الجمعة، 17 يناير 2014

قانون «إيران خالية من السلاح النووي» يشعل مواجهة سياسية بين «اللوبيات» الأميركية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

اشعل القانون الرقم 1881 الذي يحمل اسم «من اجل ايران خالية من السلاح النووي للعام 2013» مواجهة شرسة بين اللوبي الاسرائيلي ونظيره الايراني داخل العاصمة الاميركية. 
«اصدقاء اسرائيل» تقودهم «اللجنة الاميركية - الاسرائيلية للعلاقات العامة» (آيباك)، التي حضت مجلس الشيوخ على تبني القانون. اما اصدقاء النظام الايراني فيتصدرهم «المجلس القومي الايراني - الاميركي»، الذي يحاول تصوير اي قانون جديد للعقوبات على انه دعوة مباشرة لمواجهة عسكرية مع ايران، ما اكسبه تأييد كبرى المنظمات اليسارية الاميركية، مثل «موف اون»، والتي نشأت على معارضة الحروب، وخصوصا في العراق وافغانستان.
اما الدول الشرق اوسطية المعنية الاخرى، مثل الدول العربية، فلم تسجل ديبلوماسيتها حضور يذكر، ولم تبرز اي مجموعات لوبي تتحرك باسمها او تقدم وجهة نظرها.
في المواجهة، استخدم اللوبيان الاسرائيلي والايراني كل الاسلحة المتاحة لهما: وجها رسائل الى المناصرين حضهم فيها على الاتصال بممثليهم من اعضاء مجلس الشيوخ للضغط عليهم. استقدما مؤيديهما من المشاهير، فنشر موقع آيباك رسالة من اليهودي - الاميركي الناجي من محرقة الحرب العالمية الثانية والفائز بجائزة نوبل للسلام العام 1986 ايلي ويزل جاء فيها: «اذا كان هناك درس واحد آمل ان يكون العالم قد تعلمه من الماضي، هو ان الانظمة التي تضرب جذورها بالعنف والدموية لا يمكن الوثوق بها، وكلمات وافعال قادة ايران لا تترك اي شك حول نواياهم».
واضاف ويزل: «اناجي الرئيس (باراك) اوباما والكونغرس ان يطلبا، كشرط لاستمرار المحادثات، التفكيك الكامل للبنية التحتية النووية الايرانية، وان يتبرأ النظام الايراني من اي دعوات للابادة الجماعية بحق اسرائيل».
اما اللوبي الايراني، فاعاد الى صدارة موقعه مقابلة كان اجراها مع المحامية الايرانية شيرين عبادي الفائزة بجائزة نوبل للسلام في 2009. وتحذر عبادي في مقابلتها من ان «اي حرب، او التهديد بشن هجوم على ايران، لأن من شأنه ان يكون مدمرا بحق حركات حقوق الانسان والديموقراطية» هناك.
بدوره، ارسل اللوبي الاسرائيلي رسالة الى محازبيه جاء فيها ان «الشعب الاميركي، بغالبيته الساحقة، يؤيد قانون ايران خالية من السلاح النووي للعام 2013»، وهو ما بدا واضحا في اقرار مجلس الممثلين في الكونغرس له بغالبية 400 من اصل 435 صوتا، وان انجاز القانون ينتظر فقط اقرار مجلس الشيوخ له.
وفي حال اقر الشيوخ القانون بغالبية 60 صوتا، يحرم ذلك أوباما المقدرة على استخدام حق النقض، «الفيتو»، بحقه.
وحاول اصدقاء اسرائيل شرح ماهية قانون العقوبات موضوع الاشكال، فجاء في الرسالة ان القانون «يمنح مساحة للمفاوضات كما طلبها الرئيس، ويسمح للرئيس بتعليق تطبيق اي عقوبات جديدة لمدة سنة فيما المفاوضات دائرة». 
اما في حال حاولت ايران مخالفة بنود اتفاقية جنيف الموقتة، والتي تم توقيعها في 24 نوفمبر الماضي، فيفرض القانون عقوبات جديدة على النظام الايراني تستهدف قطاعات اقتصادية ايرانية لم تطلها العقوبات السابقة مثل «بناء السفن، والمناجم، والبناء، والهندسة».
بدوره، جمع اللوبي الايراني توقيع 65 منظمة، الى جانب توقيعه، في رسالة وجهها الى مجلس الشيوخ، وجاء فيها ان اتفاقية جنيف تنص على «امتناع فرض عقوبات جديدة متعلقة بشؤون نووية» بحق ايران، وانه «على رغم وجود آلية في القانون 1881 تؤجل تطبيق اي عقوبات جديدة الى ما بعد سنة من الآن، الا ان مسؤولين اميركيين وايرانيين حذروا من ان عقوبات جديدة في الكونغرس من شأنها ان تقتل الاتفاقية» الموقتة.
وأضافت رسالة «المجلس القومي الايراني - الاميركي» بالقول ان القانون «يضع عقبات لايمكن تجاوزها من اجل التوصل الى اتفاق مع ايران عن طريق الاصرار على التفكيك بالكامل لكل البنية التحتية النووية، بما في ذلك منشآت التخصيب واعادة التكرير». وتابعت: «هذا الطلب هو بمثابة حبة سم للمفاوضات، وغير ضروري لمنع ايران نووية».
واضاف المجلس ان عرقلة الجهود الديبلوماسية، وفرض عقوبات جديدة، من شأنها ان «تضعنا على طريق الحرب». وختم المجلس، الذي يترأسه ايراني يحمل الجنسية السويدية ويقيم في واشنطن، ان «الشعب الاميركي جعل من الواضح انه لا يريد حربا اخرى في الشرق الاوسط، ويدعم بقوة السبل الديبلوماسية حتى خواتيمها، وستكون قمة اللامسؤولية عرقلة الديبلوملسية قبل اعطائها الفرصة حتى تثمر».
وفي وقت تستمر المواجهة بين اللوبيين، المتكافئين بالقوة بسبب مساندة اليسار الاميركي للوبي الايراني، يقترب مجلس الشيوخ من اقرار القانون الذي صار يحوز غالبية 59 صوتا، في وقت تقول اوساط زعيم الغالبية الديموقراطية في المجلس هاري ريد انه سيؤجل مناقشة القانون واقراره على الاقل حتى مابعد «خطاب حال الاتحاد السنوي»، الذي يدلي به أوباما امام الكونغرس، والمقرر في 28 من الشهر الجاري.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق