الخميس، 30 أبريل 2015

مسؤولون أميركيون: التغييرات السعودية تعكس اعتبار الإرهاب وإيران أكبر تهديد للمملكة

واشنطن - من حسين عبدالحسين

يعتقد عدد من المسؤولين الاميركيين ان التغيير الذي شهدته السعودية هو انعكاس لسياسة المملكة في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وأوضح أحد المسؤولين أن «أبرز 3 شخصيات تمت ترقيتهم، هم قائد الحرب على الإرهاب وزير الداخلية (ولي العهد الأمير) محمد بن نايف، يليه قائد عملية عاصفة الحزم وزير الدفاع (ولي العهد الثاني الأمير) محمد بن سلمان، ثم الناطق باسم الحرب في اليمن (وزير الخارجية) عادل الجبير».

في هذه التعيينات، ترى واشنطن تأكيدا على الخطوط العريضة للسياسة السعودية الجديدة، والمبنية على الاستمرار في مكافحة الإرهاب، وتبني سياسة جديدة لناحية تعزيز الديبلوماسية السعودية بعمل عسكري ان اقتضى الأمر.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» وصفت التغيير السعودي بصورة مشابهة لما سمعته «الراي» من المسؤولين الاميركيين. وكتبت الصحيفة ان «الزعماء الجدد، وهم في عمر الشباب، يعتبرون ان الإرهاب وإيران هما أكبر تهديد أمني» على المملكة. وتابعت الصحيفة انه في وقت «يتبنى الثلاثة علاقات قوية مع الولايات المتحدة، يظهرون نية متزايدة على العمل باستقلالية – كما في حملة اليمن».

ويصدف ان لواشنطن معرفة قوية بوزيري الداخلية والخارجية، فالأمير محمد بن نايف عمل بتنسيق عن كثب مع الولايات المتحدة، على مدى العقد الماضي، في شؤون مكافحة الإرهاب، وهو كان يتردد بصورة مستمرة على العاصمة الأميركية. اما وزير الخارجية، الجبير، فهو قضى قرابة عقدين من عمره في واشنطن، الأول مستشارا لسلفه الأمير بندر بن سلطان، والثاني سفيرا للمملكة في الولايات المتحدة.

وكانت واشنطن اتهمت إيران بتدبير محاولة اغتيال للجبير في احد مطاعم العاصمة الأميركية، ويقول مسؤول أميركي انه «سيكون مثيرا للاهتمام ان نرى كيف سيتعامل الجبير مع من حاولوا قتله»، ليستدرك قائلا ان «الرجل يتمتع بحرفية عالية، ولا اعتقد انه سيسمح لأي أمور شخصية في عرقلة تنفيذه للسياسة السعودية تجاه إيران».

ويتابع المسؤول متسائلا حول ان كان في تعيين الجبير رسالة سعودية الى الإيرانيين،

على انه رغم الانطباعات الأولية لدى المسؤولين الاميركيين حول التغييرات في الرياض، الا ان غالبيتهم مازالوا يعتبرون ان معلوماتهم شحيحة حول ما يجري داخل السعودية وعملية اتخاذ القرار فيها.

ويقول أحد المسؤولين: «منذ عقود ونحن نقرأ باستمرار عن منافسة في أروقة الحكم وعن جناح كذا ضد جناح منافس، ولكن واقع الحال انه حكم السعودية سبعة ملوك منذ تأسيسها، وفي كل مرة حصلت العملية الانتقالية بسلاسة كبيرة، على عكس ما يكتب ويشاع».

كذلك، يلفت المسؤول نفسه الى انه «حتى قبل شهور قليلة، كان الحديث الدائم في الاعلام الغربي يتمحور حول شيخوخة القيادة السعودية وتراجع نفوذها، وها نحن اليوم امام ثلاثة مسؤولين، دفعة واحدة، في ريعان شبابهم، يديرون حربا إقليمية بتكلفة مئات مليارات الدولارات، ويفرضون معادلات جديدة، ويظهرون مقدراتهم، ويفرضون نفوذ بلادهم».

في أي اتجاه تذهب العلاقات الأميركية السعودية مع وصول وجوه قيادية جديدة، سألت «الراي»، فجاءت معظم الإجابات ان هذه العلاقة تتمتع بمتانة منذ عقود، وانه «قد يمر اسابيع او شهور يشوبها تباين في السياسات او وجهات النظر، ولكن يمكن القول بسهولة ان السعودية هي واحدة من أقدم حلفاء الولايات المتحدة في العالم، ومن غير المتوقع ان يتغير الوضع مستقبلا».

وختم المسؤولون ان الرئيس باراك أوباما كرر التزام اميركا بتعهداتها للسعودية وبأمن المملكة من أي تهديدات خارجية، وان الالتزام الأميركي والعلاقة الجيدة مع السعودية ماتزال قائمة.

من ناحية ثانية، أعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن تطلع بلاده للتعاون مع وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير مشيدا في الوقت ذاته بانجازات سلفه الامير سعود الفيصل خلال العقود الماضية.

وقال كيري في بيان ان الجبير الذي كان يشغل منصب سفير السعودية في واشنطن «ديبلوماسي ماهر ومفاوض موثوق به لدى العديد من المسؤولين الاميركيين» وساهمت انجازاته في تعزيز الروابط القوية والتاريخية بين البلدين.

وحول الامير سعود الفيصل قال كيري انه حقق خلال العقود الأربعة الماضية أعلى المستويات الديبلوماسية الدولية في توجيه السعودية في ظل الازمات العالمية.

وأكد انه سيواصل التشاور مع الفيصل حول العديد التحديات العالمية، مشيرا الى انه لم يكن فقط اقدم وزير خارجية في العالم بل يعد احكمهم حيث عمل مع 12 وزير خارجية اميركيا وكان محل اعجاب الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق