الخميس، 30 يوليو 2015

سجن مراسل «واشنطن بوست» يُظهر ضعف معتدلي إيران أمام ... متشدّديها

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

تحسن العلاقة الاميركية الايرانية الناتج عن المفاوضات النووية والتوصل لاتفاقية في فيينا أظهر ان داخل الحكم في طهران اجنحة متصارعة، وان اصدقاء أميركا الجدد من المعتدلين الايرانيين، بقيادة الرئيس حسن روحاني وفريقه، مازالوا غير قادرين على الامساك بزمام الامور أو التأثير في شؤون الحكم.

وتأكدت واشنطن من ضعف اصدقائها الايرانيين بعد فشلهم في اطلاق اربعة اميركيين في السجون الايرانية، كان آخر من تم اعتقاله منهم واشهرهم مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جايسون رضيان، وهو مولود في كاليفورنيا لأم أميركية وأب ايراني، وانتقل للعيش في طهران العام 2007، وتم تعيينه مراسلا للصحيفة الاميركية هناك في 2012، قبل ان تلقي السلطات الايرانية القبض عليه في يوليو من العام الماضي وتعتقله منذ ذلك الوقت.

ومنذ اعتقال رضيان، اثار وزير الخارجية جون كيري مع نظيره الايراني جواد ظريف الأمر مرارا. في الاسابيع الاولى التي تلت الاعتقال، توقع ظريف ومسؤولون في الوفد الايراني ان يتم الافراج عن الصحافي الاميركي «في ايام»، وبعدما مرت ايام وبقي رضيان معتقلا وكرر الاميركيون مطالبتهم الايرانيين بالافراج عنه، صار الايرانيون يردون بالقول ان الافراج عن رضيان سيتم «في اسابيع». وبعد مرور أشهر، راح ظريف والمسؤولون الايرانيون يلتزمون الصمت في كل مرة يسمعون فيها من الاميركيين مطالبات بالافراج عن الصحافي المذكور.

واثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس باراك أوباما للاعلان عن التوصل لاتفاقية نهائية مع ايران حول ملفها النووي، اثار حنقته احد المراسلين الذي وجه اصابع اللوم للادارة لقيامها بالتباهي بالتوصل لاتفاق مع ايران، فيما اربعة من المواطنين الاميركيين من ضمنهم رضيان مازالوا يقبعون في السجون الايرانية.

ويرجح المسؤولون الاميركيون ان اعتقال رضيان تم بسبب صراع بين الاجنحة داخل الحكم في ايران.

وبالحكم على كتاباته، لم يكن رضيان معارضا للنظام في ايران او للتوصل لاتفاقية نوويه معها، بل لطالما دأب الصحافي الاميركي على تصوير بلد والده في شكل حسن، وقدم مقالات تشجع المتمولين الاميركيين على الاستثمار في ايران، حتى قبل التوصل لاتفاقية نووية معها.

ويبدو ان زوجة رضيان يغانه صالحي، وهي كانت تعمل مراسلة لصحيفة حكومة ابو ظبي بالانكليزية «ذي ناشونال»، كانت تتمتع بعلاقات وطيدة مع مقربين من روحاني، وان رضيان كان محسوبا على الرئيس الايراني وتيار المعتدلين.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» انه في مارس 2014، قبل اعتقال رضيان وزوجته ومصورة صحافية وزوجها بأشهر، اوقفت مجموعة من المدنيين المسلحين زوجته والمصورة في احدى شوارع العاصمة الايرانية، وقام المسلحون باحتجاز المعتقلتين في ناقلة ركاب لساعات حيث قاموا بالتحقيق معهما.

وفي وقت لاحق، وجهت محكمة ايرانية تهم «جاسوسية» لرضيان على خلفية العثور على ايميل في كومبيوتره يشير الى ان رضيان قام بتقديم طلب للعمل في حملة أوباما الرئاسية الاولى، العام 2008، في مركز مستشار للشؤون الايرانية، وهو منصب لم يفز به.

واضافة الى علاقته بالمعتدلين في ايران، يبدو ان رضيان كان متهورا في طبيعته. وتشير مصادر أميركية انه سبق ان تم اعتقال رضيان في المملكة العربية السعودية، قبل سنوات، لقيامه بتصوير فيديو في مناطق ممنوعة اثناء رحلة قام بها الى مكة المكرمة.

وبسبب استمرار اعتقال رضيان وفشل مساعي كيري مع ظريف للافراج عنه، حضر من كاليفورنيا الى واشنطن علي رضيان، شقيق جايسون، ولم يترك بابا الا وطرقها في محاولة السعي للافراج عن جايسون. وتسنى لعلي لقاء أوباما اثناء العشاء السنوي لصحافيي البيت الابيض، وقال الرئيس الاميركي لعلي ان حكومته تفعل ما بوسعها مباشرة مع الايرانيين وعبر اطراف وسيطة للتوصل للافراج عن جايسون.

ونجح علي رضيان في حمل المحسوبين على اللوبي الايراني في العاصمة الاميركية باستخدام علاقاتهم لتحريك قضية جايسون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق