السبت، 25 يوليو 2015

منطقة حظر جوي أميركية - تركية شمال سورية لن تسمح لمقاتلات الأسد بالتحليق في نطاقها

واشنطن - من حسين عبدالحسين

في وقت اكتفى الناطق باسم البيت الأبيض جوش آرنست بالتلميح ان تركيا وافقت على فتح قاعدة انجرليك الجوية امام المقاتلات الأميركية لشن ضربات ضد اهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، أكدت مصادر أميركية ان واشنطن وأنقرة اتفقتا على إقامة «منطقة حظر جوي جزئي» تمتد حتى 45 كيلومترا من الحدود التركية مع سورية، وتستهدف «داعش» و«جبهة النصرة»، ومقاتلات الرئيس السوري بشار الأسد ومروحياته.

وكانت صحيفة «حرييت» التركية هي اول من كشف الخطة المزمع تطبيقها، ونسبتها الى مسؤولين في حكومة أنقرة.

ويأتي الحديث حول منطقة الحظر الجوي بعد يومين من تفجير نفذه «داعش» داخل الحدود التركية وراح ضحيته أكثر من 32 ناشطا يعملون في مخيمات اللاجئين السوريين. وبعد التفجير، اتصل الرئيس باراك أوباما بنظيره التركي رجب طيب اردوغان معزيا. ويبدو ان الحوار بين الرئيسين شهد اتفاقا تفتح بموجبه انقرة قاعدتها الجوية، مقابل موافقة واشنطن على شمول الحظر مقاتلات الأسد ومروحياته.

وكانت الولايات المتحدة طلبت من تركيا الانضمام الى التحالف الدولي الذي أعلنت قيامه ضد «داعش» الصيف الماضي، لكن انقرة اشترطت ان يستهدف التحالف «داعش» وقوات الأسد سوية. وبعدما رفضت واشنطن الطلب التركي، لم تسمح انقرة لأميركا بشن ضربات جوية أميركية ضد «داعش» انطلاقا من انجرليك، التي تربض فيها مقاتلات أميركية وطائرات من دون طيار تابعة للقيادة الأوروبية للجيش الأميركي، بدلا من القيادة الوسطى المسؤولة عن الشرق الأوسط. وتقوم الطائرات الاميركية الموجودة حاليا في انجرليك بطلعات مراقبة واستطلاع لجمع المعلومات.

وبعدما أقفلت انقرة انجلرليك الصيف الماضي، اضطر التحالف الدولي الى حصر طلعاته الجوية بقواعد الكويت، ما عرقل إمكانية ان تلعب المقاتلات دور الاسناد الجوي للقتال ضد «داعش» على الأرض، وأجبر المقاتلات الأميركية على البقاء في الجو فترات أطول، وبتكلفة أكبر. وصارت المقاتلات الأميركية تعود الى قواعدها أحيانا من دون القاء حمولتها من المتفجرات.

وكانت الصحيفة التركية أوردت ان منطقة الحظر سيتم فرضها بعرض 90 كيلومترا وتمتد من جرابلس الى الميرا، وبعمق 40 او 50 كيلومترا داخل الأراضي السورية، وان المقاتلات ستستهدف «داعش» و«النصرة»، ولن تسمح لمقاتلات الأسد التحليق في نطاق هذه المنطقة.

كذلك، أوردت الصحيفة ان مقاتلات تركية، وكذلك المدفعية، ستشارك في عمليات التحالف الدولي شمال العراق وسورية، وان ضربات التحالف داخل سورية ستحصل بالتنسيق مع الجيش التركي.

في هذه الاثناء، علمت «الراي» من المصادر الأميركية أن أميركا ستزود الجيش التركي بمعلومات استخباراتية حول أهداف «المجموعات الإرهابية» التي بحوزتها. ولم توضح المصادر الأميركية ان كانت أميركا ستزود تركيا بمعلومات حول أماكن انتشار مقاتلي «وحدات الحماية الكردية»، التي تصنفها أنقرة إرهابية.

«انت سألت خصيصا حول انجرليك، القاعدة العسكرية في تركيا»، قال ارنست في رده على أحد الصحافيين اثناء مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض، مضيفا: «لا يمكنني ان اتحدث عن بعض هذه الأمور بسبب الحرض على أمن عملياتنا، ولكن ما نعترف به هو ان للتحالف إمكانية استخدام قواعد في عموم أوروبا والشرق الأوسط، وهذا يتضمن (عمليات جمع) الاستخبارات، المراقبة، الاستطلاع، واستعادة الجنود، وإعادة تموين الوقود، وشن ضربات جوية».

وقيام ارنست بشمل انجرليك بالقواعد التي يمكن للتحالف شن ضربات جوية منها، فضلا عن عدم نفيه التقارير التركية، هو أقرب اعتراف أميركي حول التفاهم الأميركي – التركي الذي تم التوصل اليه.

يذكر انه في حال فتحت تركيا انجرليك، قد تنقل الولايات المتحدة الى تركيا 2100 من المارينز المتواجدين في الكويت، والذين تناط بهم مهمة التدخل السريع وخصوصا في حال الحاجة لاستعادة أي طيارين أميركيين يمكن سقوطهم ومقاتلاتهم في مناطق «داعش».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق