «الراي» من مسؤولين رفيعي المستوى في الكونغرس الاميركي ان «المصادقة على قانون يجيز استخدام القوة في سورية» متعذرة حتى الآن. وقالت المصادر انه «لو تم التصويت على القانون غداً في مجلس الشيوخ، لفشل في الحصول على أكثرية، وكذلك في مجلس النواب، حيث معارضة توجيه ضربة إلى (الرئيس بشار) الأسد أقوى».
وقالت المصادر إنها بالتنسيق مع رئيس موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدنو، الذي يعمل على حشد تأييد الكونغرس، تدرس خيارات أخرى يمكنها ان تقلب الصورة، منها ان يباشر الرئيس باراك أوباما، فور عودته اليوم من روسيا، حيث يشارك في قمة دول العشرين، في إقامة عدد من المهرجانات الخطابية في عموم البلاد من اجل حشد التأييد الشعبي.
أما الأفكار الأخرى فتتضمن بناء تحالف دولي واسع من خارج مجلس الأمن على غرار حرب 1991 من شأنه ان يقنع الأميركيين والكونغرس ان أميركا ليست وحدها في تطبيق القانون الدولي والأعراف التي تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية.
على صعيد آخر، أبدى مسؤولو استخبارات في الولايات المتحدة والشرق الاوسط مخاوفهم من لجوء دمشق الى استخدام اسلحة بيولوجية قد تكون طورتها في السنوات الماضية ردا على هجوم غربي محتمل ضدها.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين وشرق اوسطيين وخبراء قولهم ان برنامج الاسلحة البيولوجية السوري النائم منذ ثمانينات القرن الماضي يمتلك على الارجح العناصر الاساسية لصنع اسلحة، بما في ذلك مجموعة من انواع البكتيريا والفيروسات القاتلة، فضلا عن المعدات الحديثة اللازمة لتحويلها الى بودرة وغبار يمكن نشره في الهواء.
واشارت الصحيفة الى ان هذه القدرة الكامنة بدأت تقلق جيران سورية، خصوصا بعد الاتهامات لنظام الرئيس بشار الاسد باستخدام الاسلحة الكيماوية في ريف دمشق في 21 اغسطس الماضي.
وقال مسؤولو استخبارات في دولتين مجاورتين لسورية انهم تفحصوا امكانية استخدام الاسلحة البيولوجية من جانب سورية انتقاما لضربات عسكرية غربية ضدها. ورغم ان البرنامج الكيماوي يطغى على البيولوجي الا ان الاسلحة البيولوجية قد تثبت انها الافضل بالنسبة للنظام نظرا لسهولة نشرها وصعوبة تقفي اثارها.
وقال مسؤول شرق اوسطي بارز وافق على مناقشة معلومات استخباراتية شريطة عدم نشر اسمه: «نحن قلقون من السارين، لكنه لا يمثل شيئا اذا ما قورن بالاسلحة البيولوجية. نحن نعلم بوجود البرنامج، وآخرون في المنطقة يعلمون، وبالطبع الاميركيون يعلمون».
تاريخيا، قامت دول قليلة بصنع اسلحة بيولوجية منها الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وجميعها تخلت عن برامجها. وسورية من الدول القليلة التي تشتبه الاستخبارات الغربية بأنها واصلت بعض ابحاث الاسلحة البيولوجية.
وكانت سورية قد اعترفت بوجود اسلحة بيولوجية لديها حين قال الناطق باسم وزارة الخارجية في حينه جهاد مقدسي قبل ان يغادر البلاد لاحقا ان «سورية لن تستخدم الاسلحة الكيماوية والبيولوجية ابدا في الداخل» مضيفا ان الجيش السوري يتولى حماية «جميع مخزونات هذه الاسلحة».
ويعتقد عدد من الحكومات بما فيها الاميركية ان سورية طورت قدرات اسلحة بيولوجية بدائية الى جانب ترسانتها الضخمة من الاسلحة الكيماوية.
وخلص تقرير اعده مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الاميركي لمصلحة الكونغرس ان سورية «لديها برنامج مزمن للاسلحة البيولوجية»، مضيفا ان اجزاء من هذا البرنامج «تخطت مرحلة البحث والتطوير وقد تكون قادرة على انتاج كميات محدودة من العناصر البيولوجية».
وابدت استخبارات اخرى حذرا اكبر بقولها انه لا يوجد دليل قوي على ان سورية استطاعت الوصول الى تحويل عناصر بيولوجية بحيث يمكن استخدامها في صواريخ وقذائف. لكن مسؤولين استخباراتيين وخبراء مستقلين قالوا ان المعدات العسكرية القادرة على حمل اسلحة بيولوجية ليست ضرورية لشن هجوم بيولوجي على المدنيين.
وقال مايك روجرز وهو رئيس لجنة فرعية للاستخبارات في مجلس النواب الاميركي: «نعلم انهم (السوريون) بلغوا على الاقل مرحلة البحث والتطوير. وهذا يعني انهم ذهبوا بعيدا بما يكفي لامتلاك قدرات. لان المسافة ليست كبيرة بين الوصول الى اسلحة قادرة على نشر اسلحة بيولوجية وايجاد طريقة اخرى لنشر هذا السلاح».
وفي العام 2001 كشفت معلومات استخباراتية اميركية جرى نزع السرية عنها انه من «المرجح بشكل كبير» ان سورية تطور «قدرات بيولوجية هجومية». 
واشارت التقديرات الاميركية بصورة متكررة الى مركز الدراسات والبحوث العلمية في دمشق كمكان لتطوير هذه الاسلحة. ومعلوم ان هذا المركز هو مختبر يديره الجيش تم ربطه في السابق ببرنامج سري للاسلحة الكيماوية والنووية.
وفي العام 2008، اشار تقرير حول قدرات الاسلحة غير التقليدية لدى سورية اعده مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن ان سورية «لديها على الاغلب قدرة انتاج الجمرة الخبيثة (انثراكس) وبكتيريا تسبب تسمما تسمى بوتيوليزم اضافة الى عناصر بيولوجية اخرى».
وبغض النظر عن المعلومات حول الاسلحة البيولوجية السورية، فانه من المعروف ان دمشق اكتسبت قدرات في السنوات الاخيرة من خلال الاستثمار الحكومي الضخم في صناعات الادوية. والكثير من المعدات التي امتلكها الجيش السوري في السنوات الاخيرة تعتبر ذات استخدام مزدوج ويمكن استخدامها اما لانتاج السلاح او للابحاث المشروعة، وفق ما يقول المستشار في الاسلحة البيولوجية لدى حلف شمال الاطلسي جيل بيلامي فان الاست».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق