الخميس، 16 يوليو 2015

أوباما: إيران جزء من الحل في سورية وبوتين يخشى انهيار الأسد

واشنطن - من حسين عبدالحسين

عجيب أمر الرئيس باراك أوباما. ففي حملته لحشد تأييد الرأي العام الأميركي والكونغرس للاتفاقية النووية مع إيران، أطلّ أكثر من مرة، وأطلق جملة من المواقف ناقض بعضها بعضاً.

في مقابلته مع صحيفة «نيويورك تايمز»، أصرّ أوباما على أن الاتفاقية النووية مع إيران تقتصر على منعها من حيازة أسلحة نووية على مدى العقد المقبل، وأن أميركا لم تغير مواقفها الأخرى لناحية تمسّكها بالعقوبات غير النووية على طهران واستمرارها في المواجهة ضدها في ملفات شرق أوسطية غير نووية.

في المقابلة نفسها، قال الرئيس الأميركي إن من شأن الاتفاقية النووية ان تعيد شبْك إيران بالمجتمع الدولي، وإن هذا قد يؤدي الى تعديل تطرّفها، وهو ما يجعل للاتفاقية هدف آخر خارج السياق النووي، أي على عكس ادعاءات أوباما في الإجابة السابقة.

في مؤتمره الصحافي في البيت الأبيض، ذكر أوباما أن لا حلّ في سورية من دون إيران، وأن واشنطن ستبني على الحوار النووي مع طهران للانخراط في حوار في الموضوع السوري وفي شؤون محاربة الإرهاب في العراق.

تطوير الحوار الأميركي - الإيراني، ليشمل مواضيع غير نووية كسورية والعراق واليمن، يناقض أقوال أوباما، وكبار مسؤوليه ممن تحدثوا الى الصحافيين في جلسات مغلقة، حول تمسّك واشنطن بمساندة حلفائها بمواجهة طهران بمعزل عن «الاتفاقية التاريخية» في فيينا.

وعن سورية، أفاد أوباما لصحيفة «نيويورك تايمز»: «لقد تشجّعت حينما اتصل بي السيد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قبل أسبوعين وفاتحني بالحديث حول سورية». وأضاف: «أعتقد أنهم (الروس) يرون ان نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد تتراخى قبضته على مساحات أكبر فأكبر داخل سورية، وأن إمكانية الاستيلاء على أو القضاء على النظام السوري، ليست محسومة، ولكنها أصبحت خطراً يتعاظم كل يوم، وهو ما يعطينا فرصة للمباشرة في حوار معهم (الروس)».

وفي المؤتمر الصحافي، قال أوباما إن مشاركة إيران في الحوار حول سورية أمر مطلوب. وهذه المرة الأولى التي يقول مسؤول أميركي هذا الأمر بهذه الصراحة، بعدما أجبرت المعارضة السورية الأمم المتحدة على سحْب دعوة كانت وجهتها لإيران لحضور «مؤتمر جنيف - 2»، الذي جمع النظام والمعارضة مطلع 2014.

«لن نحل المشاكل في سورية من دون انخراط الروس والإيرانيين والأتراك وشركائنا الخليجيين»، ذكر أوباما في مؤتمره الصحافي. ثم وصف الوضع في سورية بأنه فوضوي، وأضاف أن «هناك فصائل عدة، وأموالاً كثيرة، واسلحة تتدفق الى المنطقة، واختلط الأمر بمناورات طائفية وجيوسياسية».

حتى «نحل الموضوع» السوري، تابع أوباما: «يجب ان يكون هناك اتفاق بين القوى الأساسية المهتمة بسورية، ولن يكون هناك فوز على أرض المعركة». وأردف: «إيران هي واحدة من اللاعبين، وانا اعتقد انه من المهم (للإيرانيين) ان يكونوا جزءاً من هذا النقاش».

وأضاف أوباما مشاكل إقليمية أخرى الى الأزمة السورية، موضحاً: «مازالت لدينا مشاكل في دعم إيران للإرهاب، وتمويلها تابعيها مثل (حزب الله)، الذي يهدد إسرائيل والمنطقة، (فضلاً عن) نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك في أماكن كاليمن».

لذا، يأمل أوباما ان يتطور الحوار النووي مع إيران الى حوار حول هذه المواضيع: «أملي هو انه بالبناء على هذه الاتفاقية (النووية)، يمكننا ان نستمر في حوار مع إيران يحفّزها على التصرّف بطريقة مختلفة في المنطقة، وان يكونوا أقل عدوانية، وأكثر تعاونا، وان يتصرفوا كما نتوقع ان تتصرف الدول في المجتمع الدولي».

وأكمل أوباما: «لكننا لا نعوّل على ذلك، لذا فالاتفاقية لا تعتمد على تغيير إيران تصرّفاتها، ولا هي مرتبطة بأن تتحول إيران فجأة الى ديموقراطية ليبرالية».

عن العراق، أشار أوباما إلى أنه من الواضح ان «لإيران نفوذاً في العراق، فالعراق فيه غالبية سكانية شيعية، ولديهم علاقات مع إيران، بعضها طبيعي... وبعضها الآخر أقل شرعيّة، مثل عندما نرى إيران تمول ميليشيات شيعية قامت في الماضي بقتل اميركيين ويمكن ان ترتكب فظائع إذا ما احتلت مناطق سنّية».

لكن على الرغم من التعاون مع إيران في سورية واليمن والعراق، لا يتوقّع أوباما عودة العلاقات الأميركية - الإيرانية. «أريد ان أكرر ما سبق ان قلته، لم نقم، ولا أتوقع اننا سنقوم بذلك في المستقبل القريب، بإعادة العلاقات الديبلوماسية الطبيعية مع إيران، لذا فأنا لا أرى مجموعة اتفاقيات رسمية مع إيران حول كيف نقوم بمكافحة (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش»، ختم أوباما.

في غضون ذلك، قالت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، إن وزير الدفاع اشتون كارتر سيسافر إلى السعودية في إطار جهود إدارة الرئيس أوباما لاقناع الحلفاء المتشككين في المنطقة بمزايا الاتفاق النووي مع إيران، وستشمل الجولة توقفا في اسرائيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق