الخميس، 9 أكتوبر 2014

هل ردّت إيران على تفجير بارشين عبر «حزب الله» ؟

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أكدت مصادر ديبلوماسية اوروبية رفيعة المستوى في العاصمة الاميركية ان معلومات بلغتها تشير الى ان «التفجير الكبير الذي طال موقع (بارشين) العسكري القريب من طهران، والذي راح ضحيته ايرانيان، لم يكن حادثا، بل كان هجوما مدبرا قامت به دولة اجنبية، الأمر الذي دفع طهران الى اصدار تعليماتها لحزب الله اللبناني باستهداف دورية اسرائيلية في منطقة مزارع شبعا الجنوبية، ما أدى الى جرح عسكريين اسرائيليين».

وموقع «بارشين» العسكري مثير للجدل، اذ تعتقد اجهزة الاستخبارات الغربية ان ايران حاولت داخله باجراء اختبارات لتحميل صواريخها الباليستية رؤوسا نووية.

ورغم الاسئلة المتكررة لوكالة الطاقة الذرية لايران حول الاعمال في الموقع، والتي تظهر صور الاقمار الاصطناعية عمليات ردم واخفاء أدلة، مازالت طهران تمتنع عن الاجابة شفهيا او كتابيا. كذلك، على رغم مطالبات الوكالة والمجتمع الدولي لايران بالسماح لمفتشين دوليين دخول الموقع، رفضت ايران ذلك مرارا منذ العام 2005.

وكانت التقارير المتواترة من طهران اشارت الى وقوع «تفجير كبير» في ضواحي طهران، قبيل منتصف ليل الاحد، ادى الى تحطيم زجاج النوافذ على بعد 15 كيلومترا، رافقه بريق برتقالي شاهده كثير من الايرانيين. وأكدت السلطات الايرانية مقتل اثنين، رغم تكتمها على طبيعة التفجير او مكانه.

وفي وقت لاحق، عجّت مواقع المعارضة الايرانية بادعاءات تفيد ان التفجير وقع فعليا داخل او قرب موقع «بارشين» العسكري.

وتؤكد المصادر الاوروبية ان «التفجير قد يكون احبط احدث التجارب الايرانية لتسليح صواريخها برؤوس غير تقليدية». واضافت المصادر ان لا علم لديها «ان كان احد الضحايا الايرانيين هو عالم نووي حسبما تناقلت بعض وسائل الاعلام».

وفي ما يبدو رد ايران على التفحير، تتابع المصادر، «قام حزب الله بتفجير عبوة استهدفت دورية اسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية، وهو بمثابة تحذير للاسرائيليين بأن العودة الى العمليات السرية ضد اهداف نووية ايرانية وعلماء سيكون ثمنه حربا شاملة مع حزب الله».

ويأتي التصعيد على خلفية الملف النووي الايراني في وقت تشير التوقعات الى تعثر في المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة دول «5 + 1» وانسداد أفق التوصل الى تسوية.

ويقول المتابعون لمجرى المفاوضات ان أكثر المتساهلين مع ايران من الوفود المفاوضة هم الاميركيون، وانه بعدما اصرت ايران على الابقاء على 19000 من الطرود المركزية التي تستخدمها لتخصيب اليورانيوم، اقترح الاميركيون ابقاء هذه الطرود في مكانها ولكن مع قطع الوصل بينها ما يمنع تشغيلها.

والموقف الاميركي المتساهل غالبا ما يتسبب بغضب اسرائيلي وتوتر في العلاقة بين البلدين الحليفين، الا انه هذه المرة، لجأ الاسرائيليون الى حلفاء آخرين، وفي صدارتها روسيا والصين وفرنسا، وتحولت هذه الدول الى رأس الحربة في معارضة استمرار النشاط النووي الايراني بوتيرته الحالية.

وكان متابعون للقاء بين الرئيس باراك أوباما ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، الاسبوع الماضي، نقلوا عن الاسرائيليين قولهم ان «لا خطة» لدى أوباما لما يحصل بعد تاريخ 24 نوفمبر، وهو الموعد النهائي للتوصل الى اتفاقية نووية بين ايران والمجتمع الدولي تؤدي الى رفع العقوبات عن الأخيرة.

وتختم المصادر القول: حتى طهران يبدو انها صارت على يقين من فشل المفاوضات، وهو ما دفع مسؤوليها الى محاولة اقناع مسؤولي العالم والامم المتحدة بضرورة رفع العقوبات عنها حتى من دون التوصل الى اتفاقية. «لكن في غياب اتفاقية، قد لا تجد الاطراف المعنية بديلا عن التصعيد».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق