الاثنين، 13 يوليو 2015

البنك الدولي يبذّر ... وينصح بالتقشّف!



• علامات استفهام كثيرة حول طريقة تعيين رئيس البنك

• كيم ساهم بجمع تبرعات لأوباما الذي كافأه بتعيينه رئيساً للمؤسسة الدوليةفي واحدة من حفلات الشواء الكثيرة التي أقامها الأميركيون بمناسبة عيد الاستقلال، شكت ديبلوماسية أميركية «بخل» وزارة الخارجية، التي تدفع ثمن بطاقة سفر على الدرجة السياحية، رغم أن عملها يحتّم عليها سفرات كثيرة وبعيدة.

وبينت الديبلوماسية أن الوزارة بالكاد تمنح الديبلوماسيين من درجة وكيل وزارة فما فوق مقاعد على درجة رجال الأعمال، حتى إن السفراء أنفسهم يطيرون في الغالب على السياحية.

هنا ردت إحدى الحاضرات، وهي موظفة في البنك الدولي (يتم منح العاملين من غير الأميركيين تأشيرات إقامة ديبلوماسية في الولايات المتحدة)، إن البنك يغطي مصاريف سفرات العمل لكل العاملين فيه بغض النظر عن رتبتهم الوظيفية، ويمنحهم بطاقات سفر مخصصة لرجال الاعمال.الحوار المذكور قد يشخّص مشكلة صار يعاني منها البنك الدولي، فالمؤسسة التي تحث حكومات العالم الحد من الإنفاق، وترشيد المصاريف، وخفض عدد العاملين في مؤسساتها وامتيازاتهم، وتقليص العطاءات الاجتماعية، وخصخصة المرافق العامة، تجد نفسها بحاجة لتطبيق النصائح التي تقدمها للآخرين، لاسيما وأنها تبّذر فيما تنصح الآخرين بالتقشّف!

ويبدو ان البنود الإصلاحية التي اشتهر بها البنك الدولي، منذ انشائه قبل 71 عاما، صار مطلوبا ان يلتزم بها البنك نفسه وان يلزم بها العاملين فيه والقيمين عليه، وهو ما يبدو ان رئيسه الحالي الأميركي من أصل كوري جنوبي جيك يونغ كيم يزعم أنه يعتزم فعله عن طريق قيادة «عملية ترشيد» تطال الدوائر المختلفة في البنك.لكن بغض النظر عما يحاول كيم فعله وهو محل تشكيك العديد من المراقبين، إذ إن أسلوب عمل الرجل تشوبه مشاكل كثيرة من قبيل التمسك بالسرية، والابتعاد عن الشفافية، فضلا عن بعض الشكاوى حول ترفيعات تمت بالواسطة، وحول بقاء موظفين «أقوياء» على الرغم من تواضع أدائهم، على حساب ترحيل موظفين أكفاء فشلوا في لعبة «العلاقات العامة». غير أن عملية الإصلاح المرتقبة شكّلت كما يبدو ضربة لنفسية العاملين في المؤسسة الدولية، ما دفع القيادة العليا لتكليف شركة خاصة بإجراء استفتاء داخلي، تبين على إثره ان اثنين من بين كل 3 موظفين يعانون إحباطا شديدا وانهيارا في المعنويات.

وعلى وقع «انهيار» الروح المعنوية للعاملين، تلقّى هؤلاء (موظفو المؤسسة العالمية) رسالة إلكترونية جاء فيها ان الإدارة قررت منحهم يوم إجازة إضافية مدفوعة.

غير أن يوم الإجازة هذا، لم يحل دون اعتبار عدد لا بأس به من الموظفين، أن ما لا يراه الرئيس الحالي للبنك هو أنه نفسه بات جزءا أساسيا من المشكلة، وأن رحيله بعد ثلاثة أعوام على تعيينه (تسلم منصبه عام 2012) قد يشكل مفتاحاً للحل.

ومن غير المفهوم ما هي المهارات والقدرات التي يتمتع بها كيم والتي خولته الحصول على هذا المنصب، إذ يعتقد مراقبون ان الأمر مثله مثل التعيينات السياسية في الوزارات الأميركية، ومثل عملية منح مناصب سفراء التي يستخدمها رؤساء أميركا بمثابة جوائز تعويض لمن سبق ان عملوا في حملاتهم الانتخابية.

حاز كيم الذي ساهم في جمع التبرعات لحملة الرئيس باراك أوباما في 2012 على رضا البيت الأبيض، الذي أعاده للخدمة بتعيينه رئيسا للبنك الدولي.

ويقضي العرف بأن تعيّن واشنطن رئيس « البنك الدولي» لفترة 4 سنوات، فيما تعين الدول الأوروبية رئيس "النقد الدولي".

وكان كيم واجه أثناء توليه رئاسة جامعة «دارتموث» بين 2009 و2012 من حملة اعتراض واسعة بين الأساتذة والموظفين والطلاب على أسلوب عمله، وانضمت مجلة «فوربس» الشهيرة الى حملة ضد كيم آنذاك، ووصفته بالشخصية المخيبة للآمال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق