الأربعاء، 10 يونيو 2015

الناطق باسم «الحشد الشعبي» يزور أميركا لجمع التبرعات

| ديربورن، ميشيغن - «الراي» |

أثارت زيارة يقوم بها الناطق باسم ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية النائب عن «ائتلاف دولة القانون» احمد جاسم صابر الأسدي، المعروف بـ «أبي جعفر الأسدي» إلى الولايات المتحدة جملة تساؤلات، إذْ إن واشنطن تتهم مجموعة «جند الإمام» التي يقودها بشنّ عمليات ضد قوات أميركية قبل الانسحاب الاميركي من العراق نهاية 2010.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون ان «(جند الامام) حظيت منذ تشكيلها برعاية خاصة من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني» اللواء قاسم سليماني، ومساعده العراقي النائب جمال الجراح، المعروف بـ «أبي مهدي المهندس»، والأخير مطلوب دولياً لتنفيذه تفجيرات في الكويت في الثمانينات، استهدفت قادتها والسفارة الأميركية فيها.

واعتبر الأسدي أن وصف ميليشيا «الحشد الشعبي» بأنها «شيعية فقط» هو أمر «غير عادل»، معتبراً ان في صفوفها مقاتلين عراقيين من غير الشيعة، مثل المسيحيين والإيزيديين والسنّة.

وأضاف الأسدي، الذي يقود مجموعة «جند الإمام» منذ العام 2009 خلفاً للراحل مهدي عبد المهدي، الذي كان معروفاً بـ «أبي زينب الخالصي» إن «الإعلام يبث أخباراً غير صحيحة عن (الحشد الشعبي)» وأن ولاء هذه الميليشيا هو «للشعب العراقي بأكمله».

خطاب الأسدي جاء أثناء مؤتمر «حشْدنا كرامتنا»، الذي نظّمه «معهد شباب العراق» في ديربورن، وتحدث فيه عدد من العراقيين، كان من بينهم رجل الدين حسن القزويني، الذي شن هجوماً ضد انقرة وعواصم عربية، واتهمها برعاية تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).

وحضر المؤتمر عضو الكونغرس جون كروين، وغاب عنه أي تمثيل للحكومة الاميركية، رغم إعلان المنظمين، قبل المؤتمر، أن ادارة الرئيس باراك أوباما كانت تنوي إرسال مندوب عنها ليمثّلها في حفل دعم «الحشد الشعبي».

ووضعت زيارة الأسدي الى الولايات المتحدة حداً للارتباك حول علاقة الحكومة الاميركية بـ «جند الإمام»، التي سبق ان اعتقل الاميركيون مؤسسها الخالصي وسجنوه عاميْن.

واعتبر الباحث الأميركي من أصل عراقي نبراس الكاظمي، أن الأسدي وتنظيمه حصلا على رعاية خاصة من سليماني، وأن التنظيم كان من «اوائل تشكيلات اللجان الشعبية العسكرية، أو سرايا الدفاع الشعبي، التي أسسها سليماني و(رئيس الحكومة السابق نوري) المالكي مطلع 2014، أي قبل احداث الموصل».

وحاولت «الراي» الوقوف على رأي المسؤولين الأميركيين، الذين آثروا الصمت، مشيرين الى ان حكومتهم لم ترسل ممثلين الى مؤتمر «حشْدنا كرامتنا».

على أن تطور موقف الادارة الاميركية، من معارض لتدخّل الميليشيات الشيعية في القتال المندلع في مناطق غرب العراق وشماله الغربي، الى مؤيد، صار بادياً للعيان.

وكان أوباما قال اثناء استقباله رئيس حكومة العراق حيدر العبادي في إبريل الماضي، ان دور ميليشيا «الحشد الشعبي» كان ضروريا في الايام الاولى بعد انهيار القوات النظامية في الموصل وفي اطار الدفاع عن بغداد. لكن مع مرور الاسابيع، حسْب أوباما، لم يعد مبرراً دور هذه الميليشيات التي صار من الضروري ان تلتحق بالقوى النظامية.

وعلى اثر انهيار القوات العراقية النظامية في الرمادي، تراجعت الادارة الاميركية عن معارضتها لمشاركة «الحشد الشعبي» في القتال، بل صارت تؤيد ان تكون هذه الميليشيا في الطليعة، وهو ما قد يفسر انقلاب الموقف الاميركي من عداء تجاه «جند الامام»، الذي تحمله واشنطن مسؤولية مقتل جنود اميركيين، الى موقف لا يعارض اقامة هذا التنظيم حفلة جمع تبرعات وحشد تأييد في واحدة من كبرى المدن الاميركية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق