الخميس، 26 فبراير 2015

إيران تنفق 35 ملياراً سنوياً على الأسد

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

درجت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأيام الأخيرة على ترداد مقولة انها موافقة تماما على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ولكن «السؤال هو كيف؟». وجاءت التساؤلات الأميركية في وقت تقاطر مسؤولو الأمم المتحدة الى العاصمة الأميركية للتباحث في الموضوع السوري العالق.

وقال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم انهم سمعوا من نظرائهم في الأمم المتحدة ان تقديرات المنظمة الأممية تشير الى ان إيران تنفق 35 مليار دولار سنويا على إبقاء الأسد في منصبه، ويتضمن المبلغ المذكور تكاليف الاعمال الحربية، والسلاح والذخيرة، ومرتبات الميليشيات المختلفة الموالية لطهران والتي تقاتل في صف الأسد.

كذلك، يتضمن المبلغ المذكور أموالا قدمتها الجمهورية الإسلامية لنظام الأسد لتمويل الاعمال الأساسية للنظام، العسكرية والمدنية. لذا، يعتقد مسؤولو الأمم المتحدة انه قد تلوح في الأفق فرصة لحمل الأسد، وإيران من خلفه، على وقف العمليات القتالية نظرا للإنهاك المالي والقتالي الذي أصاب هذا الفريق.

وتابع المسؤولون الأمميون ان التصريحات الواردة من طهران تشير الى ان تكاليف الدفاع عن الأسد ساهمت في المزيد من التأزيم للاقتصاد الإيراني، حيث ردد بعض المسؤولين الإيرانيين تصريحات مفادها ان الخزينة المركزية أصبحت خاوية لدرجة ان بعض موظفي الوزارات الإيرانية توقفوا عن تقاضي رواتبهم.

وكان عدد من المسؤولين السوريين، يتصدرهم رئيس الحكومة وائل الحلقي، زاروا طهران وموسكو لطلب المزيد من المعونة المالية لتسيير شؤون الدولة. وفي إيران، واجه الحلقي، حسب التقارير الواردة الى العاصمة الأميركية، آذانا صماء دفعته الى طلب مقابلة المرشد الأعلى علي خامنئي. وكما في طهران، كذلك في موسكو، واجه المسؤولون السوريون مشاكل في طلب المعونة، فحكومة فلاديمير بوتين نفسها تعاني من ازمة مالية حادة أدت الى هبوط قيمة العملية الوطنية بواقع النصف.

على ان المجهود الذي تقوم به الأمم المتحدة للتوصل الى وقف للعمليات القتالية بين الأسد ومعارضيه لم يثمر، وهو ما دفع المسؤولين الأميركيين الى التشكيك بإمكانية توقف فريق إيران - الأسد عن القتال، رغم التكلفة المالية والبشرية الهائلة التي يتكبدها هذا الفريق.

ومع فشل الخطة الأممية، وفي وقت يجمع مسؤولو الحكومة الأميركية - بمن فيهم أوباما - على ان التخلص من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يقتضي حتما رحيل الأسد عن السلطة، صار أوباما وكبار مساعديه يرددون على مسامع من يتحدثون إليهم حول الأزمة السورية، ان الحكومة الأميركية تعتقد بضرورة اجبار الرئيس السوري على الرحيل، ولكن السؤال هو كيف؟

ولأن أوباما فتح، للمرة العاشرة على الأقل، باب الاستماع للاقتراحات حول كيفية اخراج الأسد، بعد سنوات من جولات المراجعات السياسية والنقاشات على اعلى المستويات، تقدم عدد من المعنيين في واشنطن، تصدرهم وزير الخارجية جون كيري، بمسودات حلول، على ان أكثر المقترحات التي حازت اهتماما في الأوساط الأميركية المعنية جاءت من المسؤول عن ملف سورية في وزارة الخارجية فرد هوف حتى نهاية العام 2012، والذي يعمل حاليا في «مركز رفيق الحريري» التابع لمركز أبحاث «مجلس الأطلسي». وقال بعض العارفين ان خطة الديبلوماسي المتقاعد سبق ان قدمها قبل خروجه من السلك بأسابيع، ولكنها لم تلق آذانا صاغية في حينه.

وقدم هوف ست نقاط،دعا فيها فريق وزارة الخارجية الأميركية، المكلف الملف السوري، الى الخروج من مكاتب الوزارة في حي «فوغي بوتوم» الواشنطني والانتقال الى اسطنبول وغازي عنتاب التركية، حيث المعارضة السورية، لتقديم النصيحة والمشورة والمساعدة بشكل متواصل، لا بشكل عشوائي كما يحدث حاليا.

ودعا هوف الديبلوماسية الأميركية الى قيادة عملية تنسيق تمويل وتسليح المعارضة السورية الوطنية، ودعم بنيتها السياسية والعسكرية. وكتب هوف ان «الاعتراف بالمعارضة (في ديسمبر 2012) كممثل شرعي للشعب السوري، ومن ثم غياب (اميركا) عن الأنظار لأكثر من سنتين ونصف السنة، ليس طريقة مقبولة للعمل، فواشنطن قادت عملية الاعتراف وكان عليها ان تتولى المسؤولية، ومازال عليها ذلك، فكما دفع نقص الموارد الثوار السوريين الى التخلي عن الوحدات المعتدلة، يمكن لضخ الموارد اعادتهم اليها».

وتابع المسؤول السابق ان برنامج «تدريب وتسليح» 15 الفا من ثوار سورية لا يتناسب مع الخطر الداهم الذي يمثله «داعش». كذلك، لا يمكن القضاء على هذا التنظيم بمطاردة «مجرمين مسلحين» بمقاتلات «اف 16» و«اف 18».

النقطة الرابعة،حسب هوف، تقضي بفرض منطقة حظر طيران جوي في شمال سورية الشرقي، بما في ذلك فوق حلب، «فالحرب مع داعش ليست في الرقة فحسب، والأسد ليس لديه ما يقدمه في هذا القتال غير كونه في صلب المشكلة، ما يعني ان إبقاء مقاتلاته خارج هذا الصراع هو امر أساسي لنزع فتيل الصراع، ويساهم بانقاذ أرواح آلاف السوريين بتخفيف آثار تكتيكات النظام الإرهابية الجوية».

وتابع هوف انه مع اخراج «داعش» من الشمال الشرقي، على واشنطن حث المعارضة السورية على الانتقال من غازي عنتاب الى المناطق المحررة وإقامة حكومة تعترف بها واشنطن، وهو ما يفتح الطريق امام المفاوضات مع نظام الأسد، ويقدم بديلا للموظفين والضباط في النظام للخروج من خدمة النظام والالتحاق بالحكومة الجديدة. وختم بالقول ان على الولايات المتحدة استبدال برنامج «تدريب وتجهيز» المعارضة السورية المعتدلة بانشاء قوة سورية وطنية لحفظ الاستقرار يمكنها فرض القانون والنظام في عموم البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق