الاثنين، 15 ديسمبر 2014

مساعي التسوية مع النظام السوري بلا رأسه على طاولة كيري ولافروف في روما اليوم

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

يتصدر الملفان السوري والفلسطيني نشاط الديبلوماسية الأميركية المكثفة في أوروبا اليوم، حيث يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف، فيما يعقد وفدا أميركا وإيران الى المفاوضات النووية لقاء ثنائياً، هو الأول من نوعه في جنيف، حيث من المتوقع ان يتركز الحديث فيه حول شؤون الشرق الأوسط، خصوصا سورية.

في روما، من المتوقع ان يقدم لافروف لكيري حصيلة لقاءات نائبه ميخائيل بوغدانوف مع الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه، على مدى الأسابيع الماضية، من أجل عقد مؤتمر في موسكو يكون بمثابة «جنيف 3»، للتوصل الى حل للأزمة السورية، يكون مبنياً على مقررات «جنيف 1»، وهي مقررات خرجت بتوافق أميركي- روسي.

وتعتقد موسكو، حسب المصادر الأميركية، ان الأسد أصبح شديد الاعتماد على إيران ما يقوض استقلالية قراره، وان استمرار الحرب التي يخوضها ضد معارضيه من شأنها ان تزيد صلابة المجموعات التي تصنفها روسيا إرهابية، مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة». لذا، تسعى موسكو الى التوصل الى وقف سريع للحرب السورية حتى يتسنى للأطراف المتحاربة الدخول في تسوية وانشاء جبهة موحدة ضد المجموعات الإسلامية المتطرفة. اما أساس التسوية الروسية، فتقضي بخروج الأسد وبقاء نظامه، او أي صيغة شبيهة ترضي الطرفين.

واشنطن، بدورها، توافق على السيناريو الروسي، وتكرر انها لن تتراجع عن مطالبتها برحيل الأسد كجزء من أي حل.

في الموضوع الفلسطيني، من المتوقع ان يبحث كيري ولافروف في النشاط الفلسطيني الساعي لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتقول المصادر الأميركية ان كيري يحاول حث الروس على اقناع الفلسطينيين بعدم جدوى هذه الخطوة، وعلى ضرورة العودة الى المفاوضات غير المشروطة.

اليوم، أيضا، ينعقد في جنيف لقاء ثنائي هو الأول من نوعه بين وفدي المفاوضات النووية، الأميركي برئاسة وكيلة وزير الخارجية ويندي شيرمان والإيراني برئاسة نظيرها عباس عرقجي. وكانت اللقاءات الماضية من هذا النوع حصلت بمشاركة ممثلين عن الاتحاد الأوروبي.

وكان لافتا غياب أسماء أعضاء الفريق الأميركي من المكلفين شؤون حظر انتشار الأسلحة النووية والمسؤولين في وزارة الخارجية عن العقوبات. وكان لافتا أيضا مشاركة عضو «مجلس الأمن القومي» لشؤون العراق وإيران وسورية روب مالي في اللقاء. ومالي كان من المقربين من الأسد وسبق ان التقاه مرارا في دمشق قبل العام 2011. كما لعب مالي دور رأس الحربة في سياسة «الانخراط مع سورية» التي تبنتها إدارة أوباما بين الأعوام 2009 و2011.

وحضور مالي اللقاء الأميركي- الإيراني يشي بأن اللقاء النووي بين الوفدين لن يكون نووياً في غالبه، بل سيتمحور حول شؤون الشرق الأوسط عموما، وخصوصا في العراق وسورية.

ويتوقع المتابعون ان يسعى مالي الى إقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم الى درجات صناعية، وحصره بشقه البحثي، في مقابل «تعاون بين البلدين في شؤون المنطقة الأخرى، وخصوصا في الحرب على داعش».

كذلك، يتوقع متابعون ان يطلب الأميركيون من الإيرانيين ان يتخلوا عن الأسد وان يختاروا أي بديل له من نظامه حتى تتيسر المبادرة الروسية وحتى ينعقد مؤتمر موسكو، ربما بمشاركة إيرانية هذه المرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق