الخميس، 13 نوفمبر 2014

أوباما يأمر بتعديل سياسته في سورية لتتضمّن الإطاحة بالأسد

واشنطن - من حسين عبدالحسين

وفقا لما أوردته «الراي» في عددها أول من أمس، حول التغيير الذي طرأ في الموقف الأميركي من الرئيس السوري بشار الأسد، وتوافق الرئيس باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة خروج الأسد من الحكم قريبا كشرط لنجاح الحرب ضد المجموعات الإسلامية المتطرفة، نقلت محطة «سي ان ان» عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض قولهم ان أوباما أمر فريقه بإجراء مراجعة شاملة للسياسة الأميركية في سورية، وتقديم بدائل تتمحور حول تقديم «الحل السياسي»، أي خروج الأسد وبقاء نظامه ومؤسسات الدولة، على «الحرب على الإرهاب».

وقالت المحطة ان فريق الأمن القومي أجرى أربع جلسات على مدى الأسبوع الماضي على مستوى «رؤساء الوكالات»، أي بمشاركة المسؤولين على مستوى وزراء مثل وزيري الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل، ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي ومدراء وكالات الاستخبارات ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس ومساعديها.

ومن المتوقع ان يعقد الفريق المذكور لقاءين أو أكثر في الأيام القليلة المقبلة، يترأس أحدهما أوباما حيث يتم «تقديم البدائل» له عن السياسة الحالية، التي يبدو ان الإدارة الأميركية صارت تجمع على فشلها في الحاق ضرر يذكر بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وحسب المحطة، فان كيري يبدي معارضته للسياسة الحالية منذ زمن، ويعتقد ان لا حل لـ «داعش» مع بقاء الأسد. كذلك، ذكرت المحطة ان هيغل وجه مذكرة ذات لهجة قاسية الى رايس و«مجلس الأمن القومي» حول مكامن الخلل في السياسة الحالية.

وكما أوردت «الراي» قبل أيام، فان سقوط مدينة نوى، ثاني أكبر مدن محافظة درعا الجنوبية، وعدد من القرى في أيدي الثوار السوريين، وخصوصاً «جبهة النصرة» التي تضعها واشنطن على لائحتها للتنظيمات الإرهابية، في وقت انتزعت «النصرة» مساحات واسعة من «الجيش السوري الحر» في محافظة ادلب الشمالية الغربية، جعل المسؤولين الأميركيين يدركون ان المعارضة المعتدلة التي يعولون عليها «يتم طحنها» بين قوات الأسد من جهة، والثوار الذين تصنفهم أميركا إرهابيين من جهة ثانية.

ويعتقد المسؤولون انه على المنوال الحالي، سيجد التحالف الدولي نفسه امام سورية يسيطر عليها «داعش» و«النصرة» من جهة، وإيران و«حزب الله» من جهة ثانية، ويخرج اللاعبان اللذان كانت تعول عليهما أميركا وروسيا – أي المعارضة المعتدلة والنظام من دون الأسد – من المواجهة في سورية وتالياً من أي حل مستقبلي.

وتقول «سي ان ان» أن أوباما وفريقه توصلا الى نتيجة، مفادها انه لا يمكن القضاء على داعش بسياسة «العراق أولا»، وانه لا بد من رسم خطة ديبلوماسية وعسكرية متكاملة تشمل العراق وسورية في الوقت نفسه، وكما تم التوصل الى حلول سياسية عراقية قبل انطلاق الحرب على «داعش»، يجب ترتيب الوضع السياسي داخل سورية واختيار الافرقاء السوريين، من المعارضة والنظام، ممن يمكنهم مواكبة الحرب الدولية ضد الإرهاب والإفادة من نتائجها.

وكانت تقارير حول لقاءات أوباما وبوتين في بكين، على هامش مشاركتهما في اعمال «قمة دول آسيا والمحيط الهادئ»، اشارت الى ان الزعيمان اتفقا على أن بقاء الأسد أصبح عقبة، لا للحل السياسي في سورية فحسب، بل للحل السياسي المطلوب لنجاح الحرب على «داعش» و«النصرة».

ويقول المسؤولون الاميركيون انه لا يمكنهم التكهن بالموقف الروسي بشكل دقيق، اذ لطالما أبدى الروس استعدادهم في السر للتخلي عن الأسد في مقابل الحفاظ على نظامه وإلحاق الهزيمة بالإرهاب، لكنهم في الوقت نفسه استمروا في تأييده علناً وفي تزويده بالأسلحة والأموال.

إذا، السياسة الأميركية تجاه الأسد تنحو في اتجاه التخلي عنه تماما وضرورة ازاحته كشرط لأي مجهود في سورية، ويبدو ان واشنطن «جست نبض» موسكو لترى ان كان يمكن لها بناء تحالف دولي - عربي سياسي وديبلوماسي وعسكري لقيادة خروج الأسد والاشراف على تشكيل حكومة انتقالية جامعة. اما طهران، فيبدو انها الوحيدة التي مازالت متمسكة بالرئيس السوري.

«ربما تريد إيران ان تظهر انها صاحبة الكلمة الأخيرة في سورية»، يقول مسؤولون في الكونغرس معنيون في السياسة الخارجية في جلسات مغلقة. «أو ربما أيقن رئيسنا (أوباما) ان لا اتفاقية نووية مع إيران، وان عليه ان يتكيف مع الحياة بعد فشل المفاوضات، وان يبني سياسة شرق أوسطية بعيداً عن أوهام شراكة مع الإيرانيين تؤدي الى خروج الأسد والقضاء على داعش».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق