الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

التدخّل الروسي أعاد للنظام السوري 0.4 في المئة فقط من الأراضي

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

تشير التقارير المتواترة في العاصمة الاميركية حول الحرب السورية ان روسيا منذ تدخّلها في 30 سبتمبر الماضي، ضاعفت عدد مستشاريها العسكريين من ألفين الى 4 آلاف، لكن قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه لم تنجح باستعادة اكثر من 0.4 في المئة من الاراضي.

وتضيف التقارير ان تدخّل روسيا أوقف الخسارات المتتالية لقوات النظام أمام المعارضة منذ مطلع الصيف، وهو ما أسكت التوقّعات التي كانت تشير الى قرب انهيار الأسد ونظامه.

وتشير التقارير كذلك الى ان كل الفرقاء المتقاتلين على الارض السورية حققوا انتصارات هامشية وعانوا من خسائر، إلا ان احدا منهم لم يظهر قوة حاسمة يمكنها ان تؤثر في مجرى المواجهات المندلعة منذ العام 2011.

وعن التدخّل الروسي، تلفت التقارير الاميركية الى انه «قبل تدخّل موسكو، كان الأسد يبدو في موقف ضعيف، بعدما نجح المعارضون في طرد نظامه من محافظة ادلب الشمالية الغربية، ووضعوا مناطق الأسد العلوية الساحلية في مرمى نيرانهم، وهو ما دفع روسيا إلى شن حملة جوية لمساعدة (الجيش العربي السوري) في وقف تقدم المعارضة، خصوصاً في محافظات ادلب وحماة وحمص».

لكن التدخّل الروسي لم يقلب الموقف، وهو ما اضطر موسكو الى توسيع جهودها لتشمل اقامة قاعدة جوية ثانية في مطار الشعيرات، شرق حمص، لاستخدامه للمقاتلات، بعدما كان الروس يستخدمونه للمروحيات فقط.

وتعدّد التقارير الاميركية إنجازات قوات الأسد منذ بدء التدخّل الروسي، فتشير إلى انها تشمل كسر حصار تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) على مطار كويرس، واعادة فتح الخط السريع بين دمشق وحلب، الذي كان مقاتلو «داعش» استولوا عليه في اكتوبر الماضي. كما ساعد الروس الأسد وحلفاءه في استعادة بعض التلال في محافظة اللاذقية. لكن بشكل عام، «لم تستعد قوات الأسد إلا 0.4 في المئة من الاراضي منذ التدخّل الروسي».

وتوضح التقارير أن المعارضين من غير الاسلاميين، «خسروا اراضي تساوي مساحتها الاراضي التي استولوا عليها من قوات النظام، منذ بدء الحملة الروسية، فسيطروا على مواقع استراتيجية في محافظة حماة، ولكنهم خسروا مساحات في حلب امام هجوم شنه (الحرس الثوري الايراني) بقيادة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني».

وتعزو التقارير صمود المعارضة الى الدعم الغربي والاقليمي. «مثلاً، ازداد عدد صواريخ (تاو) الاميركي المضادة للدروع بحوزتهم من 13 في سبتمبر الماضي الى 82 في اكتوبر، وهو ما سمح لهم بالتصدي لهجمات الجيش السوري، الذي تستخدم قواته دبابات ومدرعات حديثة استلمتها من روسيا قبل بدء الحملة الجوية الروسية».

ويعتبر الباحث في «معهد بروكنغز» تشارلز ليستر ان «التطور الابرز الذي شهدته المعارضة السورية منذ 30 سبتمبر لم يكن عسكرياً، بل سياسياً، كما بدا في مؤتمر الرياض، حيث شارك 18 فصيلاً معتدلاً يمثّلون قوة مقاتلة من 65 ألفاً داخل سورية». ويصف ليستر قوات المعارضة المعتدلة بالقول ان «رؤيتها وطنية، مقاتلوها محليون، وهي فصائل تؤيد مبدأ المساواة بين الطوائف والإثنيات السورية المختلفة في مرحلة ما بعد الأسد».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق