الأربعاء، 26 مارس 2014

هوف مهاجماً مواقف فورد: المعارضة ليست المسؤولة عن صمود الأسد

| واشنطن - «الراي» |

هاجم الديبلوماسي الاميركي المتقاعد فرد هوف زميله سفير اميركا السابق في سورية روبرت فورد، الذي خرج الى التقاعد قبل اسابيع، على خلفية تصريحات الاخير التي حمّل فيها المعارضة السورية مسؤولية صمود بشار الاسد. وقال هوف، الذي عمل الى جانب فورد على ملف سورية على اثر اندلاع الثورة فيها في مارس 2011، ان فورد وضع عملية التسليح التي تقوم بها روسيا وايران في المرتبة الثانية خلف صمود النظام السوري، بعد فشل المعارضة في مد يدها الى العلويين من طائفة بشار الاسد والاقليات الاخرى. اما السبب الثالث، حسب فورد، فهو تماسك نظام الاسد.

وكتب هوف في مطالعة على موقع «مركز رفيق الحريري» حيث يعمل باحثا ان «هذا استنتاج مثير للاهتمام»، مضيفا ان «الدعم العسكري من طهران وموسكو هو عامل ثانوي في صمود الاسد، فيما اداء الغرب لا يتم التطرق اليه ابدا. هكذا تصبح الضحية مسؤولة عن كونها ضحية».

وقال هوف انه، انصافا لفورد، لا بد من القول ان السفير السابق مازال موظفا لدى الحكومة، ومازال مجبرا على الالتزام بنقاط الكلام المحددة بموجب سياسة الادارة نحو سورية، وهو ما يفسر ان «عنصرا اساسيا في شرح الهوة بين موقف الولايات المتحدة الرسمي وتقاعسها حول سورية مبني على توجيه اللوم الى المعارضة باعتبارها مسؤولة عن صمود الاسد».

واضاف هوف متسائلا: «هل صحيح ان فشل المعارضة في شرح اجندتها للمجموعات الداعمة للنظام هو سبب صمود الاسد»، ليجيب: «كلا»، ويتابع: «لنترك جانبا مسألة ان المعارضة تحدثت بفصاحة حول رؤيتها تجاه سورية حيث تتقدم المواطنية على الانتماءات السياسية وحيث تتم حماية الطوائف جميعها، وهو ما عبّر عنه برهان غليون في اول مؤتمر لاصدقاء سورية في تونس وقدمته المعارضة في وثائقها في القاهرة في صيف 2012». ومما كتبه هوف ان التزام المعارضة السورية بهذه البنود هو ما جعل الولايات المتحدة وغالبية دول العالم تعترف بها ممثلا شرعيا للشعب السوري في الجمعية العامة للامم المتحدة في ديسمبر 2012، وان «الاداء الممتاز» للمعارضة في مؤتمر «جنيف - 2» أكد التزامها بسورية «محترمة وليبرالية ومتمدنة».

ثم تساءل هوف: «لو نجحت المعارضة في ايصال صوتها واجندتها، هل كان الاسد ليسقط»، واجاب: «لا، نحن لسنا امام مشكلة في التواصل».

وتساءل ايضا: «هل تعتقد الادارة حقا ان مشكلة بقاء الاسد كان ممكن تجاوزها - مع الاخذ بعين الاعتبار الدعم العسكري الايراني والروسي ايضا - عن طريق النجاح في شرح المعارضة لاجندتها السياسية؟».

وتابع الديبلوماسي الاميركي السابق انه صحيح ان في سياسة الادارة نحو سورية مشاكل على صعد عديدة، ولكن ذكاء ومعرفة المسؤولين الاميركيين يختلف، فالمسؤولون يعلمون ان مشكلة التواصل ليست في المراتب الاولى في اسباب صمود الاسد. لكن هؤلاء المسؤولين، حسب هوف، يرددون هذه المقولة لانها اساسية في سياسة الرئيس باراك أوباما نحو سورية، وهي سياسة مبنية على شعار «حرب الآخرين الاهلية»، وهي عبارة وردت في خطاب أوباما الى الامة اثناء محاولته اقناع الاميركيين بجدوى توجيه ضربة عسكرية لقوات الاسد على اثر الهجوم الكيماوي الذي قامت به ضد مدنيين في ضواحي دمشق في اغسطس.

وكتب هوف، بمرارة، ان مقولة فورد وشعار أوباما هي اعذار لوقوف اميركا جانبا والتفرج على المأساة السورية، وكتابة شيكات للمساعدات الانسانية، والتحول الى شهود على اكبر عار على الانسانية في القرن الواحد والعشرين.

وقال ان «وضع اللوم على الضحايا، والمساواة بين الطرفين، وزعم ان التدخل العسكري سيؤزم الامور اكثر، والتمسك بمبدأ اما التدخل في كل مكان او لا مكان، واستخدام كارثة العراق ككارثة تنطبق على جميع المقاسات والظروف. كل هذه اعذار تساهم في ترجمة شعار (لا لارتكاب مجازر) بعد الآن الى ربما لمرة واحدة فقط».

وختم هوف ان الحل في سورية ممكن، ولكنه يتطلب قيام أوباما بما لا يرغب القيام به، وهو ما يجعل من توجيه اللوم الى المعارضة بديلا مفيدا، ولكنه بديل لا يليق بدولة عظمى كالولايات المتحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق