الأربعاء، 8 أبريل 2015

أوباما: طهران ستتمكن من بناء قنبلة نووية بعد انتهاء مفاعيل الاتفاقية

واشنطن - من حسين عبدالحسين

وفي السنة الثالثة عشرة من توقيع الاتفاقية معها، تصبح ايران في حل من اي شروط، ويصبح في مقدورها ان تبني قنبلة نووية، لكن عزاء اميركا الوحيد، وقتذاك، هو انها ستتمكن من معرفة تفاصيل اكثر متعلقة ببرنامج طهران النووي، بسبب المراقبة المتواصلة على مدى العقد المقبل. هذا ماقاله الرئيس باراك أوباما في مقابلة مع راديو «ان بي آر» شبه الرسمي، وهو تصريح تسبب بالكثير من البلبلة التي دفعت احد الصحافيين الى سؤال الناطقة باسم الخارجية، ماري هارف، بالقول ان «ايران ستتمكن من بناء قنبلة نووية بعد 13 عاما، ونحن سيمكننا ان نتفرج عليها». ولمزيد من غرابة اليوم، الذي ساده هرج ومرج سياسي، انقطعت الكهرباء في معظم انحاء واشنطن العاصمة بسبب عطل فني، ما انهى المؤتمر الصحافي اليومي في الخارجية من دون اجابة رسمية حول قنبلة ايران النووية المستقبلية.

ومما قاله أوباما في مقابلته الاذاعية: «اعتقد ان الخوف الاكبر هو ان (الايرانيين) في السنة 13، 14 او 15، سيكون بحوزتهم طرود اكثر تطورا يمكنها ان تخصب اليورانيوم بسرعة نسبيا، ما يجعل المدة المطلوبة للوصول الى القنبلة قريبا من الصفر».

واضاف أوباما: «ابقوا في بالكم ان المدة المطلوبة حاليا تبلغ 2 الى 3 اشهر حسب تقديرات اجهزتنا الاستخباراتية، ما يعني اننا (بالاتفاقية) نشتري 13، 14، او 15 سنة من تأكيد ان المدة المطلوبة لصناعتهم القنبلة تبلغ سنة على الأقل، اي انهم اذا قرروا كسر الاتفاقية وطرد المراقبين وخلع الاقفال، سيكون لدينا سنة كي نرد». وتابع: «سيكون لدينا هذه الضمانات لمدة عقد على الأقل، ثم في السنوات 13 و14، من الممكن ان تصبح مدة الاختراق (الايرانية) نحو القنبلة اقصر بكثير، لكن وقتذاك سيكون لدينا فكرة أوفى عن برنامجهم (النووي) وما يتضمنه».

ولم تكد «ان بي آر» تبث المقابلة حتى تهافت الصحافيون على مسؤولي الادارة، وحاولت «الراي» وغيرها من الوسائل الاعلامية الحصول على اجابات منهم، وكانت الردود الفعلية الاولية لهؤلاء المسؤولين انه لم يكن قد تسنى الوقت الكافي لهم للاطلاع على ما ادلى به الرئيس، واستمهلوا الصحافيين بعض الوقت.

وفي المؤتمر الصحافي اليومي الذي تعقده هارف، حاولت المسؤولة الأميركية الايحاء بأن ما قاله أوباما لم يكن يتعلق بما يحصل بعد انقضاء مدة الاتفاقية، او بند «غروب الشمس عليها» حسب التسمية الأميركية، بل ان الرئيس كان يتحدث عن سيناريو ما يمكن ان يحصل في حال عدم توقيع الاتفاقية بين مجموعة دول «خمس زائد واحد»وايران.

وقالت هارف: «اعتقد ان التصريح الذي يتحدث عنه الناس، تم الخلط بكلماته قليلا، فالسيناريو الذي كان يتحدث عنه كان سيناريو عدم توقيع الاتفاقية، واذا ما عدتم الى النص، وانا اعرف انه يثير الارتباك بعض الشيء، لادركتم قصده».

واضافت: «تحدثت الى الزملاء في البيت الابيض، وقرأنا النص معا مرارا، وما فهمته انه كان يتحدث - حتى لو كانت الكلمات مبهمة بعض الشيء - عن سيناريو عدم توقيع الاتفاق، كانت اجابة افتراضية، اي انظروا، من دون اتفاقية، هذا ما يمكن ان يحدث، وهو لم يقل ان هذا ما سيحصل بموجب الاتفاقية في هذه السنوات».

لكن مراسل «الاسوشيتد برس» مات لي، ضغط على هارف، وقال انه في ظل سيناريو «صفر وقت للاختراق»، ما «تسمحه لنا اجراءات الشفافية التي ستفرضها الاتفاقية مع ايران هو انها ستتيح لنا، في أحسن الاحوال، ان نتفرج على الايرانيين وهم يبنون قنبلتهم النووية».

وتأتي تصريحات أوباما، حول الحرية الايرانية في بناء قنبلة نووية بعد انقضاء مهلة الاتفاقية، في وقت يصر الرئيس الاميركي انه لا يثق بالنظام الايراني، وان الطريقة الامثل للتعامل معه هو عبر اتفاقات تؤكد وكالة الطاقة الذرية تطبيقها، ما يعني انه عندما تصبح ايران في حل من بنود الاتفاقية، يصبح مسموحا لها بناء سلاحا نوويا فيما يقف العالم متفرجا.

وفيما هارف تتلعثم وتحاول جاهدة الرد، انقطع التيار الكهربائي وفرض ظلاما دامسا داخل غرفة الصحافيين وبعض الفوضى، ما سمح لها بالخروج من القاعة، وتاليا الهروب من السؤال، رغم ان التوقعات تشير الى ان تصريح أوباما المذكور سيثير المزيد من ردود الفعل في الايام المقبلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق