الجمعة، 13 مارس 2015

كيري: قادة الخليج يفضّلون الديبلوماسية لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية

واشنطن - من حسين عبدالحسين
جريدة الراي

كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري انه اثناء زيارته الأخيرة الى الخليج، سمع من القادة الخليجيين تأييدهم للمجهود الأميركي «الديبلوماسي» مع إيران لمنعها من حيازة قنبلة نووية.

وفي جلسة استماع، امام «لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ»، طالت أكثر من 3 ساعات، أوضح كيري: «في سورية، كما في العراق، هدفنا هو دعم قيادة فعاّلة وجامعة في بلد أكثر استقرارا، حيث العنف المتطرف لا يشكل تهديدا رئيسا، ما يمكّن اللاجئين من العودة الى ديارهم وعيش حياة طبيعية».

وجاءت تصريحات كيري في إطار جهد القوة الضاربة في فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما لإقناع الكونغرس بضرورة تبني إقرار قانون يخوّل الحكومة استخدام القوة المسلحة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بدلا من استخدامها حاليا على أساس قانوني حربيْ العراق وأفغانستان لمكافحة الإرهاب.

كما يأتي تصريح كيري في وقت لم تعد فيه إدارة أوباما تتظاهر انها تسعى الى حل في سورية يتزامن فيه القضاء على التنظيم مع خروج الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم، حسبما يصر حلفاؤها في انقرة والرياض، بل صارت نظرة كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية الى الحل السوري متطابقة مع رؤية نظرائهم الإيرانيين والروس، المتضمنة تقديم أولوية القضاء على الإرهاب على البحث في مصير الأسد.

واضافة الى كيري، الذي أمضى 3 عقود في مجلس الشيوخ حيث مازال يتمتع بعلاقات وطيدة، أرسل أوباما الى الجلسة أيضا وزير دفاعه المعيّن أخيرا آشتون كارتر، الذي كان قد نال ما يشبه الاجماع في مجلس الشيوخ اثناء الموافقة على تعيينه، بسبب علاقاته المتينة بالمشرّعين. ومع وزيريْ خارجيته ودفاعه، أرسل أوباما رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، الذي يحظى بسمعة طيبة لدى الكونغرس بصورة عامة كما لدى الرأي العام الأميركي.

المشرّعون الجمهوريون بدوا أكثر تأييدا للموافقة على قانون جديد للحرب ضد «داعش»، غالبا بسبب موقفهم المؤيد لسياسة خارجية أميركية أكثر فعالية واعتمادا على القوة، ثم لاعتقادهم بأن حصول أوباما على قانون من هذا النوع يبرّر ما فعله الحزب الجمهوري والرئيس السابق جورج بوش في استصداره قوانين مماثلة ولجوئه الى القوة العسكرية للتعامل مع الإرهاب في الشرق الأوسط.

وللأسباب نفسها التي جعلت الجمهوريين يؤيدون قانون أوباما الجديد، عارضه الديموقراطيون الذين يعتقدون ان استصدار قوانين من هذا النوع واستخدام القوة العسكرية، خصوصا قوات أرضية للقضاء على «داعش» في العراق وسورية، من شأنه ان يقضي على موقفهم السياسي الذي نسجوه عبر سنوات وتمحور حول معارضتهم لحربيْ العراق وأفغانستان.

وعلمت «الراي» انه في النقاش الدائر في اللقاءات المغلقة بين فريق أوباما والمشرّعين من حزبه الديموقراطي، نصح أعضاء الكونغرس من الديموقراطيين الرئيس الأميركي بالذهاب الى الحرب ضد «داعش» من دونهم حتى لا يغرقوا معه سياسيا في وحول حرب جديدة. ونقل متابعون لمسار المفاوضات داخل الحزب الديموقراطي ان المشرّعين قالوا للحكومة ان المتبقى في حكم الرئيس سنة ونصف السنة، وان لديه الصلاحية للاستمرار باستخدام القوة حسب القانونيْن السابقيْن، وان لا مصلحة سياسية لهم بتأييد قانون جديد للحرب من الممكن ان يؤذيهم بين ناخبيهم في انتخابات 2016.

وسيطر شبح الاتفاقية المحتملة بين أميركا وإيران على مجريات جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ،، وبدا التوتر جليا، خصوصا في مشادّة كلامية بين كيري ونجم الجمهوريين الصاعد والمرشح الرئاسي المحتمل السناتور فلوريدا ماركو روبيو الذي توجه الى كيري بالقول: «اعتقد ان الجزء الأكبر من إستراتيجيتنا في ما يتعلق بـ (داعش) مدفوعة بعدم إغضاب إيران حتى لا تترك طاولة المفاوضات والاتفاقية التي تعملون عليها».

ويبدو ان من لقّن روبيو هذه الفكرة لم يفطن ان يلفت نظره الى ان اميركا وإيران تتفقان في رؤيتهما للحرب ضد «داعش»، انما ما تجاري واشنطن طهران به هو عدم تعرّض الولايات المتحدة للأسد، الذي أعلنت واشنطن انها ترغب في رؤيته يرحل، وهذه نقطة خلاف مع إيران المتمسّكة ببقائه. لكن بسبب المفاوضات، جارت اميركا إيران في موضوع بقاء الأسد، لا في موضوع الحرب ضد «داعش».

وأضاف روبيو: «قل لي اين كنت مخطئا في ذلك؟»، فأجاب كيري: «(مخطئ) لأن الوقائع تناقض ذلك»، مضيفا ان الإيرانيين «يرحبون بقصفنا لـ (داعش)، بل هم في الواقع يريدوننا ان ندمر (داعش)، لأنه خطر عليهم، وخطر على كل المنطقة، واعتقد أنك تخطئ في قراءتك...بل اعتقد حضرة السناتور انك مخطئ تماما، تماما».

وتابع كيري: «عدت لتوّي من الخليج حيث اجتمعت مع كل أعضاء دول مجلس (التعاون)، جلسوا كلهم حول الطاولة وعبروا عن دعمهم لما نفعله، وهم يعتقدون ان من الاحسن منع (الإيرانيين) من الحصول على القنبلة (النووية) ديبلوماسيا».

وعلى غرار كيري، ابدى كارتر وديمبسي إيجابية تجاه الدور الإيراني، فوصف ديمبسي المجهود الإيراني لإلحاق الهزيمة بـ (داعش) بـ «التطور الإيجابي»، فيما قال كارتر: «لا يمكنني ان اتخيل أن قصفنا لـ (داعش) غير مرحّب به لدى الإيرانيين».



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق