السبت، 6 ديسمبر 2014

دراسة للبنتاغون تبرئ الكويت من التمويل: «داعش» يمول نفسه... بنفسه

واشنطن - من حسين عبدالحسين

في دراسة أظهرت التضارب المهول الذي تتخبط به الوزارات المختلفة لإدارة الرئيس باراك أوباما، وكذلك مراكز الأبحاث في واشنطن، نقل الباحث في «معهد بروكينغز» تشارلز ليستر عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ان «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) «يمول نفسه بشكل ذاتي منذ العام 2005 على الأقل»، (حين كان يحمل اسم القاعدة في العراق) وأن «التمويل الخارجي للقاعدة في العراق، ومجلس شورى المجاهدين، والدولة الإسلامية في العراق لم يتجاوز الخمسة في المئة من مداخيل هذه التنظيمات»، التي تصنفها واشنطن إرهابية.

وموقف وزارة الدفاع يتناقض بشكل صريح مع موقف وزارة الخزانة، التي دأب مسؤولوها على توجيه أصابع الاتهام لأفراد في دول الخليج، وخصوصاً الكويت وقطر، بتمويل تنظيمات إرهابية مقاتلة في سورية. حتى ان «معهد بروكينغز» نفسه كان أول من نشر، في دراسة مماثلة في ديسمبر الماضي، تسريبات على لسان مسؤولين كبار في وزارة الخزانة نقلت عنهم الباحثة اليزابيث ديكنسون ان «بعض جامعي التبرعات ممن يعملون في بيئات أكثر تسامحاً - خصوصاً في الكويت وقطر - يطلبون تبرعات لتمويل متمردين متطرفين، لا لتلبية حاجات إنسانية».

وفي مارس، قال نائب وزير الخزانة ديفيد كوهين، في خطاب، ان «متلقي الأموال (الخليجية) هم في الغالب مجموعات إرهابية، بما في ذلك فرع القاعدة في سورية، جبهة النصرة، وداعش، المجموعة التي كان اسمها سابقاً القاعدة في العراق». وتابع كوهين ان الأموال الخليجية تمثل «تحدياً جدياً» في سورية، مضيفاً: «بعيداً عن دورها المزعزع للاستقرار في الصراع الدائر هناك، هذه المجموعات الحسنة التمويل والتجهيز قد تدير اهتمامها لشن هجمات خارج سورية، خصوصاً عندما يعود من تم قلبهم الى راديكاليين وتم تدريبهم حديثاً من المجندين الأجانب الى بلدانهم الام».

لكن معهد «بروكينغز» اليوم يناقض نفسه، وربما يعكس تناقضاً داخل الاجنحة المختلفة لإدارة أوباما، وكتب ليستر ان «احد ابعاد التركيبة الداخلية وآلية صناعة السياسة، التي ثبت انها حاسمة في تمكين داعش من التمدد، هي توليده المدخول». وأضاف ليستر انه لطالما كان «داعش يمول نفسه ذاتياً بشكل شبه كامل من العام 2005، وفقا لقاعدة بيانات وزارة الدفاع».

وتابع: «بعد ان تسلم زعامة الدولة الإسلامية في العراق في العام 2010، أنشأ (أبو بكر) البغدادي مجلس قيادة التمويل، وثبت دور الموصل كمصدر رئيسي للتمويل». واوضح ليستر أنه مع حلول العام 2014 «كانت شبكة ابتزاز معقدة تدر (على داعش) 12 مليون دولار شهرياً».

ويعتقد ليستر انه على الرغم من ان أموال الابتزاز يمكن الركون اليها أكثر من المداخيل الأخرى، الا انها بمثابة الخردة مقارنة بعائدات النفط لـ «داعش»، فالتنظيم يستولي على نفط عراقي منذ العام 2010 ويبيعه في السوق السوداء وعبر محطات بنزين يسيطر عليها شمال العراق.

واوضح ليستر انه مع أواخر أغسطس الماضي: «قدر المحللون ان التنظيم كان يبيع 70 ألف برميل يومياً من سورية والعراق في السوق المحلية، ولزبائن في الخارج في العراق ولبنان وتركيا وكردستان».

واحتسب ليستر مدخول «داعش» من النفط وحده، فيقول انه يتراوح بين مليون الى ثلاثة ملايين يومياً، او بين 365 مليونا ومليار ومئة مليون دولار سنوياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق