الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

الجمهوريون والديموقراطيون يشنّون هجوماً ضد التوصل إلى اتفاقية دولية دائمة مع طهران

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

مع اقتراب مفاعيل اتفاقية جنيف الموقتة مع إيران من الانتهاء الاثنين المقبل، شن الحزبان الأميركيان الجمهوري والديموقراطي، عبر الكونغرس ومراكز الأبحاث، حملة مكثفة ضد التوصل الى اتفاقية دولية دائمة مع طهران لا تؤدي الى تفكيك البرنامج النووي الايراني بالكامل، وحملوا الرئيس باراك أوباما وادارته مسؤولية الانخراط في مفاوضات من دون استشارة الكونغرس، محذرين من إمكان التوصل الى اتفاقية لا تمثل توقعات الاميركيين.

«نحن نتعامل مع الشيطان والوقت ينفذ منا»، قال رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الإرهاب الجمهوري تيد بو، في جلسة استماع خصصها لإيران، مضيفا انه «لا يمكن التوصل الى اتفاقية مع الإيرانيين من خلال محادثات خلف أبواب موصدة وبعيدا عن الرأي العام ومراقبة» الكونغرس. وتابع بو ان «عواقب وخيمة ستنتج عن هذه المفاوضات» وان الشعب الأميركي يتوقع ممثليه ان يكونوا على اطلاع على تطوراتها.

وأضاف: «يتوجب ان يوافق الكونغرس او لا يوافق على أي اتفاقية محتملة مع إيران»، مقدما ما اسماه «شكل الاتفاقية التي قد تكون مقبولة» والتي يجب ان يتصدرها «تفكيك إيران لبينتها النووية غير الشرعية»، وكشفها عن كل «نشاطاتها النووية السابقة بما في ذلك البعد العسكري المحتمل». وقال بو ان «سلطة التفتيش يجب ان تكون أكبر من تلك التي تمتع بها وكالة الطاقة الذرية الدولية حاليا»، وعلى المجتمع الدولي ان ينتدب «فريق تفتيش دائم في إيران يكون مسموحا له الذهاب الى حيث يشاء، ليرى أي شيء يشاء، في أي وقت يشاء».

واعتبر رئيس اللجنة ان الاتفاقية مع إيران يجب ان تغطي موضوع صواريخها الباليستية، فهذه الصواريخ هي التي تستخدم في الأسلحة النووية، مضيفا ان أي اتفاقية مع إيران يجب ان تؤدي «لا الى تجميد برنامج إيران النووي، بل الى تفكيكه»، وقال ان «عدم التوصل الى ذلك هو ليس اتفاقية سيئة، بل اتفاقية خطيرة».

ثم تحدث كبير الأعضاء الديموقراطيين في اللجنة براد شيرمان، وهو أحد عرابي مشروع قانون فرض عقوبات مالية على «حزب الله» اللبناني، الا ان مشروعه يصطدم منذ فترة برفض البيت الأبيض، وقال شيرمان متوجها لـ بو: «أوافق معك ان أي رفع للعقوبات على إيران يجب ان تتم المصادقة عليه في الكونغرس»، مضيفا انه يتمنى ان يعلم الإيرانيون ان أي رفع للعقوبات يقدمه هذا الرئيس لا يمكنه ان يستمر مستقبلا، اي بعد خروج أوباما من الحكم في يناير 2017.

وتظهر تصريحات شيرمان مدى الفجوة التي صارت تفصل بين أوباما وأعضاء حزبه في الكونغرس الذين صاروا يطالبون رئيسهم علنا بعدم القيام بأي خطوات منفردة تجاه الإيرانيين من دون علم وموافقة الكونغرس.

وتابع شيرمان ان رفع العقوبات يجب ان يكون بناء على «كل حالة على حدة»، بالترافق مع تجاوب طهران، والا يكون «رفعا شاملا». وقال شيرمان انه لا يعتقد ان الإيرانيين جاؤوا الى طاولة المفاوضات بسبب العقوبات، بل هم جاؤوا «للقيام برقصة كابوكي»، وهي رقصة مسرحية يابانية نسبة الى اليابانيين الذين تلكأوا في التوصل الى معاهدة سلام مع الاميركيين في الستينات بعد أكثر من عقد على انتهاء الحرب العالمية الثانية.

بعد شيرمان تحدث عضو الكونغرس الجمهوري جو ويلسون، وقال انه سعيد لرؤية «توافق غير مألوف عادة» بين الجمهوريين والديموقراطيين في اللجنة حول الموضوع الإيراني. واقتبس ويلسون من تصريح للسناتور الجمهوري ليندسي غراهام قال فيه ان «على هذه الإدارة ان تعي ان النظام الإيراني مهتم بإضعاف أميركا واخراجنا من الشرق الأوسط أكثر من التعاون معنا...وحتى ندرك هذا الواقع ونقدم سياسة تواجه النفوذ الخبيث للنظام الإيراني، سنستمر بالتسبب في الأذى لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة».

بدوره، حمل العضو الجمهوري آدم كيزينغر إيران مسؤولية مقتل نصف الجنود الاميركيين في العراق بتزويدها عبوات ناسفة للمقاتلين العراقيين. وكيزينغر هو عقيد طيار وسبق ان خدم في العراق وأفغانستان.

ومع ان أوساط الإدارة لم تستبعد إمكان تمديد ثان للمفاوضات، في الغالب لمدة شهرين تنتهي في 24 يناير، الا ان التكلفة السياسية للرئيس باراك أوباما - خصوصا امام الكونغرس الذي ينقلب جمهوريا في الكامل مع بدء يناير- ستصبح كبيرة جدا لأي تمديد او الفشل في التوصل الى اتفاق مقنع للكونغرس بحزبيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق